أخبار لبنان

طرابلس أشبه بساحة حرب... والسلطة تدفن رأسها في الرمل

تم النشر في 28 كانون الثاني 2021 | 00:00

بدت طرابلس، عاصمة الشمال، وساحة الاحتجاجات الشعبية ضد امتداد الفقر المدقع، وانعدام ‏وسائل العيش الضرورية، من خبز وطعام وخضار، مع ارتفاع أسعار الخضار والفواكه، ليل ‏أمس، كأنها أشبه بساحة حرب، مع إشعال الحرائق في السيّارات، وإطلاق قنابل المولوتوف، إذ ‏ردّت القوى الأمنية بإطلاق الرصاص المطاطي، ورمي متبادل للحجارة، الصغيرة والكبيرة..‏

وتأتي هذه التطورات، في وقت تغمض السلطة الحالية عينيها عمّا يجري، وتدفن رأسها في ‏الرمل، وتترك القوى الأمنية والفقراء الساخطين وجهاً لوجه، بعد تحذير القوى الأمنية من ‏استخدام القوة لمنع سقوط سراي طرابلس بيد العناصر المحتجة.. وتجاوز عدد المصابين الـ250 ‏إصابة، تولى الصليب الأحمر اللبناني نقل 35 إلى المستشفيات، وتم مداواة الباقين ميدانياً ‏وعددهم 67 مصاباً، وتولت العناصر الأمنية معالجة المصابين من عناصرها.‏

وفيما رأت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان ما يحصل في طرابلس له علاقة بالوضع الاقتصادي ‏واستمرار الإقفال العام لافتة إلى أنه لو كانت الأحداث لها رسالة سياسية لكانت نوعية المشاركة ‏مختلفة والشعارات كذلك  مع العلم انه يمكن استثمارها سياسيا.‏

وأشارت إلى أن عنوان التحرك هو الغلاء وانعكاس استمرار الإقفال على الوضع الاقتصادي.‏

‏ ورأت أن موضوع الحكومة ليس مرتبطا بما يحصل من تحركات على الأرض لأن من ‏يتحركون على الأرض ضد التركيبة السياسية واسقاطها كلها.‏

وقال الرئيس سعد الحريري انه قد تكون جهات وراء التحركات في طرابلس، التي تستغل وجع ‏النّاس لتوجيه رسائل سياسية، داعياً إلى عدم الاعتداء على الأملاك الخاصة والأسواق ‏والمؤسسات الرسمية.‏

واشارت مصادر مواكبة لأحداث عاصمة الشمال الى ان توتر الاوضاع الامنية في مدينة ‏طرابلس تحت عناوين تفاقم الضائقة المعيشية التي يعانيها المواطنون ولاسيما ذوي الدخل ‏المحدود والمحتاجين قد يكون احد الاسباب لما يحصل، ولكن يبدو أن هناك من يحاول استغلال ‏هذه التحركات الشعبية والتلطي وراءها لتأجيج التوتر لغايات وأهداف خبيثة بعيدة كل البعد عن ‏المطالب الشعبية المحقة.‏

‏ وقالت ان الفراغ الحكومي جراء تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة، ووجود حكومة مستقيلة ‏وسلطة عاجزة عن القيام بالمهمات المنوطة، يتسبب بفراغ مميت تستغله الجهات المشبوهة نفسها ‏للتحرك من خلاله أيضا لتنفيذ غاياتها الخبيثة على حساب ومطالب المواطنين المحتجين ضد ‏المسؤولين المتهاونين في الاهتمام بمصالح الشعب ومطالبه المعيشية التي تدهور يوما بعد يوم من ‏دون مبالاة، سوى الاهتمام بمصالحها ونفوذها.‏

كما شددت على أن لملمة الوضع وإعادة الامور الى طبيعتها يتطلب تحمّل المسؤولين بالسلطة ‏وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولياته الدستورية للإفراج عن التشكيلة الوزارية ‏التي سلمه اياها الرئيس المكلف سعد الحريري وإصدار مراسيم تأليفها بسرعة لكي تتولى مهماتها ‏وتباشر في حل الأزمة المالية والمعيشية بما ينعكس ايجابا على التخفيف من الضائقة الصعبة ‏التي يعاني منها الناس في كل لبنان.‏

وخلصت المصادر إلى القول ان ما يحصل من توترات واحتجاجات شعبيه في مختلف المناطق ‏مرده الى الفراغ الحكومي وتحلل السلطة في اكثر من مكان، وكلما طال هذا الفراغ، كلما ‏تراكمت الازمات ومعها الاحتجاجات الشعبية والتي قد يصعب تطويقها ووضع حد لها اذا بقي ‏المسؤولون على عدم مبالاتهم في تسريع تشكيل الحكومة العتيدة.‏



المركزية