عرب وعالم

طرابلس على صفيح ساخن.. الميليشيات تطل برأسها مجدداً

تم النشر في 20 نيسان 2021 | 00:00

ارتفعت حدة الاحتقان بين الميليشيات الليبية المسلحة المتنافسة في طرابلس، بعد اندلاع مناوشات ‏بين "قوّة الردع" وجهاز "دعم الاستقرار"، وهما من أكبر وأقوى ميليشيات العاصمة التابعة ‏لأجهزة الدولة، فيما يبدو أنّهما دخلا في منافسة محمومة لضمان موقع في المرحلة القادمة‎.‎

فقد شهدت العاصمة الليبية منذ نهاية الأسبوع المنقضي استنفارا وتحشيدا عسكريا وانتشارا ‏للأسلحة الثقيلة والمتوسطة في عدة مناطق، على خلفية حملة شنتها "قوة الردع" التي يتزعمها ‏عبد الرؤوف كارة لاعتقال عناصر من قوة جهاز "دعم الاستقرار" الذي أسسه رئيس حكومة ‏الوفاق السابقة فايز السراج ويقوده عبد الغني الككلي الشهير باسم "غنيوة"، والاثنان من أشهر ‏أمراء الحرب في غرب ليبيا، انتهت باندلاع اشتباكات بينهما‎.‎

ضعف الدولة

وأوضح رئيس اللجنة الليبية لحقوق الإنسان أحمد حمزة في تصريح لـ"العربية.نت" أن "سبب هذا ‏التوتر الأمني بالعاصمة يأتي على خلفية صدور أوامر من النائب العام إلى جهاز قوة الردع ‏بالتعاون مع إدارة الأمن القضائي التابعة لوزارة العدل، باعتقال عناصر من جهاز دعم ‏الاستقرار ملاحقين بتهم جنائية وفارين من العدالة"، مشيرا إلى أن هناك جهودا لتطويق الصراع ‏وتهدئة الأجواء‎.‎

رغم ذلك، توقع اندلاع مواجهات مسلحة بين ميليشيات طرابلس في أي وقت بسبب استمرار ‏ضعف مؤسسات الدولة وغياب الجدية في معالجة ملف إصلاح الأمن في ليبيا، مشيرا إلى أن ‏هذا الوضع يبقي على عملية السلام في ليبيا عملية هشّة معرّضة في أي وقت إلى الانفلات ‏والسقوط‎.‎

تصفيات مستمرة

في الأثناء، استمرت عمليات التصفية الجسدية بين عناصر الميليشيات في العاصمة طرابلس، ‏حيث اغتيل، الأحد، ضابط شرطة من مديرية أمن طرابلس يدعى جبريل الصيد، بالتزامن مع ‏محاولة اغتيال مصطفى قدور آمر القوة الثامنة المعروفة باسم ميليشيا الواصي في طريق الشط ‏بالعاصمة طرابلس‎.‎

‎"‎اللواء 444 قتال‎"‎

وفي حين تلتزم الحكومة التي يقودها عبد الحميد الدبيبة الصمت إزاء ما يحدث من تطورات أمنية ‏مقلقة في العاصمة طرابلس، اعتبر المحلل السياسي محمد الرعيش أن "اللواء 444 قتال" هو اليد ‏التي تعوّل عليها الحكومة في تنفيذ ترتيباتها الأمنية‎.‎

ومنذ تسلم السلطة التنفيذية الجديدة لمهامها، انتشرت قوات هذا اللواء التابعة لمنطقة طرابلس ‏العسكرية في مناطق حيوية من العاصمة طرابلس، وتمركزت بشكل كثيف في مدن بني وليد ‏وترهونة والعربان ومسلاته والقره بولي وسوق الخميس وقصر بن عشير وصلاح الدين، كما ‏نفذت عمليات عسكرية ضد عصابات التهريب، واقتحمت عدّة مقرات تابعة لمجموعات مسلحة ‏‏"لا تأتمر بأوامر الدولة"، ضمن خطة لفرض الأمن والاستقرار، قال الرعيش إن حكومة الدبيبة ‏تقف وراءها وتموّلها وتدعمها‎.‎

معضلة الميليشيات

إلى ذلك، رأى أن سياسة وخطّة الحكومة في حل معضلة الميليشيات بدأت تتضح شيئا فشيئا، ‏وتقوم أساسا على القضاء على الميليشيات المسلّحة الخارجة عن القانون واعتقال العناصر ‏الإجرامية والمطلوبة للعدالة المنخرطة في الميليشيات المسلّحة التابعة لأجهزة الدولة، تمهيدا لدمج ‏العناصر الصالحة في المؤسسات الأمنية الرسمية، لكنّه أكد أن هذه الخطّة ستتعرض إلى عثرات ‏وهزّات كثيرة بسبب صعوبة التخلّص من كل العناصر الإجرامية والعصابات خارج القانون التي ‏نجحت طيلة السنوات الماضية في تقوية نفوذها المالي واللوجستي وحتى السياسي‎.‎

في السياق ذاته، اعتبر المحامي والناشط الحقوقي طاهر النغنوغي في تصريح لـ"العربية.نت" أن ‏حل معضلة الميليشيات المسلّحة يحتاج إلى وقت طويل وإلى الاستقرار السياسي، مشيرا إلى أن ‏التوتر الأمني وعدم انضباط الكتائب المسلحة سيستمر وهو أمر طبيعي بعد انتهاء الحرب، لكنه ‏يرى أن الميليشيات الخارجة عن سلطة الدولة أصبحت قليلة والكل يتعامل معها على أنها غير ‏شرعية، أما بقية التشكيلات فهي تابعة لأجهزة الدولة وهي منظمة ومنضبطة في هذه الفترة أكثر ‏من قبل عدما كانت تحت سلطة حكومة الوفاق‎.‎




العربية.نت