أخبار لبنان

أبو فاعور: رئيس الجمهورية وفريقه يبحثان عن اشتباك طائفي

تم النشر في 17 شباط 2021 | 00:00

في سياق التواصل المستمر مع الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، نظم مكتب مفوضية ‏الإعلام، ومكتب مفوضية الثقافة، في وكالة داخلية الشوف في الحزب التقدمي الإشتراكي، لقاءً ‏عبر تقنية "‏zoom‏" مع عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور.‏

وقال أبو فاعور: "إن الحزب التقدمي الإشتراكي ومنذ بداية وصول ميشال عون إلى سدة الرئاسة ‏كان في موقع المعارض، وليس في موقع المعارض فحسب، بل كان في موقع المستهدف، ‏وجميعكم تتذكرون، ونتذكر الجولات الإستفزازية التي قام بها جبران باسيل، والتي إنتهت إلى ما ‏إنتهت عليه من مقتلة مؤسفة في منطقة الشحار، وأيضا القانون الإنتخابي، والذي كان هدفه ‏الأساسي إقصاء وليد جنبلاط، وتخفيض حجم تمثيل وليد جنبلاط، فضلا عن تشكيل الحكومات ‏والتعيينات الادارية والامنية وما رافقها من محاولات إنقضاض على تمثيل وليد جنبلاط، ولا ‏ننسى بالطبع الحكومة الأخيرة، والتي هي معادية لنا، وهي فعليا صنيعة هذا العهد واداته".‏

وفي موضوع الإعلام قال "ذهبنا كما ذهب غيرنا إلى الإعلام الإلكتروني، الإعلام البديل، إذ ‏ليس لدينا محطة تلفزيون، ولا إذاعة، لأن وليد جنبلاط، وبعد الطائف آمن بمشروع الدولة، ‏وقالها بصراحة "لا أريد أن يكون لي إذاعة حزبية خاصة، أو محطة تلفزيون خاص"، ولكن ‏للأسف إكتشفنا أنه يتم إستغلال هذا الأمر ضدنا"، لافتا إلى أن المساحة المفتوحة أمامنا هي ‏الإعلام البديل، " وقد حققنا حضورا متميزا جدا بخطاب سياسي جيد، قابل للتطوير، ويجب ‏العمل على تطويره ليؤدي الغرض المطلوب منه، ونحن كحزب أصبح لدينا ادواتنا الإعلامية، ‏سواء المركزية منها "جريدة الأنباء الإلكترونية"، وتلك اللامركزية في المناطق، والتي يتم ‏التنسيق معها من قبل مفوضية الإعلام، وقد أصبح بإستطاعتنا الدفاع عن وجهة نظرنا بشكل ‏كبير، وأن نرد الكثير من الإفتراءات والمزاعم والتجني التي طالتنا في المراحل السابقة".‏

وأوضح النائب أبو فاعور "منذ أربعة سنوات ونصف، ونحن في خضم معركة مع العهد ‏وأدواته، وقد أصبح بقية الأفرقاء السياسيين يشعرون الآن بقساوة وضراوة هذه المعركة، ‏ويقاسون ما نقاسيه نحن منذ بداية هذا العهد"، مذكرا بأن رئيس الحزب وليد جنبلاط وقف وحيدا ‏ضد هذا المسار السياسي، وحاول جاهدا مع جميع الأطراف الداخلية والخارجية المؤثرة منع ‏وصول ميشال عون إلى سدة الرئاسة، وهو أول من حذر من أن وصول ميشال عون الى ‏الرئاسة بشعاراته التدميريةسيقود الى الإنهيار، وها قد وصلنا فعلا إلى الإنهيار، وقد يقود البلد ‏إلى حرب اضطرابات بفعل حجم الخطاب المتشنج داخليا في لبنان، وحجم العلاقات الغير ودية، ‏التي قادها بين المكونات اللبنانية، وادت إلى تأزم طائفي شديد، لا لشئ، إلا لأن ميشال عون، ‏وبحسب إعتقادي وتصنيفي، ينتمي الى الماضي والى فكر سابق للمصالحة وعصي عليها، ويريد ‏أن يبني مجده عل التطرف الطائفي".‏

وأردف "لا بد وأنكم تتذكرون، كم من محاولة قام بها رئيس الحزب وليد جنبلاط من أجل الحفاظ ‏على العلاقة مع العهد والتيار الوطني الحر، تحت عنوان المصالحة، وذلك إنطلاقا من حرصه ‏على المصالحة في الجبل، في حين أنهم لا يوفرون فرصة إلا ويستغلونها لإعادة التذكير بالحرب ‏الأهلية وبث السموم من خلال خطاباتهم الطائفية المقيتة، والمستمدة من الحقد التاريخي على وليد ‏جنبلاط وما يمثل، غير أن المرحلة الأصعب قد ولت، ولم يبق من عمر هذا العهد سوى سنة ‏ونصف، ولم يعد يعني ميشال عون إرثه، أو ما قد يكتب عنه في التاريح، جل ما يعنيه هو ماذا ‏سيترك لتياره من بعده، وما الممانعة التي يمارسها في موضوع تشكيل الحكومة، وحسب ‏إعتقاده، سوى ضمانة لموقع وازن في المستقبل".‏

الى ذلك، أكد أبو فاعور أن "ميشال عون يعلم جيدا أنه مني بهزيمة كبيرة على مستوى الرأي ‏العام، وأنه خسر الكثير من قواعد تأييده السياسية، نتيجة تحميله مسؤولية ما وصل إليه البلد في ‏أربع سنوات، لذلك فهو اليوم يستسيغ هذه المعركة السياسية، الطائفية لأنه يعتقد أنها تسترد ‏شعبيته على المستوى المسيحي ولهذا حاولوا قلب معاني كلام الرئيس الحريري الايجابي عن ‏المناصفة لانهم يريدون أن يستنبطوا صراعا إسلاميا مسيحيا على الصلاحيات كي يعودوا ‏ويرموا شعبيتهم بالادعاء انهم يدافعون عن مصالخ المسيحيين، وهم لذلك يريد ون أن يفتعلوا ‏إشتباكا سياسيا مع الرئيس سعد الحريري بصفته الإسلامية، وأن يفتعلوا إشتباكا سياسيا مع وليد ‏جنبلاط بصفته التاريخية، كي يبنوا عصبية سياسية لتيارهم منبها إلى "عدم السماح لاحد بجرنا ‏إلى ساحة صراع طائفي لا نريدها، فحزبنا بالأساس حزب متنوع، ولم يخض يوما اي مواجهة ‏الا بخلفية وطنية". ‏

وحذر من الذهاب إلى شعارات طائفية في ردود الفعل، والخطابات والمواقف على مواقع ‏التواصل الإجتماعي، وتحديدا في منطقة حساسة كمنطقة الشوف ومنطقة الجبل بشكل عام، ‏بالقول "أولا لأن هذا الأمر لا يشبهنا في تكويننا وفي قناعاتنا، ثانيا لأننا نخوض معركة وطنية، ‏غير طائفية، وثالثا لأننا مؤمنون بمصالحة الجبل، ليس فقط لأنها تعبر عن سلمية العلاقات في ‏الجبل، بل ايضا لأنها سمحت لمعركة السيادة والإستقلال أن تخاض في العام 2005, وهي، أي ‏المصالحة، أمر لا عودة ولا رحوع عنه في فكر وعقل وليد جنبلاط والحزب التقدمي ‏الإشتراكي"، متمنيا على الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي الرد على الخطاب العدواني، ‏التحريضي، الطائفي البغيض، والخطاب العنصري الذي يعبر عنه بعض أنصار التيار الوطني ‏الحر، بمنطق وطني، "فتاريخنا حافل بالإنجازات والشواهد الوطنية المشرفة، ولا يجوز لنا ‏الإنجرار إلى حيث يريدون".‏

وتوقف عند موضوع الحكومة، وتعنت رئيس الجمهورية حيال تشكيلها، ورفضه جميع ‏طروحات الرئيس المكلف سعد الحريري قائلا "إننا ذاهبون باتجاه أفق مسدود في ضوء تمسك ‏عون وتياره بالثلث المعطل ونحن ندعو الجميع الى رفض هذا المطلب لعدم تكرار الخطيئة ‏التاسيسية المتمثلة بانتخاب عون للرئاسة، فعون يريد تعويم صهره جبران باسيل عن طريق ‏إيجاد موقع وازن له على الطاولة، وإعطائه القدرة على التحكم مستقبلا في اللعبة السياسية، وفي ‏موضوع رئاسة الجمهورية والحكومة، ولا ننسى طبعا مسألة العقوبات على جبران باسيل، فعون ‏يريد مفاوضة الفرنسيين والأميركيين في ملف الحكومة عله يتمكن من إقناعهم بإلغاء العقوبات ‏المفروضة على صهره"، مؤكدا أنه لا وجود لجبهة معارضة مكونة من الإشتراكي، المستقبل ‏والقوات اللبنانية، وليس هناك في الوقت الحالي من مشروع إنقاذ لأنه وفي حال تشكلت الحكومة ‏ستقوم باتخاذ قرارات صعبة وغير مقبولة شعبيا، ثانيا لن تتمكن من الإنقاذ لعدم توفر التمويل، ‏فالدول العربية لن تهب لمساعدة لبنان قبل أن تلمس تحولا في الموقف الرسمي اللبناني تجاه ‏القضايا الموجودة في المنطقة".‏