عرب وعالم

الجزائر.. تبون يجري تعديلا حكوميا

تم النشر في 21 شباط 2021 | 00:00

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأحد، تعديلا طفيفا على تشكيلة الحكومة، وشمل 6 ‏حقائب وزارية، مع تقليص عدد الدوائر الوزارية للتركيز على الفعالية في الميدان بإقحام كفاءات ‏جديدة، حسب بيان الرئاسة.‏

الإبقاء على الوزير الأول

وحافظ الرئيس على عبد العزيز جراد وزيرا أولا (لم يكن منتظرا رحيله)، وشمل التعديل إنهاء ‏مهام وزير الصناعة فرحات آيت على،

وتعيين محمد باشا خلفا له.‏

وتم إنهاء مهام الوزيرة نصيرة بن حارث وتعيين الوزيرة السابقة دليلة بوجمعة على رأس وزارة ‏البيئة، وتعييين حسين شرحبيل وزيرا للرقمنة و الإحصائيات.‏

كما تم تعيين طارق بلعريبي وزيرا للسكن والعمران والمدينة خلفا لكمال ناصري الذي تم تعيينه ‏في منصب وزير الأشغال العمومية والنقل خلفا لفاروق شيعلي.‏

وينظر إلى هذا التعديل الذي أبقى على تشكيلة حكومية تتكون من 31 حقيبة وزارية ووزيرين ‏منتدبين وكاتبي دولة، باعتباره تعديلا ظرفيا كان يستهدف بالدرجة الأولى وزير الصناعة الذي ‏كثر الكلام حول أداءه في الفترة الأخيرة.‏

وقد جاء هذا التعديل الحكومي بعدما علق الرئيس في وقت سابق على أداء الحكومة الثانية لعبد ‏العزيز جراد قائلا: "الحكومة فيها وعليها".‏

وقد جاءت هذه التعديلات في الوقت الذي توقع فيه الرأي العام الجزائري، تعديلا أوسع على ‏الحكومة وإنهاء مهام الوزراء الذين كانت لهم تصريحات، وصفت بالمستفزة للشارع.‏

وبدا واضحا أن التعديلات جاءت تماشيا مع التحديات الحالية المستعجلة التي تعيشها البلاد خاصة ‏في الملف الإقتصادي والصحي.‏

رأس وزير الصناعة

وكما كان متوقعا فقد تم تنحية وزير الصناعة وذلك على خليفة العديد من الملفات الاقتصادية ‏الثقيلة التي طفت على السطح، خاصة بعد إعلان الوزير عن قائمة الوكلاء المستفيدين من ‏الترخيص المؤقت لاستيراد السيارات الجديدة دون تحديد أسماء الشركات والمستثمرين.‏

ويؤكد الخبير الاقتصادي حميد علوان أن التعديل الحكومي جاء تماشيا مع أداء تلك الحكومات ‏خاصة التي كان لها تأثير مباشر على الخزينة العمومية واستراتجية الجزائر في المرحلة القادمة ‏التي تريد التوجه إلى البحث عن بدائل للإقتصاد الجزائري الذي يرتكز على عائدات البترول.‏

وفق هذا الطرح يرى علوان أن وزير الصناعة لم يقدم حلولا للمؤسسات التي توقفت وأعلنت ‏إفلاسها.‏

وقال علوان لـ"سكاي نيوز عربية":"قطاع الصناعة لا يساهم في النتائج الاجتماعي المحلي إلا ‏بـ5 بالمئة وهذا قبل أزمة كوفيد 19، وهناك أكثر من مئة ألف مؤسسة أعلنت إفلاسها، بينما ‏الوزير علق الآمال على صناعة السيارات واستيرادها واستفز المجتمع بتصريحات غير ‏مسؤولة".‏

وجاء هذا التعديل وفق صلاحيات الرئيس في إنتظار إجراء الانتخابات التشريعية المسبقة وفق ‏المدة الزمانية التي يحددها الدستور بثلاثة أشهر.‏

حكومة انتقالية لمدة ثلاثة أشهر

وقع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الأحد، مرسوما رئاسيا يتعلق بحل المجلس الشعبي ‏الوطني، تمهيدا لتنظيم انتخابات تشريعية مسبقة، ويتوقع تنظيمها شهر يونيو المقبل.‏

والملاحظ في التعينيات الجديدة، عودة بعض الشخصيات البارزة التي شغلت مناصب مهمة في ‏عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، منها محمد علي بوغازي الذي تم تعينه وزيرا للسياحة ‏والصناعة التقليدية والعمل العائلي.‏

وقد شغل بوغازي في وقت سابق عدة مناصب مهمة أخرها مستشار برئاسة الجمهورية في عهد ‏بوتفليقة.‏

كما عادت الوزيرة السابقة دليلة بوجمعة إلى حقيقة وزيرة البيئة التي سبق وأن تقلدتها في عهد ‏بوتفليقة.‏

ووصف الخبير الدستوري الجزائري رشيد لوراري مهام الحكومة الحالية في المرحلة القادمة ‏بـ"الانتقالية".‏

‏ وقال لوراري: "الحكومة الحقيقة لتبون هي تلك التي ستكون في المرحلة القادمة، والتي ستأتي ‏بعد الإنتخابات التشريعية".‏

تقليص الحقائب ورفع عدد الولايات

ووفق هذا التعديل ألغى الرئيس منصب كاتب الدولة للصناعة السينماتوغرافية والإنتاج الثقافي، ‏ومنصب الوزير المنتدب لدى وزير التجارة مكلف بالتجارة الخارجية، ومنصب الوزير المنتدب ‏لدى وزيرة البيئة مكلف بالبيئة الصحراوية.‏

بينما تم استحداث منصب كاتب الدولة لدى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مكلفا ‏بإصلاح المستشفيات، وتم تعيين إسماعيل مصباح المختص البارز في الأمراض المعدية في ‏المنصب وهو الذي سبق أن عينه تبون في منصب نائب رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي.‏

في سياق التعديلات التي أجرها الرئيس، قام بترقية 10 مقاطعات إدارية في الجنوب الكبير إلى ‏ولايات كاملة الصلاحيات وذلك وفق القانون المتعلق بالتنظيم الإقليمي ليرتفع عدد الولايات ‏المحافظات في الجزائر من 48 إلى 58 ولاية.‏

ويركز برنامج الرئيس على تشجيع التنمية في المناطق النائية أو ما بات يطلق عليه بـ"مناطق ‏الظل". ووفق هذا الطرح تم ترقية تلك المناطق ليسمح لها الأمر في عملية التنمية المستقبلية من ‏خلال البحث عن استثمارات جديدة إلى الولايات الجديدة.‏