دعا الاتحاد الأوروبي، الخميس، إلى إجراء تحقيق خارجي فوري ومستقل والمساءلة في حادثة وفاة العشرات من المهاجرين الأفارقة حرقاً في مركز الاحتجاز المزدحم في مصلحة الهجرة والجوازات الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية في صنعاء.
وأشار بيان صادر عن بعثة الاتحاد الأوروبي مع البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، إلى دور عناصر حوثية في هذه الحادثة، قائلاً إنه "فيما يجري بناء الأدلة على السبب المباشر وتسلسل الأحداث المؤدي إلى الحريق، يلاحظ رؤساء البعثات الدبلوماسية الأنباء المزعجة حول دور أفراد الأمن التابعين لميليشيا الحوثي".
دعوات لإغلاق المركز
كما دعا البيان الحوثيين إلى منح الوصول الفوري للمنظمات الإنسانية، بما في ذلك المنظمة الدولية للهجرة، إلى جميع المواقع والمستشفيات التي أحيل إليها الناجون.
إلى ذلك أوضح أن النتيجة المميتة مرتبطة بالظروف المريعة التي يجري فيها احتجاز المهاجرين في المركز، المسؤولة عنها ميليشيا الحوثي في صنعاء.
ودعا رؤساء البعثات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي ميليشيا الحوثي في صنعاء إلى إغلاق المركز بشكله الراهن، وتحسين تعاونها مع المنظمة الدولية للهجرة والمنظمات الإنسانية الأخرى.
مقتل 150 على الأقل
يذكر أن العاصمة اليمنية صنعاء شهدت يوم 7 مارس الحالي جريمة مروعة راح ضحيتها العشرات من المهاجرين، جلهم إثيوبيون، إثر قيام عناصر حوثية برمي قنابل حارقة عليهم داخل مركز احتجاز تابع للميليشيات، ما أدى لاحتراق عشرات المهاجرين واندلاع النيران في السجن.
ولم تتضح حتى الآن الأعداد الحقيقية للضحايا، غير أن مصادر إعلامية وحقوقية تشير إلى مقتل 150 لاجئاً على الأقل.
اعتراف ضمني
وبعد ضغوط وإدانات دولية للمجزرة، اعترفت ميليشيا الحوثي ضمنياً بمسؤوليتها عن استهداف مركز اللاجئين، مع تأكيد مقتل 44 مهاجراً فقط.
من جهتها، دعت الأمم المتحدة، في وقت سابق، إلى التحقيق في الحريق، بعد أن نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تقريراً اتهمت فيه الحوثيين بإطلاق "مقذوفات مجهولة" عليهم خلال تظاهرة للمطالبة بتحسين ظروف إقامتهم، ما تسبب في وفاة عشرات منهم.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفثس لمجلس الأمن إنه "يجب أن يكون هناك تحقيق مستقل في سبب الحريق"، مؤكداً أنه "يجب توفير الحماية لجميع الأشخاص في اليمن، بغض النظر عن جنسيتهم".
العربية.نت