أخبار لبنان

جريصاتي .. المُفتن باسم الجمهورية

تم النشر في 15 شباط 2021 | 00:00




خاص-"مستقبل ويب"



سليم جريصاتي المفتي الدستوري لعهد العماد ميشال عون ، والمفتن السياسي منذ ايام الوصاية السورية ، منزعج من خطاب الرئيس المكلّف سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده .

ومصدر الانزعاج ان الرئيس الحريري ، أكد على مبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين ، وشدد على الشعار الذي اطلقه والده ، في حمأة المزايدات الطائفية قبل عشرين عاماً : "اوقفنا العدّ ".

انزعاج جريصاتي يعني انزعاج الرئيس ميشال عون وانزعاج عون يعني انزعاج جبران باسيل ، وانزعاج باسيل ناشئ عن نجاح الحريري في تعطيل مشروعه لنقل الاشتباك حول الحكومة من الخانة السياسية الى ساحة التحريض الطائفي .

كل ما فعله جريصاتي أنه رمى كل ما عنده وعند العهد والتيار البرتقالي من تشوّهات سياسية وطائفية ، على الرئيس الحريري ، وبذل جهداً كلامياً في إلباس الرئيس المكلف الثوب الطائفي الرثّ الذي يتدثّر به .

جريصاتي يريد بلسان ميشال عون وجبران باسيل ، فتح معركة طائفية بين المسلمين والمسيحيين ، ويريد استدراج الحريري بأي اسلوب وبأي شكل من الاشكال الى ساحات الفتن الطائفية .

ويفترض الحريصاتي ان استفزاز الحريري ، يمكن ان يستفزّ الجمهور السني ، وأن استفزاز هذا الجمهور من شأنه ان يعبّد الطريق أمام جبران لاسترداد الجمهور المفقود في الساحة المسيحية .

ونحن بكل بساطة ، وبالروح التي نعرفها عن الرئيس سعد الحريري لن نسلّم جبران باسيل سلاح التحريض الطائفي وركوب موجة "حقوق المسيحيين" لتخريب العيش المشترك وإعادة عقارب الساعة أكثر من ثلاثين سنة الى الوراء .

هذه هي مع الأسف السياسة العليا التي تدير الشأن العام في البلاد . سياسة جريصاتية تتولى تلقين العهد الفتاوى الخاصة بالخروج على الدستور ، وصولاً الى استخدام حقوق المسيحيين السياسية والوطنية ، لتغطية السياسات الرعناء للحزب الحاكم وتحقيق أحلام باسيل الشخصية على حساب مصلحة اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً .

الرئيس سعد الحريري ، أيها المفتن القانوني ، ابن مدرسة سياسية لم ترشق العيش المشترك مع المسيحيين الا بالكلمة الطيبة والسيرة الأطيب . هو ابن المدرسة التي نظّمت زيارة أعظم بابوات التاريخ البابا يوحنا بولس الثاني الى لبنان .والمدرسة التي قالت بوقف العدّ ، نعم وقف العدّ ، والتأكيد على المناصفة . والمدرسة التي علّمت ٣٣ الف طالب نصفهم من المسيحيين ، والمدرسة التي رفضت ان يبقى الموقع المسيحي الأول في الجمهورية اللبنانية اسير الفراغ ورهينة أدعياء الدفاع عن حقوق المسيحيين ، والمدرسة التي يكفيها شهادة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير وشهادة البطريرك ماربشارة بطرس الراعي من بعده بدورها التاريخي في إعمار بيروت ولبنان .

كلامك عن "التمنين" أيها الجريصاتي هو "الخفّة" بعينها ، ومطالعاتك عن الدستور والميثاق لزوم ما لا يلزم .

كلامك أيها الجريصاتي مردود الى القصر الذي تقيم فيه والى "سنتر الشالوحي "الذي خُطفت الرئاسة الأولى اليه ، وبات مقراً لتنظيم المعارك السياسية مع كل الطوائف وجرّ لبنان الى جهنم .