في سياق التواصل المستمر مع الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، نظم مكتب مفوضية الإعلام، ومكتب مفوضية الثقافة، في وكالة داخلية الشوف في الحزب التقدمي الإشتراكي، لقاءً عبر تقنية "zoom" مع عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور.
وقال أبو فاعور: "إن الحزب التقدمي الإشتراكي ومنذ بداية وصول ميشال عون إلى سدة الرئاسة كان في موقع المعارض، وليس في موقع المعارض فحسب، بل كان في موقع المستهدف، وجميعكم تتذكرون، ونتذكر الجولات الإستفزازية التي قام بها جبران باسيل، والتي إنتهت إلى ما إنتهت عليه من مقتلة مؤسفة في منطقة الشحار، وأيضا القانون الإنتخابي، والذي كان هدفه الأساسي إقصاء وليد جنبلاط، وتخفيض حجم تمثيل وليد جنبلاط، فضلا عن تشكيل الحكومات والتعيينات الادارية والامنية وما رافقها من محاولات إنقضاض على تمثيل وليد جنبلاط، ولا ننسى بالطبع الحكومة الأخيرة، والتي هي معادية لنا، وهي فعليا صنيعة هذا العهد واداته".
وفي موضوع الإعلام قال "ذهبنا كما ذهب غيرنا إلى الإعلام الإلكتروني، الإعلام البديل، إذ ليس لدينا محطة تلفزيون، ولا إذاعة، لأن وليد جنبلاط، وبعد الطائف آمن بمشروع الدولة، وقالها بصراحة "لا أريد أن يكون لي إذاعة حزبية خاصة، أو محطة تلفزيون خاص"، ولكن للأسف إكتشفنا أنه يتم إستغلال هذا الأمر ضدنا"، لافتا إلى أن المساحة المفتوحة أمامنا هي الإعلام البديل، " وقد حققنا حضورا متميزا جدا بخطاب سياسي جيد، قابل للتطوير، ويجب العمل على تطويره ليؤدي الغرض المطلوب منه، ونحن كحزب أصبح لدينا ادواتنا الإعلامية، سواء المركزية منها "جريدة الأنباء الإلكترونية"، وتلك اللامركزية في المناطق، والتي يتم التنسيق معها من قبل مفوضية الإعلام، وقد أصبح بإستطاعتنا الدفاع عن وجهة نظرنا بشكل كبير، وأن نرد الكثير من الإفتراءات والمزاعم والتجني التي طالتنا في المراحل السابقة".
وأوضح النائب أبو فاعور "منذ أربعة سنوات ونصف، ونحن في خضم معركة مع العهد وأدواته، وقد أصبح بقية الأفرقاء السياسيين يشعرون الآن بقساوة وضراوة هذه المعركة، ويقاسون ما نقاسيه نحن منذ بداية هذا العهد"، مذكرا بأن رئيس الحزب وليد جنبلاط وقف وحيدا ضد هذا المسار السياسي، وحاول جاهدا مع جميع الأطراف الداخلية والخارجية المؤثرة منع وصول ميشال عون إلى سدة الرئاسة، وهو أول من حذر من أن وصول ميشال عون الى الرئاسة بشعاراته التدميريةسيقود الى الإنهيار، وها قد وصلنا فعلا إلى الإنهيار، وقد يقود البلد إلى حرب اضطرابات بفعل حجم الخطاب المتشنج داخليا في لبنان، وحجم العلاقات الغير ودية، التي قادها بين المكونات اللبنانية، وادت إلى تأزم طائفي شديد، لا لشئ، إلا لأن ميشال عون، وبحسب إعتقادي وتصنيفي، ينتمي الى الماضي والى فكر سابق للمصالحة وعصي عليها، ويريد أن يبني مجده عل التطرف الطائفي".
وأردف "لا بد وأنكم تتذكرون، كم من محاولة قام بها رئيس الحزب وليد جنبلاط من أجل الحفاظ على العلاقة مع العهد والتيار الوطني الحر، تحت عنوان المصالحة، وذلك إنطلاقا من حرصه على المصالحة في الجبل، في حين أنهم لا يوفرون فرصة إلا ويستغلونها لإعادة التذكير بالحرب الأهلية وبث السموم من خلال خطاباتهم الطائفية المقيتة، والمستمدة من الحقد التاريخي على وليد جنبلاط وما يمثل، غير أن المرحلة الأصعب قد ولت، ولم يبق من عمر هذا العهد سوى سنة ونصف، ولم يعد يعني ميشال عون إرثه، أو ما قد يكتب عنه في التاريح، جل ما يعنيه هو ماذا سيترك لتياره من بعده، وما الممانعة التي يمارسها في موضوع تشكيل الحكومة، وحسب إعتقاده، سوى ضمانة لموقع وازن في المستقبل".
الى ذلك، أكد أبو فاعور أن "ميشال عون يعلم جيدا أنه مني بهزيمة كبيرة على مستوى الرأي العام، وأنه خسر الكثير من قواعد تأييده السياسية، نتيجة تحميله مسؤولية ما وصل إليه البلد في أربع سنوات، لذلك فهو اليوم يستسيغ هذه المعركة السياسية، الطائفية لأنه يعتقد أنها تسترد شعبيته على المستوى المسيحي ولهذا حاولوا قلب معاني كلام الرئيس الحريري الايجابي عن المناصفة لانهم يريدون أن يستنبطوا صراعا إسلاميا مسيحيا على الصلاحيات كي يعودوا ويرموا شعبيتهم بالادعاء انهم يدافعون عن مصالخ المسيحيين، وهم لذلك يريد ون أن يفتعلوا إشتباكا سياسيا مع الرئيس سعد الحريري بصفته الإسلامية، وأن يفتعلوا إشتباكا سياسيا مع وليد جنبلاط بصفته التاريخية، كي يبنوا عصبية سياسية لتيارهم منبها إلى "عدم السماح لاحد بجرنا إلى ساحة صراع طائفي لا نريدها، فحزبنا بالأساس حزب متنوع، ولم يخض يوما اي مواجهة الا بخلفية وطنية".
وحذر من الذهاب إلى شعارات طائفية في ردود الفعل، والخطابات والمواقف على مواقع التواصل الإجتماعي، وتحديدا في منطقة حساسة كمنطقة الشوف ومنطقة الجبل بشكل عام، بالقول "أولا لأن هذا الأمر لا يشبهنا في تكويننا وفي قناعاتنا، ثانيا لأننا نخوض معركة وطنية، غير طائفية، وثالثا لأننا مؤمنون بمصالحة الجبل، ليس فقط لأنها تعبر عن سلمية العلاقات في الجبل، بل ايضا لأنها سمحت لمعركة السيادة والإستقلال أن تخاض في العام 2005, وهي، أي المصالحة، أمر لا عودة ولا رحوع عنه في فكر وعقل وليد جنبلاط والحزب التقدمي الإشتراكي"، متمنيا على الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي الرد على الخطاب العدواني، التحريضي، الطائفي البغيض، والخطاب العنصري الذي يعبر عنه بعض أنصار التيار الوطني الحر، بمنطق وطني، "فتاريخنا حافل بالإنجازات والشواهد الوطنية المشرفة، ولا يجوز لنا الإنجرار إلى حيث يريدون".
وتوقف عند موضوع الحكومة، وتعنت رئيس الجمهورية حيال تشكيلها، ورفضه جميع طروحات الرئيس المكلف سعد الحريري قائلا "إننا ذاهبون باتجاه أفق مسدود في ضوء تمسك عون وتياره بالثلث المعطل ونحن ندعو الجميع الى رفض هذا المطلب لعدم تكرار الخطيئة التاسيسية المتمثلة بانتخاب عون للرئاسة، فعون يريد تعويم صهره جبران باسيل عن طريق إيجاد موقع وازن له على الطاولة، وإعطائه القدرة على التحكم مستقبلا في اللعبة السياسية، وفي موضوع رئاسة الجمهورية والحكومة، ولا ننسى طبعا مسألة العقوبات على جبران باسيل، فعون يريد مفاوضة الفرنسيين والأميركيين في ملف الحكومة عله يتمكن من إقناعهم بإلغاء العقوبات المفروضة على صهره"، مؤكدا أنه لا وجود لجبهة معارضة مكونة من الإشتراكي، المستقبل والقوات اللبنانية، وليس هناك في الوقت الحالي من مشروع إنقاذ لأنه وفي حال تشكلت الحكومة ستقوم باتخاذ قرارات صعبة وغير مقبولة شعبيا، ثانيا لن تتمكن من الإنقاذ لعدم توفر التمويل، فالدول العربية لن تهب لمساعدة لبنان قبل أن تلمس تحولا في الموقف الرسمي اللبناني تجاه القضايا الموجودة في المنطقة".