تكنولوجيا

العرب إلى المريخ بإرادة إماراتية

تم النشر في 9 شباط 2021 | 00:00

ساعات قليلة تفصل العرب عن أبعد نقطة وصلوا إليها في تاريخهم وذلك عندما يدخل "مسبار ‏الأمل" إلى مدار الالتقاط حول المريخ.‏

فبعد أقل من 12 ساعة سيبدأ "مسبار الأمل"، أول مسبار عربي ينطلق خارج مدار الأرض ‏لاستكشاف الكوكب الأحمر، بإبطاء سرعته ذاتياً من 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف ‏كيلومتر في الساعة فقط، وذلك خلال 27 دقيقة تعرف باسم "الـ27 دقيقة العمياء"، وذلك ‏باستخدام محركات الدفع العكسي الستة "دلتا في" المزود بها المسبار.‏

وخلال الدقائق العمياء هذه سيعالج "مسبار الأمل"، المشروع العلمي العملاق بأهدافه غير ‏المسبوقة في تاريخ البشرية، كافة التحديات بطريقة ذاتية، إذ سيكون الاتصال بمركز التحكم في ‏المحطة الأرضية بالخوانيج في دبي متأخرا.‏

‏ وفي حال وجود أي أعطال فنية في أكثر من اثنين من محركات الدفع العكسية التي يستخدمها ‏المسبار في عملية إبطاء سرعته، سيتسبب ذلك في أن يتيه المسبار في الفضاء العميق أو يتحطم ‏وفي كلتا الحالتين لا يمكن استرجاعه.‏

وستكون اللحظة الحاسمة، الثلاثاء، عندما يتمكن فريق المحطة الأرضية في الخوانيج من استلام ‏الإشارة من المسبار فور تخطيه الدقائق الـ27 العمياء إيذاناً بإعلان نجاح المهمة في هذه ‏المرحلة.‏

الجدير بالذكر أن استقبال إشارات الراديو من المريخ إلى الأرض يستغرق نحو 20 دقيقة، ‏ولتخطي هذا التحدي فقد صمم "مسبار الأمل" بطريقة يستطيع من خلالها إكمال عملية الالتقاط ‏بشكل آلي دون الحاجة للتحكم من المحطة الأرضية.‏

ويتوقع فريق التحكم الأرضي استقبال أول إشارة من المسبار في المحطة الأرضية بمجرد ‏وصولها إلى الأرض من أسرع نقطة.‏

‏ دخول التاريخ ومنافسة الأمم

وكما قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ‏الاثنين، "سيكون التحدي الأكبر هو الدخول إلى مدار المريخ. 50 بالمئة من البعثات البشرية التي ‏حاولت قبلنا، لم تسطع أن تدخل المدار. ولكن أقول: حتى وإن لم ندخل المدار فقد دخلنا التاريخ".‏

ولا شك أن هذه "الدقائق العمياء" سيعمل المسبار على التغلب على كافة التحديات بشكل ذاتي، ‏وستحدد مصير 7 سنوات قضاها فريق المشروع في العمل بدأب ومثابرة في تصميم وتطوير ‏وبناء وبرمجة المسبار، حتى يكون جاهزاً لمجابهة هذا التحدي وتخطي هذه الدقائق الـ 27 ‏العمياء، كما فعل مع ما واجهه طوال رحلته إلى المريخ من تحديات.‏

وكان الشيخ محمد بن راشد قال، الاثنين في كلمة وجهها إلى الإماراتيين والعرب والمسلمين، عبر ‏تسجيل مصور نشره في حسابه على تويتر: "خلال الساعات القادمة يصل مسبار الأمل إلى ‏كوكب المريخ".‏

وأوضح أن مشروع "مسبار الأمل" استغرق أكثر من 5 ملايين ساعة عمل، وشارك فيه أكثر ‏من 200 مهندس ومهندسة إماراتية.‏

وقال إن "هدفنا هو إعطاء أمل إلى جميع العرب بأننا قادرون على منافسة بقية الأمم والشعوب"، ‏معربا عن أمله في وصول مسبار الأمل إلى الكوكب الأحمر الثلاثاء.‏

ويسعى "مسبار الأمل"، الذي قطع 493 مليون كيلومتر على مدى 7 شهور من رحلته في ‏الفضاء، إلى الوصول لفهم أفضل وأشمل للغلاف الجوي للمريخ وسطحه، وسيعمل بشكل خاص ‏على رسم أول خريطة لمناخ وطقس الكوكب بأكمله.‏

الجدير بالذكر أن مسبار الأمل، ولد كفكرة في الخلوة الوزارية لحكومة دولة الإمارات عام ‏‏2014، قبل أن تتبلور إلى خطة استراتيجية ومشروع علمي عملاق، تحت اسم مشروع ‏الإمارات لاستكشاف المريخ.‏

وبذلك أصبحت الإمارات خامس دولة في العالم تصل إلى مدار المريخ، وثالث دولة في العالم ‏تصل إلى مدار الكوكب الأحمر من المحاولة الأولى.‏

إشادة علمية عالمية

وحظي المشروع الإماراتي بإشادات علماء فلك عالميين، فقد قالت رئيسة استكشاف الفضاء في ‏وكالة الفضاء البريطانية، سوي هورن، لسكاي نيوز عربية، إن المعلومات التي سيعود بها ‏مسبار الأمل من مهمته حول المريخ ستلعب دورا كبيرا في فهم الكوكب الأحمر.‏

أضافت هورن أن العمل 6 سنوات متواصلة في مشروع مسبار الأمل "هو تحد كبير لعامل ‏الوقت في مجال استكشاف الفضاء"، مؤكدة أن "دولة الإمارات تجاوزت هذا التحدي بطريقة ‏استثنائية قياسا بقصر المدة الزمنية".‏

‏ من جهته، أشاد عالم الفيزياء الفلكية نيل تايسون، الذي يعد من أشهر علماء الفيزياء الفلكية على ‏مستوى العالم، بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من خلال "مسبار الأمل".‏

وأعرب تايسون، وهو شخصية علمية وتلفزيونية معروفة في الأوساط الإعلامية والأكاديمية ‏والشبابية، في فيديو نشره الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد، على حساب في تويتر، عن سعادته ‏بإرسال دولة الإمارات مسبار الأمل نحو المريخ.‏

وقال: "مسرور بأن دولة الإمارات العربية المتحدة أرسلت مسبار الأمل إلى المريخ. أهداف ‏وأبعاد كثيرة تحملها هذه المهمة؛ إن كان فيما تضيفه لدولة الإمارات العربية المتحدة والعالم ‏العربي من جهة أو حتى للعالم من جهة أخرى".‏

كما اعتبر أن مهمة مسبار الأمل غير مسبوقة على مستوى العالم في أهدافها العلمية الجريئة، ‏قائلاً: "المسبار سيصل إلى المريخ ويدرس غلافه الجوي، هذا عمل لم يقم به أحد من قبل في ‏المهمات السابقة، حيث انصب تركيزنا على سطح المريخ فقط وانشغلنا بقطبيه وبوجود الحياة أو ‏المياه".‏



سكاي نيوز عربية