أخبار لبنان

لازاريني: عدم تأمين التمويل لـ"الأونروا" سيكون له أثر مزعزع لإستقرار المنطقة!

تم النشر في 23 تشرين الثاني 2020 | 00:00

"خلال أكثر من 30 عاماً من حياتي المهنية في حالات الصراع وما بعد الصراع، نادراً ما عانيت من هذا المستوى من الضائقة وهذا الشعور باليأس بالقدر الذي واجهته في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وينبغي ألا نرتكب خطأ السماح لهذه الحالة بأن تزداد سوءاً ، لكن هذا ما سنفعله إذا لم ندفع رواتب أكثر من 28,000 موظف وموظفة وإذا فشلنا في إيجاد استقرار مالي طويل الأجل لوكالة الأونروا".

بهذه العبارات البالغة الدلالة على حجم الأزمة المالية التي بلغتها وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين – الأونروا ، خاطب مفوضها العام فيليب لازاريني اعضاء اللجنة الاستشارية للوكالة الذي انعقد بتقنية المحادثة المباشرة عن بعد .

بعد نحو اسبوعين على ابلاغ لازاريني اللجنة الاستشارية نفسها بأن الميزانية الأساسية للأونروا قد نفدت من الأموال النقدية، وانها واجهت هذا العام عجزاً قدره 115 مليون دولار أمريكي، منها 70 مليون دولار من المساهمات الجديدة اللازمة لتغطية رواتب أكثر من 28,000 موظف في تشرين الثاني وكانون الأول 2020 ، وانه يجب تجنب اتخاذ تدابير مؤلمة إضافية في الأسابيع المقبلة، بدا لازاريني يطلق صرخة الاستغاثة الأخيرة قبل اعلان العجز الكلي للأونروا عن متابعة المهام التي اوكلتها بها الأمم المتحدة بما يتعلق بتقديم الخدمات الأساسية للاجئي في فلسطين ضمن نطاق مناطق عمل الوكالة الخمس " الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان " محذرا من خطر اكبر لهذه الأزمة قد يصل الى حد زعزعة استقرار البلدان المضيفة للاجئين !.

اعلن لازاريني دون تردد أنها" المرة الأولى في الذاكرة التي تصل فيها الأونروا إلى حافة الهاوية دون وجود أموال في متناول اليد أو تعهدات مؤكدة لتغطية شهرين من الرواتب".

وكشف عن ان الوكالة "اضطررت في الأسبوع الماضي لتأمين قرض إضافي من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ (CERF) بقيمة 20 مليون دولار أمريكي للمساعدة في توفير المال وتغطية جزء من كشوف مرتبات شهر تشرين الثاني/نوفمبر".

وقال أنه " بناءً على الأموال المتاحة، سنقرر في وقت لاحق من هذا الأسبوع ما إذا كنا سنمضي في دفع الرواتب جزئياً في نهاية الشهر أو سنؤجل دفع الراتب كاملاً. . فنحن لا نزال في أمسّ الحاجة إلى 70 مليون دولار أميركي من المساهمات لتجنب اتخاذ تدابير مؤلمة إضافية في الأسابيع المقبلة والحد من كمية الالتزامات التي سيتم ترحيلها إلى عام 2021".

ولفت لازاريني الى ان "تأجيل دفع المرتبات، أو الأسوأ من ذلك عدم دفعها، سيؤثر بشكل خطير على رفاه أكثر من 28,000 موظف وموظفة وأسرهم، معظمهم يعيشون على الاقتراض لتمويل الاحتياجات الأساسية مثل السكن والتعليم، ويعيلون عائلات ممتدة، ولا سيما حيث تكون فرص العمل نادرة وترتفع معدلات الفقر المدقع، كما هي الحال في غزة أو لبنان أو سوري". وقال"إن عدم دفع الرواتب سيعطل عمليات الأونروا. وسيؤدي إلى اندلاع أزمة إنسانية داخل مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة، والذي يضم 5.7 مليون لاجئ".

وصارح لازاريني اعضاء اللجنة الاستشارية المشاركين بأن "فقدان إمكانية الوصول إلى خدمات الأونروا، في وقت يزداد فيه اليأس والضائقة في المخيمات، سيؤدي بسرعة إلى انتشار الفوضى والغضب، وسيكون له أثر مزعزع للاستقرار على البلدان المضيفة والمنطقة".

وكان لأوضاع اللاجئين في لبنان حصة من خطاب لازاريني حيث كشف عن انه " في لبنان، يعيش جميع سكان المخيمات تقريباً تحت خط الفقر". وقال" خلال زيارتي الأخيرة، رأيت اليأس يتزايد وقابلت لاجئين شباباً يطلبون من الأونروا إلغاء تسجيلهم اعتقاداً منهم بأنهم يمكن أن يصبحوا مؤهلين لإعادة التوطين تحت مسؤولية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" في اشارة الى مطالبة هيئات شبابية فلسطينية باستبدال تسجيلهم على ولاية الأنروا بتسجيلهم على ولاية المفوضية .

ورأى لازاريني انه "على الرغم من أننا وجهنا إنذارات مبكرة في الأشهر الأخيرة بشأن الإخفاق في سد العجز" لا يزال امامنا اليوم، خيار ولا يزال من الممكن تجنب السقوط في الهاوية". معتبراً ان "الدعم السياسي الذي عبرت عنه الجمعية العلمة للأمم المتحدة يجب أن يتواكب بتوفير موارد كافية وخاضعة للتنبؤ لتنفيذ هذه الولاية" .

وخلص لازاريني الى ان "علينا أن نمنع حدوث انهيار مالي من خلال سد العجز المالي هذا العام والحد من ترحيل الأموال إلى عام 2021، وان علينا إعادة التواصل مع المجتمع الدولي حول رؤية للأونروا مدعمة بتمويل متعدد السنوات وخاضع للتنبؤ، مما يعزز تقاسم المسؤولية. رؤية تتعلم من دروس الأزمات المتعددة والجائحة، وتبني مستقبلاً أفضل للاجئين الفلسطينيين". معلناً ان "هذه الرؤية ستكون في صميم المؤتمر الدولي الذي تستضيفه السويد والأردن العام المقبل". وختم بأن "هذه المنطقة بحاجة إلى الاستقرار الذي تجلبه الأونروا ، ومن خلال تعزيز قيم حقوق الإنسان وبناء العقول الناقدة، تسهم الأونروا في إعداد مواطني المستقبل في المنطقة الذين سيقومون بدورهم بتوطيد الأسس لأي سلام واستقرار دائمين".

وكان لافتاً في خطاب لازريني امام اللجنة الاستشارية رده المباشر على ما وصفه " تحدٍ خطير آخر يسبب ضرراً كبيراً في سمعة الأنروا وله عواقب مالية" متوجها بالرد الى " الأفراد والمنظمات الخارجية شديدة التنظيم التي تطلق المزاعم على الأونروا باستمرار وتصورها على أنها وكالة تحرض على العنف وتشجع معاداة السامية في مدارسها" فقال" علينا أن نحمي الوكالة بحزم من هذه الادعاءات والهجمات التي لا أساس لها.واسمحوا لي أن أكون واضحاً - لا مجال للتمييز أو التحريض على الكراهية في مدارس الأونروا. والمنهج الدراسي الذي يقدم للطلبة ينسجم مع قيم الأمم المتحدة".


رأفت نعيم