كتب أسعد حيدر

النوروز والمفاوضات والإنتخابات

تم النشر في 10 آذار 2021 | 00:00




اسعد حيدر


بعد أسبوع تدخل ايران الشعبية والرسمية عطلة عيد "النوروز" التي تستمر بين أسبوع وعشرين يوما . خلال هذه العطلة الطويلة، نادرا ما يحصل اي تطور مثير ،لان الجميع يأخذون عطلهم خارج مواقع سكنهم ،خصوصا وان السفر بين المدن يكون مفتوحا على مصراعيه . ربما في زمن الكورونا والتقشف نتيجة للازمة الاقتصادية ستكون الحركة اخف ، لكن البارز في كل ذلك ان الادارة من القمة الى القاعدة ستكون ايضا في "قيلولة "، لذلك التصعيد الحاصل حاليا في التصريحات ، هو جزء من الاستعدادات للعيش فترة " القيلولة" في شبه صمت يساهم عمليا في قراءة عميقة للواقع والوقائع استعدادا لمواجهة المستقبل القريب الغني حكما بالاستحقاقات المهمة وربما المصيرية حتى على الصعيد الداخلي البحت … 

لا شك ان الملف النووي هو الملف الاول بكل جوانبه ونقاطه الخارجية مع الولايات المتحدة الاميركية والداخلية المتجسدة في الانتخابات الرئاسية ولكن المشدودة أساسا الى الملف الخارجي عبر الموقف من الملف النووي . بهذا تصبح كل كلمة وكل تصريح هدفهما واحد تسجيل موقف من العلاقات مع الولايات المتحدة ومن التفاوض حول الملف النووي .  

الجديد والاستثنائي في كل ما يجري حول الملف النووي ان واشنطن تعاني فيه بدرجة معينة مما تعاني به طهران ، لذلك كل كلمة وكل تصريح اميركيي حمال أوجه يحمل في شكله ومضمونه تفسيرات عديدة ، وربما يعود ذلك الى ان الرئيس جو بايدن الذي لم يكمل المائة يوم في البيت الابيض منذ حلف اليمين عليه وهو يخوض هذه المواجهة اليومية الا يظهر في مواقفه وقراراته وكانه اوباما مكرر ولا متشددا وكانه متهورا ومتشددا مثل ترامب الذي يعمل ويحضر نفسه لاستعادة "عرشه" المصر على انه سرق منه بتزوير الانتخابات … باختصار ان يكون الرئيس بايدن الذي استحق انتخابه وهو الكاثوليكي على مثال جون كينيدي .

ينفي الطرفان الايراني والاميركي ونكران وجود اي تفاوض بينهما ، علما انه ليس من شروط التفاوض الجلوس حول طاولة مشتركة سواء كانت مستديرة او مستطيلة ، كذلك ليس من الضروري ان تكون عبر دولة ثالثة تشكل علبة بريد سرية وذلك كما جرى سابقا مرات عدة ، حالياتجري المفاوضات بالتصريحات التي تكون احيانا متناقضة ، المهم ان يعرف كل طرف ما هو المطلوب منه والى اي مدى يمكنه الوصول سواء في تقديم تنازل مطلوب او التشدد ولو عبر الوقوف على حافة الهاوية.ومثالا على ذلك :

يعلن الرئيس جو بايدن : تمديد حال الطوارئ الوطنية مما يعني ابقاء العقوبات على ايرانلانها لا تزال تشكل تهديدا انسانيا … واذا بعضو غرفة التجارة والاقتصاد الايرانية _ العراقية يؤكد ما اشيع من انه جرى الإفراج عن ثلاثة مليارات دولار كانت مجمدة لدى العراق وكوريا الجنوبية وعمان بموافقة اميركية ويكون الرد على هذه أندية الثمينة قبل عطلة النوروز حيث يقبل الايراني على التسوق بموافقة ايرانية على عرض اميركي بالمشاركة بمؤتمر حول افغانستان …  

 ايضا يتابع الطرفان توجيه رسائل ميدانية مشفرة في الأطراف … يتم ضرب قاعدة عين الاسد ، فتغير الطائرات الاميركية لاول مرة على تجمعات عسكرية ميليشيوية في سوريا ، ويقع هجوم اخر في العراق فتمتنع واشنطن عن الرد حتى الان ربما بحجة تسهيل زيارة البابا الى العراق ودائما بانتظار التطورات … ايضا تصعد ايران نشاطها النووي وتهدد بالذهاب بعيدا فتبقى ردود الفعل باللجوء الى الامم المتحدة حتى الان ، فما كان من إسرئيل التي تعيش على وقع انتخابات تشريعية مكررة الا ان تهدد بضرب المواقع النووية الايرانية فيرد الجنرال امير حاتمي وزير الدفاع باستعدادبلاده "بتسوية تل ابيب وحيفا بالأرض اذا ارتكبت اسرائيل خطا فادحا " وكأن الجنرال الايراني الميداني لا يعلم امتلاك اسرائيل للسلاح النووي وأخطار تشريع الرد به … لكن المسالة انها فترة "الرسائل " المشفرة في فن التفاوض الايراني الاميركي.

في الوقت نفسه تبدو الاستعدادات للانتخابات الرئاسية التي ستجري في أواخر حزيران حامية جدا رغم انهاستكون كما يبدو بين الإخوة_ الخصوم داخل معسكر المحافظين المتشددين مع بروز هجوم غير مسبوق من العسكر البارزين من قيادات الحرس الثوري وكان من أواخر تجلياته اقدام اللواء محمد سعيد قائد مقر اوهيئة خاتم الأنبياء التي تتولى الامساك بكل المشاريع الضخمة من الاتصالات الي الغاز والنفط على الاستقالة استعدادا منه للترشح في الانتخابات حيث يبدو حتى الان احد أقوى المرشحين الا اذا ترشح السيد ابراهيم رئيسي رئيس القضاء الذي فشل في الانتخابات السابقة امام الرئيس حسن روحاني… ويبدو حتى الان ان هم القائد اية الله علي خامنئي ليس شخص الرئيس المنتخب وانما ان تكون نسبة المقترعين مهمة … ويبدو ان دولاب النجاة حتى الان لعدم تظهير امتناع الناخب الايراني من الاقتراع هو في دمج الانتخابات الرئاسية مع البلدية ……