أخبار لبنان

الراعي في بعبدا اليوم... والمطلوب "تنازلات متبادلة"!‏

تم النشر في 18 كانون الأول 2020 | 00:00

كتبت صحيفة "نداء الوطن" تقول: كعيدية "بابا نويل" نزل خبر إرجاء ‏زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الطبقة الحاكمة في لبنان، ‏فجاء إعلان إصابته بفيروس كورونا ليثلج صدوراً عامرة بالتعطيل ‏أدمنت عرقلة الحلول وامتهنت وأد المبادرات والفرص، لكنها وإن ‏تنفست الصعداء بعد التحرّر من السقف الزمني الضاغط لزيارته، عادت ‏لتحبس الأنفاس مع تأكيد الرئاسة الفرنسية أنّ ماكرون يواصل نشاطه ‏‏"عن بُعد"، بينما نقلت الزميلة رندة تقي الدين من باريس أنّ مستشاريه ‏المعنيين بمتابعة تطورات الملف اللبناني ما زالوا يعملون كالمعتاد ولم ‏يصب أي منهم بالكورونا. وعلمت "نداء الوطن" أنّ هناك تفكيراً جدياً ‏بتحديد موعد آخر لزيارة لبنان، لأنّ الرئيس الفرنسي ما زال مصراً على ‏الاستمرار في مبادرته رغم كل العوائق التي تعترضه، وآخرها فيروس ‏كورونا الذي حال دون مجيئه إلى بيروت الأسبوع المقبل‎.‎

توازياً، لفت الانتباه حراك عربي باتجاه لبنان عبر إيفاد الأمين العام ‏المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي للقاء المسؤولين وإبداء ‏الجهوزية للمساعدة في إخراج البلد من أزمته "إذا كان اللبنانيون راغبين ‏ومهتمين بأن يكون هناك دور عربي لمساعدتهم". وأوضح السفير زكي ‏لـ"نداء الوطن" أنه أتى إلى لبنان "بتكليف من الأمين العام للجامعة ‏العربية وبمهمة من الجامعة تهدف إلى المساعدة"، وأضاف: "نحن ‏نعرض المساعدة السياسية، وأشدد على كونها مساعدة سياسية، لأننا لا ‏نقدم مساعدات مالية، فإذا طلب لبنان أن تلعب الجامعة العربية هذا الدور ‏المساعد، نحن جاهزون بكل سرور‎".‎

ورداً على سؤال، أكد زكي أنّ "الأزمة تبدو عميقة ومعقدة جداً ويجب ‏علينا مساعدة لبنان لتخطيها"، مشيراً إلى أنّ "غالبية" من التقاهم أعربوا ‏عن "رغبتهم وترحيبهم بالمساعدة التي من الممكن أن تقدمها جامعة ‏الدول العربية‎".‎

وفي سياق متصل، أضاءت مصادر ديبلوماسية عربية على أهمية زيارة ‏بيروت لأنها "تظهر أنّ الجامعة العربية لم تتخلّ عن لبنان بل هي عازمة ‏على الوقوف إلى جانبه، لكنّ المشكلة في أنّ لبنان هو من ابتعد عن ‏محيطه العربي وبالتالي من الصعوبة بمكان أن تبادر الدول العربية ‏وتحديداً الخليجية منها إلى مساعدة لبنان مالياً ما لم يساعد هو نفسه". ‏وأبدت المصادر العربية لـ"نداء الوطن" أسفها لأداء الطبقة السياسية ‏اللبنانية "والتعامل مع الأزمة الطاحنة التي يتعرض لها البلد بشكل لا ‏يرقى إلى المستوى المطلوب"، مستغربةً بشكل أساس "عرقلة فريق ‏معيّن، وهو التيار الوطني الحر، عملية تشكيل حكومة إنقاذية عبر وضع ‏شروط تعقّد مسار التأليف في هذا الوقت الحرج الذي يمر به اللبنانيون"، ‏وأردفت: "للأسف لا نلمس أي نية جدية في حل الأزمة لدى بعض ‏المسؤولين اللبنانيين، فتراهم لا يزالون يطالبون بحقائب وأعداد معينة من ‏الوزارات بينما الشعب اللبناني أصبح يرزح تحت خط الفقر‎"‎‏.‏

واستشعاراً لخطر الاستمرار في دوامة التعطيل الهدّامة، دخل البطريرك ‏الماروني بشارة الراعي على خط الوساطة لتذليل العقد والعقبات أمام ‏تأليف حكومة المهمة الإصلاحية، في سياق يساهم في سد الفراغ الذي ‏أحدثه تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان، ويعتبره مراقبون "خطوة ‏منسقة مع الجانب الفرنسي‎".‎


وغداة لقائه المطوّل مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في ‏بكركي، يزور الراعي اليوم قصر بعبدا لاستكمال مسعى تقريب وجهات ‏النظر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري. وبحسب المعلومات ‏التي توافرت لـ"نداء الوطن" حول مسعى الراعي، فإنه يحاول القيام ‏بخطوات عملية من أجل تحقيق خرق حكومي خصوصاً وأن إرجاء ‏زيارة ماكرون قد يزيد من تأزم الوضع. ومن هذا المنطلق، يطرح ‏البطريرك الماروني "خطوطاً عريضة لسبل الخروج من المأزق ‏الحكومي، وهذه الخطوط كان قد عرضها (أمس الأول) مع الحريري ‏وسيعرضها (اليوم) مع عون‎".‎

وتشير المعلومات إلى أنّ الراعي يعمل أولاً على "تبريد الأجواء" بين ‏رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، بموازاة "كسر الجليد" بين الحريري ‏والقيادات المسيحية الأساسية، على أساس الوصول إلى خواتيم لا تظهر ‏الحريري وكأنه يتخطى المسيحيين في تشكيلته الوزارية، التي يرى ‏البطريرك وجوب إخراجها من "منطق الصراع على الصلاحيات بين ‏رئيس الجمهورية الماروني ورئيس الحكومة السني، لأنّ المعركة ‏الحقيقية اليوم هي مع الجوع والانهيار"‏‎.‎

وعليه، فإنّ مبادرة الراعي "ستضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وخصوصاً ‏الرئيسين عون والحريري، عبر حثهما على الإسراع في تأليف حكومة ‏اختصاصيين مستقلة ترضي الشارع المنتفض والدول الراغبة بمساعدة ‏لبنان وعلى رأسها فرنسا"، لذلك سيركز في مبادرته على أهمية تقديم كل ‏من عون والحريري "التنازلات المتبادلة المطلوبة لتكون ولادة الحكومة ‏الإصلاحية بمثابة عيدية اللبنانيين في شهر الأعياد‎".‎

قضائياً، دخل ملف التحقيقات في انفجار المرفأ في "سبات قسري" فرضه ‏الادعاء المضاد الذي شنّه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، عبر عضوي ‏كتلته النيابية المدعى عليهما علي حسن خليل وغازي زعيتر، على ‏المحقق العدلي القاضي فادي صوان طلباً لكف يده عن القضية بدعوى ‏‏"الارتياب المشروع". وبانتظار بتّ محكمة التمييز في الدعوى، آثر ‏صوان تعليق تحقيقاته واستجواباته لمدة عشرة أيام، بما يشمل إرجاء ‏جلسة استجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب التي كانت ‏مقررة صباح اليوم‎.‎

وإذ سيكون أمام المحقق العدلي مهلة عشرة أيام لتقديم رده ودفوعه في ‏مواجهة دعوى "الارتياب"، استرعى الانتباه هجوم مضاد على العصيان ‏السياسي لمسار التحقيقات القضائية من جانب نقيب المحامين ملحم خلف ‏الذي أكد مساءّ لقناة "أم تي في" عزم النقابة على التصدي لـ"الخطوة ‏الالتفافية على القضاء" من جانب أهل السلطة‎.‎



نداء الوطن