اعتبر المحلل السياسي محمد نمر في تصريح لموقع "العين الاخبارية" أن الحياد الذي يطرحه الراعي لا يختلف عن "النأي بالنفس" الذي سبق للبنانيين أن توافقوا عليه في حكومة نجيب ميقاتي السابقة التي كانت محسوبة على حزب الله لكنه أطاح بها بإصراره على المشاركة في الحرب في سوريا وبتدخلاته بالدول العربية.
وبكلماته هذه، جدد الراعي الدعوة إلى الحياد عبر مبادرة من بكركي لتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية، وصولا إلى المطالبة بعقد مؤتمر دولي، وفقاً لـ"نمر".
وتابع: "مبادرة بكركي مفيدة وجيدة خصوصا أنها تلامس الواقع اللبناني الذي بات يعيش عزلة وحصارا جراء تدخلات حزب الله في المنطقة تلبية للأجندة الإيرانية، وما تسببه ذلك من انهيار اقتصادي وسقوط لكل قطاعات الدولة وطبعا فساد الطبقة السياسية كان عاملا مشاركا في ما وصلنا إليه".
ورأى في مبادرة الراعي "محاولة جذب انتباه المجتمع الدولي للبنان؛ حيث تقوم على تثبيت قواعد اتفاق الطائف، مع دعوة لمؤتمر تحت سقف القرارات الدولية 1701 و1559 والتي تنص على سيطرة الدولة على كامل أراضيها ونزح سلاح الميليشيات".
وهذه القرارات الدولية لا تدعو مطلقا لجذب جيوش إلى لبنان، فالحل الأول وبداية أي حل في هذا البلد يقوم بسرعة تشكيل حكومة، بحسب ما أكده المحلل السياسي محمد نمر.
ومع دخول حزب الله عدة لوائح للإرهاب فإن أي مؤتمر دولي حول لبنان لن يكون في صالحه، ولذلك يرى نمر أن الأيديولوجية الإيرانية تقوم على أن العالم مقتصر على ولاية الفقيه وأن أي دولة ليست ضمن المحور الممانع فهي عدو.
ولا يخفى استفادة مليشيا حزب الله من الفوضى، وهذا يعني – وفقا لـ"نمر" – أنها لن تترك فرصة إلا وستسعى من خلالها لإبقاء لبنان ضمن دائرة النفوذ الإيراني ولو كلف ذلك فقر اللبنانيين وتجويعهم وانهيار البلاد كما هو حاصل الآن.