أخبار لبنان

جمهورية الكلمات المتقاطعة ...

تم النشر في 22 آذار 2021 | 00:00

في جمهورية الموز و العهد المتين ، لنا مع كل طلعة شمس و في كل موسمٍ فصلٌ جميلٌ من فصولِ العبقريةِ و الإبداع ...

إنها عبقريةٌ صاغتها أيدي المستشارين العظام في بلاط الحاكم بأمره الذي يتخيل في نومه العميق و كأن الدنيا تتمحور حوله في ثُباتٍ عقيم ...

فلنتذكر معاً ذلك الفيلم الهولوودي المسرب من انتاج بعبدا و الذي حاول مروجوه توجيه الاتهام بالكذب لمقام رئاسة الحكومة و الذي ما لبث أن تم اسقاطه بصاروخ أرض جو من الثكنة السياسية نفسها بعد تغافلها عن البيانات الرئاسية المُحْكَمَة و التي أعلنت صراحة عن تسلمها المسودة الحكومية الأولى منذ زمن يعود إلى ما قبل هذا التسجيل ...

و لنُعرّج بطريقنا الى البيان الواضح لكتلة العهد القوي و الذي سجل فيه اعترافاً صريحاً عن تمسكه بالثلث المعطل عبر إعلانه التخلي عنه بعد أن دأب على إنكاره دوما في تصاريحه المتعددة السابقة ...

نأتي اليوم إلى طُرفَة جديدة من طرائف العهد الدستورية فنجد أنفسنا أمام ورقة من ثلاثة أعمدة مرفقة بجملة عظيمة تقول " إملأ الفراغات بالأسماء المناسبة " ...

ما أجمل العهد الجديد عندما يذكرنا بالعهد القديم أيام طفولتنا في مدرستنا الإبتدائية عندما كان يعطينا المعلم أسئلته طالبا منا ملىء الفراغات بالأجوبة المناسبة ، فإذا ملأناها بما يريد نجحنا و إذا ما قمنا بالاختيار كما نريد رسبنا في الاختبار ...

كم جميل أن نعيش مرحلة التلميذ و الأستاذ إنما بحُلّة دستورية وطنية كبرى ...

ما هكذا تورد الإبل و ما هكذا تُحْكَم الأوطان ...

لقد فرض دستور الطائف على رئيس الحكومة بل أناط به حصراً تشكيل حكومته و العودة بها إلى رئيس الجمهورية لعرضها عليه لنيل الموافقة و ليس العكس ...

فالحكومة ليست مقطعاً من الكلمات المتقاطعة تْقَدًّم إلى رئيسها لملىء الفراغات فيها علّه ينجح في الاختبار و يملؤها بالشكل الذي صُمِّمَت عليه أن تكون ...

فضلا عن الخطأ الفادح الذي أكد للمرة الثالثة تمسك فريق رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث المعطل ...

أما و قد وصلنا إلى ما أوصلتمونا إليه اليوم،

فلتتحملوا مسؤوليتكم أمام الشعب و الوطن و التاريخ ....




فادي مالك الخير