عرب وعالم

ماذا سيحدث في واشنطن الليلة؟

تم النشر في 6 كانون الثاني 2021 | 00:00

تعيش العاصمة الأميركية، واشنطن، الأربعاء، أجواءً مشحونة بالتوتر والقلق، مع تزامن اجتماع ‏الكونغرس للتصديق على فوز الديمقراطي جو بايدن في انتخابات تشرين الثاني، ودعوة الرئيس ‏المنتهية ولايته دونالد ترامب، أنصاره إلى الاحتجاج، مما دفع السلطات إلى إعلان حالة ‏الاستنفار.‏

ومن المقرر أن يجتمع الكونغرس الأميركي بغرفتيه في وقت لاحق من مساء الأربعاء، من أجل ‏التصديق على نتائج تصويت المجمع الانتخابي أو من يعرفون بكبار الناخبين الذين اختاروا ‏بغالبيتهم بايدن.‏

وهذه هي الخطوة الأخيرة قبل تنصيب الرئيس المنتخب في 20 كانون الثاني الجاري.‏

واستبق ترامب اجتماع الكونغرس، الذي يمثل آخر فرصة له نظريا للاحتفاظ بمنصبه، بخطوتين ‏تظهران تشبثه الشديد بالسلطة.‏

الخطوة الأولى

وتمثلت الخطوة الأولى في دعوة أنصاره للمشاركة في احتجاج ضخم سينظم في العاصمة ‏واشنطن ضد نتائج الانتخابات، وقال ترامب في التغريدة التي دعا فيها إلى المشاركة في ‏الاحتجاج "أوقفوا السرقة".‏

وتخشى السلطات الأميركية أن تخرج الأمور عن سيطرتها في هذا الاحتجاج وتندلع أعمال عنف ‏لا يحمد عقباها، خاصة مع تصريحات أطلقتها جماعات متطرفة بشأن نيتها المشاركة.‏

ولذلك، شهدت العاصمة الأميركية استنفارا أمنيا كبيرا تحسبا لحدوث أي طارئ، ووافق ‏البنتاغون على نشر قوات من الحرس الوطني في واشنطن.‏

وبالفعل ينتشر نحو 340 منهم قرب محطات المترو والبيت الأبيض والكونغرس.‏

ومما يزيد من خطورة الأمر أن ترامب أكد أنه سيلقي كلمة أمام المتظاهرين، وهو ما قد يؤدي ‏إلى رفع مزيد من التوتر.‏

أما الخطوة الثانية، فكانت دعوة ترامب إلى نائبه، مايك بنس، لبذل جهود لعكس نتائج الانتخابات ‏الرئاسية خلال اجتماع الكونغرس.‏

وأعرب ترامب عن أمله في أن يقوم بنس بـ"شيء ما" لصالح حملة الرئيس الانتخابية، وقال إن ‏‏"نائب الرئيس مخول برفض أصوات أعضاء الهيئة الانتخابية، الذين تم اختيارهم بالاحتيال".‏

لكن شبكة "سي أن أن" أن بنس أبلغ ترامب بأنه يمكنه منع التصديق على نتائج الانتخابات.‏

ونائب الرئيس في الولايات المتحدة لا يتمتع بصلاحيات تذكر، ورئاسته لمجلس الشيوخ هي ‏مجرد شرفية إلى حد كبير.‏

ودور بنس في المصادقة الرسمية على فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية، في الاجتماع المشترك ‏لمجلسي الكونغرس، رمزي أيضا، ويتمثل في الإشراف على فرز أصوات المجمع الانتخابي.‏

وقد أدرك المؤسسون الأوائل وواضعو الدستور الأميركي أن نائب الرئيس سيكون لديه اهتمام ‏شخصي كبير بمن سيفوز، لذا فإنهم أبقوا دوره رمزيا، إذ سيكون عليه أن يفتح المظاريف ‏المقدمة من كل ولاية ويعلن بصوت واضح عدد الناخبين الذين يذهبون إلى كل مرشح.‏

نواب مع مسعى ترامب

وانضم نواب عن الحزب الجمهوري إلى ترامب في محاولة عرقلة التصديق على نتائج ‏الانتخابات، لكن محاولتهم هذه لا تملك فرصة تذلك، وأقصى ما تستطيع فعله هو تأخير ‏المصادقة على فوز بايدن.‏

وفشلت محاولات ترامب المتتالية لقلب نتيجة التصويت الذي أفض إلى فوز منافسه الديمقراطي، ‏جو بايدن.‏

وعلى سبيل المثال، فشلت 60 دعوى قضائية رفعها في المحاكم للشكيك بصحة نتائج ‏الانتخابات، كما أن طلبات إعادة فرز الأصوات في عدة ولايات، كما في ولاية جورجيا أدت إلى ‏النتيجة ذاتها: فوز بايدن.‏

وعلى الرغم من ذلك، لا يزال الرئيس الجمهوري الذي تنتهي ولايته بعد أسبوعين يرفض ‏الإقرار بهزيمته أمام خصمه الديمقراطي، متذرعا بأن الانتخابات "سُرقت" منه بواسطة عمليات ‏تزوير، دون أن يقدم دليلا على ذلك.‏

قرب حسم معركة جورجيا

وفاز الديمقراطيون بأحد سباقين محتدمين على مقعدي ولاية جورجيا في مجلس الشيوخ ‏الأربعاء، ويتقدمون في الآخر، ليقتربوا بذلك من نصر سيمحنهم السيطرة على المجلس والسلطة ‏لتحقيق الأهداف السياسة للرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن.‏

وتفوق المرشح الديمقراطي رافاييل وارنوك، وهو قس في الكنيسة التي كان مارتن لوثر كينج ‏الابن يلقي عظاته فيها، على السناتور الجمهورية الحالية كيلي لوفلر، ليصبح أول سناتور أسود ‏في تاريخ الولاية التي تقع في قلب الجنوب الأميركي.‏

وفي حالة فوزه، سيصبح المرشح الديمقراطي جون أوسوف، وهو مخرج أفلام وثائقية، أصغر ‏أعضاء مجلس الشيوخ سنا حيث يبلغ من العمر 33 عاما ويتقدم على المرشح الجمهوري ديفيد ‏بيردو في السباق على المقعد الثاني لجورجيا.‏

ومن غير المتوقع اتضاح النتيجة النهائية للمنافسة على هذا المقعد إلا في وقت لاحق الأربعاء ‏على أقرب تقدير.‏

والنتائج بمثابة رفض للرئيس ترامب في ولاية سيطر عليها لعقود الحزب الجمهوري الذي ينتمي ‏إليه.‏

وشارك ترامب في الدعاية للمرشحين الجمهوريين في جورجيا الاثنين، لكن مساعيه طيلة ‏شهرين لقلب خسارته في انتخابات الرئاسة بإطلاق مزاعم التزوير خيمت على تأييده لهما.‏

وتضمنت مساعي ترامب في هذا الصدد انتقادات لمسؤولين جمهوريين في الولاية.‏




سكاي نيوز عربية ‏