إقتصاد

"تجار صيدا" تطالب بفتح الأسواق التجارية: قطاعنا يحتضر!

تم النشر في 7 شباط 2021 | 00:00

تعليقا على قرار تمديد التعبئة العامة واستمرار اغلاق الأسواق التجارية صدر عن جمعية تجار صيدا وضواحيها بيان جاء فيه:



"مرة جديدة يُحمّل القطاع التجاري تبعات القرارات غير المدروسة باستثنائه من القطاعات المشمولة بالمرحلة الأولى من عودة الحياة التدريجية للبلد بعدما حُمّل تبعات قرارات الاقفال السابقة والتي تجاوب معها شعوراً من اصحاب المؤسسات والمحال التجارية بالمسؤولية تجاه الصحة والسلامة العامة رغم أنه لم يكن لهذا القطاع يد في ما آل اليه الوضع الوبائي في البلد منذ بدء انتشار جائحة كورونا وحتى اليوم.


فسوء ادارة الحكومة للملف الصحي وعدم ادراك المعنيين لحجم المصيبة المتمثلة بخطورة وباء كورونا المستشري ، وما حصل مراراً من تسرع في اعادة فتح البلد على مصراعيه وخاصة في الشهر الأخير من السنة الماضية وفتح المطار امام الوافدين وبينهم من يحملون الفيروس بدون ضوابط صحية ، والتفلت الذي شهدته قطاعات أخرى، والتأخير في الحصول على اللقاح المضاد كل ذلك جعلنا نصل الى ما نحن عليه من تفش لهذا الوباء.


وفي كل مرة تُتخذ فيه قرارات بالاغلاق وحظر التجول يدفع القطاع التجاري ضريبة التزامه بها لتضاف الى ما تراكمه الأزمات المتلاحقة الاقتصادية والمالية والمعيشية وبطبيعة الحال الصحية من نتائج كارثية وخسائر فادحة على هذا القطاع والى ما يتراكم على التجار من أعباء الضرائب التي تطالبهم بها الدولة والايجارات التي يطالب بها المالكون والأجور المستحقة للعمال والأجراء فضلاً عن رسوم الكهرباء والمياه والهاتف وغيرها.


في وقت لم يعد خافياً على احد ما وصل اليه واقع هذا القطاع من حال انهيار كامل يترجم افلاساً واقفالاً لمؤسسات وتعثراً لأخرى باتت هي ايضا في طريق الاقفال ، وصرفاً وتشريداً لموظفين وعاملين لعدم قدرة اصحابها على دفع اجورهم ، ومن تبقى منهم صامداً حتى الآن فباللحم الحي حتى استنفد كل مقدراته وبات مهدداً بالفقر والعوز لأنه لم يعد قادراً حتى على تأمين معيشته وقوت يومه اذا لم يعمل هذا اليوم ، فأصبح القطاع التجاري أشبه بمريض يحتضر ورغم ذلك تمنع عنه جرعة الأوكسجين! 


فمن أين وكيف يستطيع صاحب المؤسسة التجارية تغطية هذه الأعباء وأبوابها موصدة منذ أشهر من تعبئة الى تعبئة ومن اقفال الى اقفال.


من أين وكيف يستطيع التاجر الصمود ليوم اقفال اضافي – وليس لأسابيع – والديون وفوقها الفوائد تتراكم على حساباته ومن كان لديه بعض الاحتياطي فهو يشحذها من المصارف ان كان بالدولار او بالعملة اللبنانية في ظل القيود المالية التي تفرضها عليه.


ان دول العالم التي تحترم شعوبها تعمل جاهدة لتعويض أصحاب المؤسسات وعمالهم خلال فترة اغلاق البلد او تخفف عنهم الضرائب والرسوم والقرارات العشوائية كالتي تصدر عن المصارف او وزارة المالية والتي تزيد الوضع تردياً وتضرب القطاع التجاري في الصميم فوق ما يعانيه اساساً من شلل بسبب الأزمة المالية وتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين.


لقد جاء قرار من يفترض أنهم مسؤولون بإقفال القطاع التجاري لشهر ثان دون اي تحسس بالمسؤولية تجاه العائلات التي تعتاش منه ، ولقد كان حرياً بهم ان يهتموا بكيفية مساعدة المؤسسات التجارية التي اقفلت او التي تعثرت او التي سرّحت بعض موظفيها او التي لا تستطيع دفع الرواتب.


لكننا وللأسف نرى ان القرارات التي تتخذ بالاقفال او باعادة الفتح التدريجي للبلد لا تراعي الحد الأدنى من احتياجات الناس والقطاعات في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والأوضاع المعيشية التي بات يرزح تحتها الشعب الذي أمعن من بيدهم الأمر في افقاره وأوصلوه الى ادنى درجات العوز . وان ما نشهده اليوم من جرائم قتل بدافع السرقة وعمليات نهب انما هو نتيجة لما وصلنا اليه من أزمات اقتصادية واجتماعية ومعيشية . فيما المسؤولون يتلهون او يتلكأون عن تأليف حكومة المهمة وما ينتظرها من عمل لوضع البلد على سكة الاصلاح المطلوب واجراء المقتضى مع المؤسسات الدولية ومع الأشقاء العرب من اجل القيام بتأمين القروض والمساعدات للبنان.


ان جمعية تجار صيدا وضواحيها وبعد استمزاج آراء اصحاب المؤسسات التجارية في اسواق المدينة وبعد التشاور مع جمعيات التجار في بعض المحافظات اللبنانية تناشد كافة المعنيين ان يأخذوا بعين الاعتبار كل ما استعرضناه من وقائع جلية ومؤشرات خطيرة للإنهيار الكبير في الوضع الاقتصادي وما سيكون له من انعكاسات كارثية على القسم المتبقي بالرمق الأخير من المؤسسات التجارية ، وان يمدوا هذا القطاع بجرعة اوكسجين حتى يبقى على قيد الحياة وذلك بإعادة السماح بفتح الأسواق التجارية، وبالتعويض على اصحاب المؤسسات وعمالها أسوة بالدول التي تؤمن لمواطنيها كل الدعم المادي في ظل التعبئة العامة ، وضرورة مواكبة عودة الحياة تدريجياً بالتأكيد على الزام كافة المؤسسات والأفراد باجراءات الوقاية اللازمة ولحين وصول اللقاحات ولأن تعطي عملية التلقيح الوطنية مفاعيلها المرجوة بالانتصار على هذا الوباء الذي ينتزع منا احباءنا ويحرمنا من انتظام حياتنا ومن تدبير امور معيشتنا. متمنين لجميع المصابين الشفاء العاجل من هذا المرض ولوطننا الحبيب لبنان استعادة عافيته الصحية والاقتصادية ان شاء الله.

رأفت نعيم