أخبار لبنان

ميقاتي: عون يتصرّف وكأنه لا يزال رئيساً لـ"التيار الوطني"‏

تم النشر في 28 كانون الأول 2020 | 00:00

دعا الرئيس نجيب ميقاتي الى "تشكيل الحكومة وليحدد مجلس النواب موقفه من منح الثقة لها او ‏عدمه، وليمارس كل فريق نيابي دوره في هذا المجال"، معتبراً أن "البقاء على النمط القائم حالياً ‏هو مسار تعطيلي مدمر للبلد، والمؤسف أنه مستمر بوضوح منذ العام 2005 وحتى اليوم‎".‎

ورأى ميقاتي في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" أن "تصرف رئيس الجمهورية ميشال ‏عون يوحي وكأنه جزء من فريق سياسي وليس حَكَماً، أو كأنه لا يزال رئيساً للتيار الوطني ‏الحر، ويتطلع الى سدة الرئاسة، ورئيس التيار الوطني الحر يتصرف وكأنه رئيس للجمهورية‎".‎

سئل عن الملف الحكومي فأجاب: "من المستغرب أنه، بعد 14 اجتماعاً بين رئيس الجمهورية ‏ورئيس الحكومة المكلف، لم يتم التوصل الى اتفاق على الحكومة العتيدة، لا بل دخلت الكيدية ‏والبيانات الاتهامية والاعتبارات الشخصية عاملاً معرقلاً إضافياً، ناهيك عن الكيمياء المفقودة ‏بين الرجلين والتي تجلت عشية التكليف في اللقاء الصحافي الذي عقده رئيس الجمهورية وأوحى ‏فيه للنواب أنه لا يرغب في تكليف الحريري"‏‎.‎

أضاف: "الرئيس الحريري قدم لعون تشكيلة حكومية من ثمانية عشر وزيراً، وكان لمس تجاوباً ‏منه، ولكن تبين أن الرئيس عون يبدل موقفه باستمرار‎".‎

موقف رئيس الجمهورية

وعن موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قال: "لقد حدد الدستور دور الرئيس بأنه فوق ‏كل السلطات والحَكَم في كل الأمور والضامن لعمل كل السلطات، وهو الوحيد الذي يقسم على ‏الحفاظ على الدستور، ولا يصدر أي مرسوم من دون توقيعه، بل أكثر من ذلك هو الوحيد الذي ‏له الحق في رد القوانين وقرارات مجلس الوزراء، لكن تصرف فخامة الرئيس عون يوحي وكأنه ‏جزء من فريق سياسي وليس حَكَماً، أو كأنه لا يزال رئيساً للتيار الوطني الحر، ويتطلع الى سدة ‏الرئاسة، ورئيس التيار الوطني الحر يتصرف وكأنه رئيس للجمهورية دون محاسبة". ‏

وشدد على أنه "على الرئيس عون أن يقتنع أنه ليس شريكاً في السلطة التنفيذية بل فوق كل ‏السلطات، فلننته من سياسة التعطيل المستمرة منذ العام 1989، والتي تجلت مؤخراً في تعطيل ‏انتخابات الرئاسة لسنتين ثم تعطيل تشكيل الحكومات أكثر من مرة. فلتشكل الحكومة وليحدد ‏مجلس النواب موقفه من منح الثقة لها أو عدمه، وليمارس كل فريق نيابي دوره في هذا المجال. ‏إما أننا نعيش في نظام ديموقراطي برلماني، أو نتحول الى نظام ديكتاتوري على حساب الدستور ‏ودور السلطات ومنها مجلس النواب. الكلمة الفصل في الموضوع الحكومي تبقى لمجلس النواب، ‏فإما يمنح الثقة للحكومة العتيدة أو يحجبها. أما البقاء على النمط القائم حالياً فهو مسار تعطيلي ‏مدمر للبلد، والمؤسف أنه مستمر بوضوح منذ العام 2005 وحتى اليوم‎".‎

اعتذار الحريري

وعما إذا كان ينصح الرئيس الحريري بالإعتذار قال: "طبعاً لا أنصح الرئيس الحريري ‏بالاعتذار، وهو مكلف من أكثرية نيابية ولم أسمع أن هذه الأكثرية سحبت التكليف منه. والسؤال ‏الذي أطرحه في حال اعتذر الرئيس الحريري وأعيدت تسميته مجدداً، فحتماً سنصل الى طريق ‏مسدود وإلى أزمة حكم ونكون أضعنا المزيد من الوقت والفرص لمعالجة الأوضاع، فهل هذا هو ‏المطلوب؟‎".‎

وعما إذا كان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هو الذي يعطل تشكيل الحكومة قال: "أنا ‏شخصياً لا أحبذ السجال في هذا الموضوع، لأن لا طائل منه، ولكن انطباع جميع المعنيين ‏والناس أيضاً في هذا الموضوع هو الحقيقة. والسؤال الأهم حتى لو تشكلت الحكومة، ما الذي ‏يضمن نجاحها في ظل الكيدية المتبعة؟‎"‎

ورداً على سؤال عن قوله أنه من المستحيل أن يتعايش أي رئيس حكومة مع رئيس الجمهورية ‏الحالي، أجاب: "الصعوبات واضحة وواضح أيضاً عدم اتباع أحكام الدستور والسعي لتكريس ‏أعراف جديدة. صلاحيات رئيس الجمهورية الدستورية لا تحصى وله الكلمة الفصل في كل ‏الأمور، لكنه هو الذي يعرقل من حساب سنوات عهده. ونصيحتي لفخامته أن يسرع في تشكيل ‏حكومة تترك بصمة مميزة في نهاية عهده‎".‎

مبادرة البطريرك والطائف

وعن مصير مبادرة البطريرك الماروني قال: "نشكر البطريرك على مبادرته الممتازة بعد سلسلة ‏العظات التي أطلقها. وكما سمعت في عظة عيد الميلاد فغبطته متألم من عدم المسؤولية عند ‏جميع المسؤولين وهي تشمل الجميع ولا تميز أحداً‎".‎

وسئل عن قول البعض أن لا حكومة جديدة قبل الإجهاز على اتفاق الطائف فأجاب ميقاتي: ‏‏"إنني، بما أمثل من شريحة وازنة في السياسة أقول إنني لا أوافق على أي طلب يتعلق باتفاق ‏الطائف في الظروف الراهنة، لأن موازين القوى لا تسمح لأحد بالفوز وسنخرج جميعنا ‏خاسرين. لا خيار لنا إلا اتفاق الطائف وإذا تم تطبيقه بشكل جيد، فهو الأفضل‎".‎

المبادرة الفرنسية

وعما إذا كانت المبادرة الفرنسية قد انتهت أجاب ميقاتي: "قد تتجمد المبادرة الفرنسية أحياناً ‏ولكنها لن تسقط ، لأن فرنسا يعنيها لبنان، وأنا متأكد أن الرئيس ماكرون حريص على مساعدة ‏لبنان كلما سنحت الفرصة، ولكن علينا نحن اللبنانيين ألا نحرج فرنسا أمام الدول الأخرى التي ‏نصحتها بعدم الانخراط في الملف اللبناني. المبادرة الفرنسية لا تزال صالحة، وعلينا أن نكون ‏جديين في إعادة لم الشمل لتحفيز الفرنسيين على مساعدتنا‎".‎

وسئل إذا كان يقبل بتولي رئاسة الحكومة، فأجاب: "ليست المسألة في القبول أو عدمه، بل في ‏توافر إمكانات النجاح وهي بالدرجة الأولى في توافر الدعم الخارجي للبنان والدعم الداخلي ‏المتمثل بتعاون كل الأطراف وعدم العرقلة، وإذا توافرت هذه المعادلة، حتماً أقبل أنا أو سواي‎".‎

وعن علاقته السيئة مع العهد وكلامه المتحفظ عن انتخاب العماد عون لرئاسة الجمهورية قال: ‏‏"أتمنى أن يعيد الرئيس عون لم الشمل ويسعى لإنقاذ لبنان لا أن يزيد الانهيار والتفرقة. أما ‏كلامي المتحفظ عن انتخابه الذي قلته يوم انتخابه فهو واضح ولكنني تمنيت يومها أن أكون ‏مخطئاً في موقفي، وللأسف أثبتت الأحداث اللاحقة أن مخاوفي وتحفظاتي كانت في محلها‎".‎

الغطاء العربي

وعما إذا كان لبنان خسر الغطاء العربي أجاب: "من المؤسف أن الغطاء العربي للبنان مجمد منذ ‏فترة، وهذا أمر محزن، وحرام على الدول العربية أن تتخلى عن لبنان لأنه الأحب الى قلوبهم، ‏وهم الأحب الى قلوبنا. لا غنى للبنان عن العالم العربي ونحن لا ننسى وقوف السعودية ‏والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر ومصر وسائر الدول العربية الدائم الى جانب لبنان‎".‎

الانتخابات المبكرة

ورداً على سؤال عن طرح الانتخابات النيابية المبكرة، قال إن "المطالب التي طرحها الناس في ‏بداية الثورة مطالب محقة ويجب الاستماع إليها ومنها طرح الانتخابات النيابية المبكرة. وأنا في ‏الأسبوع الأول لانطلاق الثورة قلت إن صرخة الناس هي دليل على سحب الوكالة الشعبية ‏الممنوحة لنا، وأنني مع الانتخابات النيابية المبكرة لتجديد الوكالة الشعبية ومع تشكيل حكومة ‏حيادية. وإن كتلة الوسط المستقل تقدمت باقتراح قانون بهذا الصدد ينطلق من القانون الحالي مع ‏معالجة الثغرات التي ظهرت خلال الممارسة، ولا سيما لجهة أن تكون الدوائر مختلطة وأن يكون ‏هناك صوتان تفضيليان‎".‎

تفجير المرفأ

وعن التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت والموقف اللافت الذي أطلقه بعد الإدعاء على رئيس ‏الحكومة حسان دياب أجاب: "آسف أن يكون تم تفسير كلامي دفاعاً عن فئة أو عن أهل السنة، ‏بينما أنا انطلقت في موقفي من اعتبارات دستورية وقانونية بحتة. فعندما قرر المحقق العدلي ‏الاستماع الى إفادة رئيس الحكومة والوزراء لم يعترض أحد، أما الإدعاء فله أصول دستورية ‏وهو مناط بالمحكمة الخاصة بالرؤساء والوزراء في حال الإهمال والتقصير بالواجبات، ‏وبالقضاء العادي في حال الجرم المباشر. المحقق العدلي، رغم أنه يقوم بواجبه كاملاً، قام ‏بخطوة مجتزأة، كنا نتمنى ألا تحصل. وأذكّر أننا طالبنا في بيان رؤساء الحكومة السابقين بلجنة ‏تحقيق دولية لأننا نريد الحقيقة. كما أنني أذكّر هنا بالبيان الصادر عن الجيش بعد أيام من تفجير ‏المرفأ بشأن كشف كميات أخرى من المواد التي انفجرت وبأنه تمت معالجتها‎".‎

وأضاف: "أمام الدم الذي سقط والتفجير الذي هدم العاصمة لا خط أحمر على أحد. اللبنانيون ‏يريدون أجوبة شافية حول مَن أدخل البضاعة الى المرفأ ولأي هدف، ولماذا بقيت كل هذه ‏السنوات رغم خطورتها، وكيف حصل الانفجار، كما أن مطلب المحاسبة هو الأساس، وأتمنى ‏أن يستمر التحقيق بجدية لكشف كل الملابسات. وفي ما يتعلق بي فأنا مستعد للإدلاء بإفادتي في ‏موضوع دخول الباخرة الى المرفأ في مرحلة تصريف الأعمال أيام حكومتي، مع أن البضاعة تم ‏إفراغها عند تشكيل الحكومة الجديدة، علماً أنني لم أتلق أي مراسلة في موضوع الباخرة، ولا ‏مسؤولية لي كرئيس للحكومة في دخول البواخر الى المرفأ‎".‎