خاص-مستقبل ويب
مرة جديدة يدلي عضو في كتلة "الجمهورية القوية" بدلوه موازناً بين موقف الرئيس المكلف سعد الحريري وبين موقف رئيس الجمهورية ميشال عون بشأن الحكومة .
النائب فادي سعد تولى هذا الدور اليوم محمّلاً الرئيس الحريري مسؤولية عدم تشكيل الحكومة مثله مثل الرئيس عون ، رغم نصوص الدستور الواضحة في هذا الصدد ، ورغم الخلافات العاصفة بينهما وتمسك الرئيس المكلف بالمواصفات نفسها التي تطالب بها "القوات" من "حكومة اختصاصيين " وصولاً الى "الثلث المعطّل".
إن إصرار "القوات اللبنانية" على اعتماد سياسة التوازن بين الحق والباطل ..باطل.
كما أن ثقافة التنصّل من المسؤولية التي تحترفها "القوات" منذ ترشيحها العماد عون للرئاسة تزكم أنوف اللبنانيين . ذهبت الى هذا الخيار في وقت كان الحريري يدعم مرشحاً آخر ثم حمّلته مسؤوليته . اتهمت الحريري بأنه "متساهل "في التعامل مع شروط التسوية فامتنعت عن تسميته رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة . وعندما أطاح رئيس "المستقبل" التسوية وتمسّك بالمواصفات التي حدّدتها المبادرة الفرنسية (والتي طالبت بها "القوات" نفسها) ساوت بين الحريري وعون .
غريب عجيب مسار قيادة "القوات" الذي أصبح على قاعدة "عنزة ولو طارت". تقدّم نفسها بوصفها رأس حربة مع الثورة ونموذجاً للإصلاح ورفض المحاصصة ولمّا يجفّ بعد حبر اتفاقها السرّي مع التيار "الوطني الحرّ" على تقاسم الوزارات والإدارات . وفوق كل ذلك تهادن رئيس الجمهورية ولا تترك مناسبة إلا وتوجّه سهامها ضد الرئيس المكلف وتساويه بعون .
"بونجور " حكيم ، مفهوم أنك تنتقد الرئيس الحريري ولا تريده رئيساً للحكومة ، هذا حقّك . لكن ما ليس مفهوماً أن تضعه في سلّة واحدة مع عون .
الطريق من معراب الى بعبدا وعرة جداً . لكن مهما زايد المزايدون فهي لن تمرّ من "بيت الوسط".