عرب وعالم

الكويت... مسيرة الحياة الديموقراطية

تم النشر في 27 تشرين الثاني 2020 | 00:00

عرفت منطقة الكويت قديماً باسم كاظمة وكان ميناؤها يحمل الاسم نفسه ويقع في الجزء الشمالي ‏الغربي من جون الكويت ويعود الوجود البشري في هذه المنطقة الى أكثر من أربعة آلاف سنة ، ‏كما تشير إلى ذلك الحفريات وبقايا الآثار التي عثر عليها إلا أن النشأة الفعلية للكويت كمجتمع ‏بدأت في أوائل القرن الثامن عشر وبالتحديد عام 1716 م حين توافدت على هذه المنطقة ‏مجموعة من الأسر والقبائل أطلقت عليهم تسمية العتوب وكانوا مزيجاً من آل الصباح وآل ‏خليفة والجلاهمة وقبائل أخرى عديدة إضافة الى مجموعة من البدو الرحل قدموا جميعا من نجد ‏في الجزيرة العربية ، وكان قد سبقهم إليها بنو خالد الذين كانت لهم السلطة والنفوذ في حماية ‏المنطقة وأهاليها ، وكان لبني خالد 'كوت' أي حصن صغير في القرين جنوب الجون ومنه أخذت ‏الكويت 'تصغير كلمة كوت' اسمها الذي عرفت به حتى يومنا هذا.‏

مبايعة أهل الكويت لآل الصباح 1752 م

في عام 1752 م اختير صباح بن جابر المعروف بصباح الأول حاكما وفق الطريقة العربية ‏العشائرية من قبل أهل الكويت لتصريف شؤون المدينة والفصل فيما يقع بين سكانها من خلافات ‏نظرا لحاجة الناس الى قيادة يرجعون إليها في تصريف أمورهم حيث اتسعت نشاطاتهم في البر ‏والبحر ولقد أدرك الكويتيون عقب موجات الهجرة الكبيرة من خارج الكويت وجوب المحافظة ‏على كيانهم ووطنهم وكان لاختيارهم أسرة الصباح في هذا الوقت كحكام للكويت أهميته الكبرى ‏، إذ أنه مع هجرة القبائل والأسر وتحول التجارة الى الكويت نتيجة استيلاء الفرس على البصرة ‏عام 1775 م تطورت الكويت من قرية صغيرة الى مدينة نشطة ومرفأ تجاري يربط الشرق ‏بالغرب ، وأدى عدم استقرار الأوضاع في العراق وبلاد فارس الى خلق فراغ تجاري وسياسي ‏وكان من نتائجه بروز الكويت كميناء حيوي ومع تطور الحياة في الكويت ظهرت الحاجة الماسة ‏لقيادة تمتلك الشرعية والقدرة على تأمين حماية المجتمع ومصالحه وتمثيله لدى الجهات ‏والمجتمعات التي تحيط به ، وأصبح لآل الصباح الرئاسة بعد مبايعة الكويتيين لهم وغدا الحكم ‏في هذه الأسرة يتوارثه الأرشد الأكبر منهم الى هذا اليوم.‏


الحكم في الكويت وتفعيل مبدأ الشورى 1752-1896م

لا يمكن التأريخ للمسيرة البرلمانية في الكويت بيوم قيام المجلس التأسيس أو انتخاب أول مجلس ‏للأمة وإنما لا بد من ملاحظة أن روح الديمقراطية الأصيلة والمتجذرة في المجتمع الكويتي قد ‏انعكست على السلوك الذي يحكم الروابط والعلاقات بين الحاكم والمواطنين منذ نشأة الكويت ، ‏حيث كانت العلاقة بين القيادة وأبناء الشعب علاقة الأسرة الواحدة التي تحكمها قيم وأواصر ‏عربية عريقة.‏

وحتى قبل أن تعرف المنطقة العربية التطبيق الديمقراطي بالصيغ والأشكال المألوفة فقد كانت ‏الكويت مجبولة منذ تأسيسها على الشورى والتواصل والتلاحم بين أفراد مجتمعها الصغير وذلك ‏من خلال الدواوين التي هي في الواقع برلمانات محلية مصغرة تنتشر في أحياء الكويت القديمة ‏يتبادل فيها أهل الرأي والشورى آراءهم ثم تتوارد فيما بعد حتى أصبحت تعقد في كل بيت تقريباً ‏وبشكل دائم وتجمع بين أفراد العائلة الكويتية وجيرانها وأصدقائهم ، كما أن موضوعات النقاش ‏فيها مفتوحة على كل ما يجري على ساحة الاهتمام العام للمواطنين وفي كل المجالات المالية ‏والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها ، انها تجسيد كويتي لروح الديمقراطية وبنكهة ‏عربية خليجية.‏

لقد اعتمد المجتمع الكويتي على أنشطة اقتصادية مرتبطة بالبحر ، رسخت بدورها مهناً تدور في ‏فلكها كالسفر البحري الشراعي وبناء السفن وتملكها وتجارة اللؤلؤ وغيرها إضافة الى نشاط ‏رئيسي آخر وهو الغوص على اللؤلؤ وكانت الفئات التي تمتلك هذه الأنشطة هي الفئات المبادرة ‏الى المطالبة بالاصلاح السياسي والاقتصادي حيث كانت أقدر الفئات على تقديم الدعم المالي ‏للحاكم ونظامه السياسي من أجل قيامه بالدور المطلوب منه.‏

ونظراً للمقدرة المالية لبعض التجار الذين كانوا يشكلون فئة لها ثقل اقتصادي في المجتمع فقد ‏كان الحاكم حريصاً على استشارتهم وهكذا انتقلت السلطة من حاكم الى الذي يليه من حكام آل ‏الصباح في سلاسة ويسر ، ومع هذا الانتقال تتشكل ملامح لنظام سياسي يعتمد الشورى ويطمح ‏الى ترسيخ الديمقراطية ودعمها وتعزيزها ، وليس هناك ما يمنع من مرور البلاد بظروف ‏استثنائية في بعض مراحل تطورها من الإمارة الى الدولة وفي ظل تحديات اقليمية صعبة.‏

إن قراءة تاريخ الحكم وعلاقته بالديمقراطية هو ذاته قراءة المعاني في تطور نظام الحكم نحوها ‏وعلى الوجه التالي حين نستعرض الأحداث التي رافقت انتقال السلطة من أمير الى أمير في أسرة ‏آل الصباح الكريمة منذ صباح الأول العام 1752 وحتى صباح الرابع العام 2006.‏


التجربة السياسية الكويتية قبل الاستقلال 1900-1960م

لعل أهم ما يميز بداية القرن الثامن عشر في الشأن الكويتي الداخلي أن الشيخ مبارك الصباح ‏وولديه الشيخ جابر(1915-1917) والشيخ سالم (1917-1921)قد واجهوا الظروف الاستثنائية ‏التي كانت تمر بها البلاد والمنطقة قبيل وأثناء نشوب الحرب العالمية الأولى لكن عادت الشورى ‏مرة أخرى مع بدايات عهد الحاكم العاشر الشيخ أحمد بن جابر الصباح(1921-1950) ثم ‏تطورت بإصدار الدستور وإنشاء البرلمان في عهد المغفور له الشيخ عبد الله السالم (1950-‏‏1965) وذلك على النحو التالي :‏

المجلس البلدي 1930‏

قامت أول تجربة انتخابية في هذا المجتمع الصغير عن طريق إنشاء المجلس البلدي عام 1930 ‏، ففي الوقت الذي كان فيه الكويتيون يسعون جاهدين لوضع اسس ومعايير لتنمية وخدمة ‏مجتمعهم شكل هذا المجلس اتجاهاً جديداً نحو مشاركة الكويتيين في إدارة البلاد ، حيث اختار ‏الكويتيون عن طريق الانتخابات المحدودة مجلساً يتكون من 11 عضوا ورئيس دائم ومدير ‏وينتخب الأعضاء والمدير كل سنتين، يجتمع الأعضاء مرة في الاسبوع للتباحث حول وجهات ‏نظرهم بشأن حاجة الناس والمدينة وأهم الأعمال المطلوب القيام بها في مجالات التعليم والأمن ‏والصحة والانشاءات وغيرها وكان المجلس يرأسه –بنص المادة الثانية من قانون البلدية- فرداً ‏من آل الصباح .‏

وتلت انتخابات البلدية انتخابات لدوائر المعارف والصحة والأوقاف عام 1936 م وكان لتلك ‏الانتخابات أثرها الكبير في زيادة الوعي بمبدأ الشورى والمشاركة في تنظيم شؤون الدولة من ‏خلال مؤسساتهم.‏


المجلسان التشريعيان الأول والثاني 1928-1939م

في العام 1938 وتحت تأثير ظروف داخلية وخارجية رأى الكويتيون ضرورة المشاركة بالحكم ‏بشكل أكثر نيابية وديمقراطية من أجل عمل إصلاحات عدة في المجالات السياسية والاجتماعية ‏والاقتصادية ، وفي اطار السعي لانشاء مجلس تشريعي أنشأ بعض تجار البلد تجمعاً تحت مسمى ‏‏'الكتلة الوطنية ' واختار أعضاء الكتلة ثلاثة ممثلين عنهم ليرفعوا رسالة للشيخ أحمد الجابر ‏تضمنت رغبة في المشاركة في تسيير أمور البلاد اعتمادا على أساس المبايعة وجعل الحكم ‏شورياً بين الحاكم والمحكوم وأن التطور في مختلف جوانب الحياة يحتم الأخذ بمبدأ الشورى ، ‏فاستجاب الحاكم لرغبتهم وقرر إجراء انتخابات وأيده في ذلك نائبه الشيخ عبد الله السالم الصباح.‏

وفي اليوم التالي لموافقة الأمير اجراء الانتخابات تم إعداد قائمة تضم 320 ناخباً تم استدعاءهم ‏للإدلاء بأصواتهم للانتخابات التي فاز فيها 14 عضوا من بين 20 مرشحا تقريباً وتم اختيار ‏الشيخ عبد الله السالم رئيساً للمجلس.‏

وبعد أن باشر المجلس مهامه قام بصياغة مشروع دستور الكويت في الأسبوع الأول من يوليو ‏‏1938 حددت فيه اختصاصات المجلس التشريعي وحاز المشروع على إجماع أعضاء المجلس ‏، وتم رفعه للأمير للمصادقة عليه بتاريخ 9 يوليو 1938 م.‏

على الرغم من أن صيغة دستور 1938 كانت تتصف بالإيجاز إلا أنها احتوت مبادئ دستورية ‏مهمة كمبدأ السيادة الشعبية وأن الأمة مصدر السلطات وأعطت المجلس سلطة تشريعية كاملة ‏وسلطة مالية واسعة وكذلك حق المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية.‏

لم يستمر المجلس التشريعي الأول مدة طويلة فقد أحاطت به عدة ظروف عجلت من نهايته بحل ‏المجلس.‏

بعد أربعة أيام من حل المجلس تم توزيع أكثر من مئة دعوة لبعض المواطنين تدعوهم الى ‏الاجتماع في صباح اليوم التالي من أجل التداول في أمر الانتخابات للمجلس التشريعي الجديد ، ‏وأسفر اللقاء عن الدعوة الى عقد أجتماع موسع يحضره عدد أكبر من أهل الرأي ومن بينهم ‏أعضاء المجلس التشريعي السابق الذين لم يكونوا من ضمن المجتمعين وتم خلال هذا الاجتماع ‏الموسع التداول في شأن الانتخابات القادمة والاتفاق على توحيد الكلمة وتصفية النفوس وتبني ‏وثيقة الدستور التي أقرها الحاكم في عهد المجلس التشريعي الأول فضلا عن الاتفاق على توسيع ‏قاعدة ممثلي الشعب بحيث يصبحون عشرين عضواً.‏

وأجمع الأعضاء المنتخبون على اختيار الشيخ عبد الله السالم رئيسا للمجلس الذي أثنى على هذه ‏الثقة الكبيرة ، ودعاهم الى العمل لوضع دستور لمصادقته من قبل الحاكم وذلك قبل أن يتمكن ‏المجلس من استئناف نشاطه.‏

وفي يوم 2 يناير 1939 أجتمع أعضاء المجلس لاستعراض مسودة الدستور من أجل إقرارها ‏بعد أن أدخل عليها إضافة تتيح للحاكم حق حل المجلس التشريعي متى نشبت بسببه فتنة عامة في ‏البلد واستعصى حلها بالطرق السلمية ، على أن تشمل الإرادة القاضية بالحل أمراً باجراء ‏انتخابات للمجلس خلال اسبوع من تاريخه وبعد مصادقة المجلس على ذلك تم إرسال مسودة ‏الدستور الى الامير ليصادق عليها لكن الحاكم رفض المسودة وقدم بدلا منها دستوراً آخر رأى ‏أنه الأنسب للكويتيين .‏

وبعد خلاف في وجهات النظر أصدر الأمير في 7 مارس 1939 أمراً بحل المجلس التشريعي ‏الثاني الذي لم يكن قد بدأ بعد.‏


الحكم الدستوري والمسيرة البرلمانية 1961-1991م

يعتبر الدعم الشعبي الكبير الذي حاز عليه امير البلاد المرحوم الشيخ عبد الله السالم الصباح إبان ‏أزمة الاستقلال إضافة الى التهديد العراقي في ذلك الوقت ووجود مطالبات شعبية للإصلاح ‏السياسي ... كلها دوافع مهيئة لتبني النظام البرلماني وبالفعل فقد صدر القانون رقم (1) لسنة ‏‏1962 متضمناً النظام الأساسي للحكم في فترة الانتقال من الإمارة الى الدولة وكان بمثابة دستور ‏مؤقت يطبق خلال الفترة التي سبقت إصدار الدستور الدائم وأحال القانون مهمة وضع الدستور ‏الدائم الى المجلس التأسيسي المكون من عشرين عضواً تم اختيارهم بالانتخاب إضافة الى أحد ‏عشر وزيراً كانوا جميعا من أسرة آل الصباح وتم انتخاب السيد عبد اللطيف ثنيان الغانم رئيسا ‏للمجلس التأسيسي ، كما انتخب الدكتور أحمد محمد الخطيب نائباً لرئيس المجلس.‏

دستور دولة الكويت 1962‏

الدستور هو قانون الدولة الأساسي الذي يحدد أسس نظام المجتمع والدولة وتنظيم هيئاتها ‏وتشكيلها ونشاطها وحقوق المواطنين وواجباتهم ويمثل الدستور تطوراً مهما في علاقة الدولة ‏بالمواطن إذ يحقق عملية إخضاع الدولة للقانون باعتباره القانون الأساسي للدولة .‏

ويعد دستور دولة الكويت الصادر عام 1962 دستوراً مكتوباً وجامداً لأنه اشترط لإمكانية تعديله ‏وتنقيحه شروطاً واجراءات خاصة أكثر شدة وتعقيداً من تلك المقررة في شأن القوانين العادية ‏ومن حيث أسلوب نشأته أو طريقة وضعه ، فهو دستور تعاقدي بين الحاكم والشعب.‏

وقد عمل الدستور على تحقيق التوازن بين النظام البرلماني والنظام الرئاسي بالاسلوب المزدوج ‏فمن مظاهر النظام البرلماني أن رئيس الدولة غير مسئول وذاته مصونه ولا تمس لأنه يتولى ‏سلطاته من خلال وزرائه إضافة الى الأخذ بنظام الفصل المرن بين السلطات والتي تقيم تعاوناً ‏فيما بينها .‏


أزمتا الممارسة الديمقراطية 1976-1986م

لم تكن تجربة الممارسة الديمقراطية في الكويت بلا مشاكل أو أزمات بل احتاجت لكي تنضج ‏وتتطور طبيعياً الى المرور ببعض المحطات المؤثرة والهامة في تاريخها.‏

وعلى مدى الأعوام الثلاثين من إعلان صدور الدستور وحتى الغزو العراقي (1961-1990 ‏‏)شهدت الكويت ست مجالس برلمانية (63-67-71-75-81-85).‏

لقد توقفت الحياة النيابية الدستورية مرتين الأولى عام 1976 حيث تم حل المجلس وتعطيل ‏العمل ببعض نصوص الدستور واستمرت حالة الفراغ الدستوري لأكثر من أربع سنوات تراجعت ‏فيها الحكومة عن فكرة تعديل الدستور بسبب المعارضة الشعبية لها ، أما الأزمة الثانية فقد كانت ‏في عام 1986 حيث تم حل المجلس مرة أخرى وأوقف العمل بالدستور وسط احتجاجات ‏وضغوط شعبية مطالبة بعودة الحياة البرلمانية.‏

التجربة الديمقراطية في الكويت منذ التحرير 1991-2011م

إثر الغزو العراقي الغاشم في 2 أغسطس 1990 استمرت حكومة الشيخ سعد العبد الله السالم ‏تدبير شؤون البلاد من مدينة الطائف السعودية حتى ما بعد التحرير في 26 فبراير 1991 وفي ‏أبريل 1991 صدر مرسوم أميري بتشكيل حكومة جديدة لإعادة الإعمار والبناء.‏

عودة الحياة النيابية 1992م

في 20 أكتوبر 1992 عادت الحياة النيابية بعد انقطاع دام أكثر من ست سنوات منذ العام 1986 ‏وبدأ المجلس السابع برئاسة السيد أحمد عبد العزيز السعدون في ممارسة مهامه التشريعية ‏والرقابية .‏


الفصل بين رئاسة الوزراء وولاية العهد 2003م

في 13 يوليو 2003 تم الفصل لأول مرة بين رئاسة الوزراء وولاية العهد حيث عهد لسمو ‏الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح برئاسة الحكومة فيما احتفظ سمو الشيخ سعد العبد الله بولاية ‏العهد وقد كان العرف يجري _ حتى ذلك التاريخ _ على أن يتولى ولي العهد رئاسة مجلس ‏الوزراء.‏

وفي 15 يناير 2006 انتقل الى رحمة الله تعالى أمير البلاد المغفور له بإذن الله الشيخ جابر ‏الأحمد الجابر الصباح ولما كانت ولاية العهد لسمو الشيخ سعد العبد الله السالم ، فقد نودي به في ‏مجلس الوزراء أميراً للكويت.‏

مجلس الأمة والمبايعة الدستورية لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميراً للبلاد ‏ولسمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد 2006م

قام مجلس الأمة بدور فعال من خلال ممارسة صلاحياته الدستورية أثناء أزمة انتقال الحكم ‏التي طرأت بعد وفاة المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح بتاريخ 15 يناير 2006 ففي ‏هذا اليوم نادى مجلس الوزراء بولي العهد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح أميراً للبلاد عملاً ‏بالفقرة الأولى من المادة الرابعة من قانون توارث الإمارة .‏

ونظراً لظروفه الصحية التي حالت دون استطاعته تحمل أعباء الحكم قرر مجلس الوزراء تفعيل ‏الإجراءات الدستورية والمقررة في المادة الثالثة من قانون توارث الإمارة والمتعلقة بفقد الأمير ‏القدرة الصحية على ممارسة صلاحياته ، وبعد أن ثبت لمجلس الوزراء فقدان سمو الأمير لهذه ‏القدرة ، عرض الأمر على مجلس الأمة الذي وافق بالاجماع بجلسته المعقودة بتاريخ 24 يناير ‏‏2006 على تنحية سمو الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من منصب الإمارة.‏

ونظرا لخلو منصب ولي العهد آنذاك ، ووفقاً للمادة الرابعة من قانون توارث الإمارة مارس ‏مجلس الوزراء اختصاصات رئيس الدولة وقرر تزكية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ‏لمنصب أمير دولة الكويت وبجلسته المعقودة بتاريخ 29 يناير 2006 بايع مجلس الأمة بالإجماع ‏الشيخ / صباح الأحمد الجابر الصباح أميراً للبلاد وأدى سموه اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة ‏بجلسة خاصة عقدت في اليوم ذاته.‏

وفي 7 فبراير 2006 زكى سموه الشيخ / نواف الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد والذي أدى ‏اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة بجلسته المعقودة بتاريخ 20 فبراير 2006 .‏

وبهذا حسم مجلس الأمة أزمة انتقال الحكم بثقة وباقتدار ومارس دوره الدستوري خلال تفعيل ‏مواد الدستور وقانون توارث الإمارة.‏


تمثيل المرأة الكويتية نيابياً 2009م

انتخب الشعب الكويتي ضمن نوابه الخمسين أربع نساء فزن بمقاعد نيابية عن ثلاث دوائر ‏انتخابية هي الأولى والثانية والثالثة وبهذا يكون مجلس 2009 قد رسم خارطة طريق ورؤية ‏جديدة لدور المرأة ليس فقط في العمل البرلماني بل في حياة الكويتيين السياسية والاجتماعية ‏والاقتصادية.‏

إن المتتبع لمسيرة الحياة الديمقراطية في الكويت منذ عهد الإمارة الى عصر الدولة صاحبة ‏الدستور والسيادة سوف يلاحظ أنها عايشت ومارست الديمقراطية والشورى وتطورت من ‏بداياتها في الدواوين حيث الحاكم والمحكومين على لقاء دائم ومستمر في البرلمانات الصغيرة ‏شبه اليومية والتي عبر عنها في مرحلة لاحقة _ مجلس الأمة ذلك البيت الكبير لممثلي الشعب.‏

لقد كانت الشورى هي المنهج والاسلوب لعلاقة العروة الوثقى بين الحاكم والمواطنين وما ‏الديمقراطية الكويتية إلا تجربة متميزة بعروبتها وإسلامها وقيمتها الخليجية الأصيلة التي يذوب ‏فيها الفرد داخل الجماعة ويسعى الجميع الى حياة أفضل يسودها الوئام والسلام والطمأنينة.‏

وهكذا .....تستمر الحياة البرلمانية والسياسية مفعمة بأجواء الديمقراطية ، ينعم من خلالها ‏المواطن بالحرية في التعبير والحرية في الأختيار والحرية في تقرير مصيره والرابح في النهاية ‏هو المواطن.... الكويت.‏