أخبار لبنان

صدى بكركي يتردّد في الفاتيكان.. وباسيل "يتذاكى" ‏

تم النشر في 9 شباط 2021 | 00:00

في كل كلمة من كلام البابا فرنسيس عن لبنان أمس، ثمة ما يستحضر إلى الأذهان نداءات ‏البطريرك الماروني بشارة الراعي المتكررة لإنقاذ البلد، حتى بدت تعابيره بمثابة تطويب بابوي ‏لصوت بكركي وصداه السيادي الذي بدأ يتردد في دوائر الفاتيكان ولاقى انعكاساته الواضحة في ‏الفقرة اللبنانية من خطاب البابا أمام أعضاء السلك الديبلوماسي، تشخيصاً لبيت الداء والدواء في ‏المعضلة اللبنانية‎.‎

لكن وعلى الرغم من أنّ النداء البابوي تبنى بشكل جلي هواجس بكركي ونداءاتها الوطنية التي لم ‏تلقَ آذاناً صاغية لدى "التيار الوطني الحر" ولم تتقاطع مع أهواء "التيار" وأجندته السياسية، لم ‏يتوان رئيسه جبران باسيل عن محاولة حرف كلام البابا عن مراميه و"التذاكي" عليه، حسبما ‏لاحظت أوساط مسيحية معنية، بحسب "نداء الوطن"، عبر محاولة حصر مفاعيل الخطاب ‏البابوي، على أهميته، في خانة ضيقة تقتصر على الإضاءة على الشق المتعلق بملف النزوح، ‏مقابل التعمية على كل الرسائل المهمة الأخرى التي اختزنها كلام البابا‎.‎

في هذا الإطار، طرحت الأوساط جملة تساؤلات وضعت الإجابات عليها في عهدة "التيار ‏الوطني"، وقالت: "حين يحذر البابا اللبنانيين عموماً والمسيحيين بشكل أخصّ من "خطر فقدان ‏الهوية الوطنية والانغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية"، ألا يجد رئيس "التيار" نفسه ‏معنياً بهذا الكلام وهو المنغمس في لعبة التجاذبات والتوترات ضمن إطار أجندة إقليمية واضحة ‏المعالم والأهداف في لبنان والمنطقة؟ وعندما يشدد على وجوب إخراج الحضور المسيحي في ‏بلاد الأرز من التقوقع في حيّز "الأقلية" إلى رحاب "شرق أوسط تعددي متنوع"، ألا يصيب هذا ‏الكلام مقتلاً في النهج العوني القائم منذ نشأته على دفع المسيحيين إلى التخندق ضمن "حلف ‏للأقليات" في المنطقة؟‎.‎

أما إزاء مقتضيات الخروج من الأزمة اللبنانية الاقتصادية والمقاربة البابوية "طبق الأصل" ‏لمقاربة بكركي في هذا المجال، من خلال مناشدته "الزعماء إلى وضع مصالحهم الخاصة جانباً ‏والالتزام في تحقيق العدالة وتطبيق الإصلاحات"، فهل هناك من هو معني بهذه الرسالة أكثر ‏ممن هم مستغرقون علناً في التعطيل وأجهضوا مبادرة بكركي مراراً وتكراراً لغايات متصلة ‏بتحصيل مكاسب سلطوية وحصد الكراسي الوزارية؟‎".‎

وفي سياق متصل، رأت مصادر سياسية في كلام البابا فرنسيس عن لبنان استكمالاً للتطورات ‏الايجابية التي ظهرت في الاسبوع الماضي بعد الحديث عن تقارب أميركي فرنسي بخصوص ‏لبنان، واستغربت أن ينبري رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للترحيب بهذا الكلام ‏فيما هو يستهدفه في طليعة المعرقلين لتقدم البلد‎.‎

وفي حين ربطت المصادر بين حديث البابا والمساعي التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ‏ماكرون بعد اعلانه عن استئناف مبادرته لتشكيل الحكومة وإبداء الرغبة بزيارة لبنان، وصف ‏أمين سر البطريركية المارونية في بكركي المطران سمير مظلوم كلام البابا في حديث لجريدة ‏‏"الأنباء" الالكترونية بأنه "يدل على محبة قداسته للبنان، وفي الوقت ذاته ينم عن قلق كبير من ‏ناحيته تجاه هذا البلد وما يحصل فيه، داعيا المسؤولين فيه الى أن يعوا مسؤولياتهم ومصيرهم، ‏كما يذكرنا بالعلاقات بين الفاتيكان ولبنان عبر التاريخ، فالفاتيكان يعلق أهمية كبرى على هذا ‏البلد الرسالة كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني"، وتمنى مظلوم أن "يساعد هذا الموقف على ‏حلحلة الأزمة، وأن يكون هناك تجاوب من قبل المسؤولين مع هذا النداء، وأن يأخذوا به، لا أن ‏يتجاهلوه، كما تجاهلوا المساعي التي قامت بها بكركي‎"‎‏.‏



‏ الانباء