بدأ رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، اليوم الأحد، زيارة إلى ليبيا حيث أعلن دعمه لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة في جهودها لإخراج البلاد من حالة الفوضى وانعدام الاستقرار التي تشهدها منذ عشر سنوات.
ولم تعلن السلطات الليبية برنامج هذه الزيارة التي تأتي في توقيت تشهد فيه البلاد حلحلة سياسية بعد سنوات من انعدام الاستقرار أعقبت إطاحة نظام العقيد معمّر القذافي في العام 2011، طبعها خصوصاً وجود سلطتين متنازعتين.
والتقى ميشال بالدبيبة كما أجرى ميشال مباحثات مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ووزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش.
وقال ميشال من ليبيا إثر مقابلته رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة: "سندعم إعادة بناء ليبيا بشرط مغادرة المرتزقة للبلاد".
أضاف: "سنعمل مع الحكومة الجديدة وندعمها"، مشدداً على أن "الاتحاد الأوروبي يدعم بنشاط عملية المصالحة الوطنية".
وتابع أن "التعافي الاقتصادي والانتخابات ومكافحة الهجرة غير الشرعية.. هي المجالات التي يمكن أن يساعد فيها الاتحاد الأوروبي ليبيا".
كما أعلن رئيس المجلس الأوروبي عودة سفير الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة الليبية في الأسابيع المقبلة.
أكد ميشال من جهة أخرى أن الهجرة "موضوع أساسي" في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وليبيا، وهذه الأخيرة طريق رئيسي يمر عبره عشرات آلاف المهاجرين القادمين أساسا من دول إفريقيا جنوب الصحراء في رحلتهم نحو السواحل الإيطالية.
وأعلن أنه سيتم تقديم هبة بـ"50 ألف جرعة لقاح" مضاد لكوفيد إلى ليبيا التي تسلمت صباح الأحد أول شحنة تحوي 100 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك-في الروسي.
وحثّ رئيس المجلس الأوروبي "جميع المرتزقة والعسكريين الأجانب على الخروج سريعا" من البلاد.
في هذا السياق، قال دبلوماسي أوروبي لمراسلنا في بروكسل إن "خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا شرط مسبق لاستقرار ليبيا وسيادتها".
وأردف الدبلوماسي الأوروبي أن "زيارة ميشال إلى ليبيا ستليها زيارات قادة أوروبيين آخرين قريباً".
ويشدد الاتحاد الأوروبي على وجوب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار تحت إشراف الأمم المتحدة في ليبيا.
من جهته، قال سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا إن الاتحاد "سيعزز التعاون مع ليبيا في مجالات الانتخابات والاقتصاد والأمن الهجرة".
ومؤخراً، وبموجب مسار رعته الأمم المتحدة، تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا البالغ عدد سكانها نحو سبعة ملايين نسمة، وهي مكلّفة إدارة البلاد وصولاً إلى انتخابات عامة من المقرر أن تجرى في نهاية ديسمبر المقبل.
وفي 25 آذار/مارس أجرى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا زيارة إلى طرابلس في إطار مبادرة دعم أوروبية للحلحلة السياسية التي تشهدها ليبيا مؤخراً.
وأعلنت الحكومة اليونانية أن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس سيزور ليبيا الثلاثاء ويعيد فتح السفارة اليونانية المغلقة منذ ستة أعوام في طرابلس.
وتتزامن زيارة رئيس الوزراء اليوناني إلى ليبيا مع زيارة مرتقبة للرئيس الجديد للحكومة الإيطالية ماريو دراغي.
وسيكون ميتسوتاكيس ودراغي أول رئيسي حكومة أوروبيين يزوران ليبيا منذ تشكيل حكومة الدبيبة المدعومة دولياً.
لكن رغم تحسّن الأوضاع السياسية، تبقى ليبيا أحد أبرز نقاط انطلاق آلاف المهاجرين، وغالبيتهم من إفريقيا جنوب الصحراء، الساعين للوصول إلى إيطاليا بحراً.