أعلن المغرب، الثلاثاء، تعليق الرحلات الجوية مع أكثر من 50 دولة، وذلك للحدّ من تداعيات تفشي سلالات فيروس كورونا المتحوّرة.
وأثار القرار مخاوف العاملين في قطاع السياحة، في الوقت الذي حاولت فيه الحكومة التخفيف من تداعيات القرار بدعم العاملين في هذا المضمار، وتأجيل الاشتراكات المستحقة من جانبهم للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وبحسب أخصائي الأمراض التنفسية والصدرية، ورئيس الجمعية المغربية لمحاربة السل، جمال البوزيدي، فإن المغرب نجح في السيطرة على الفيروس، ولكن السلالات المتحورة التي بدأت في الانتشار في مختلف الدول، تثير قلق السلطات المغربية.
واعتبر البوزيدي أن هذه القرارات تأتي للصالح العام، أسوة بما تفعله العديد من دول العالم، كبريطانيا وفرنسا، مشيرا إلى أن الانتكاسة التي تعرض لها المواطنون في المغرب، خلال عيد الأضحى، أجبرت السلطات على اتخاذ العديد من الإجراءات الصعبة، بهدف حماية المواطنين من هذا الوباء، حسبما نقل موقع "فيتو".
تضرّر قطاع السياحة
من جهتها، كشفت الحكومة المغربية أن جائحة فيروس كورونا المستجد تسببت في تراجع عدد السياح الوافدين على البلاد بنسبة 78.5 في المئة خلال سنة 2020.
جاء ذلك في مذكرة صدرت عن مديرية الخزينة والمالية الخارجية، بوزارة الاقتصاد والمالية، حول النتائج الأولية للوضع الاقتصادي بالبلاد لسنة 2020.
ويعتبر قطاع السياحة في المغرب مصدرا مهما للثروة، حيث حقق خلال سنة 2019 مداخيل بقيمة 78.6 مليار درهم (8.7 مليار دولار أميركي) حسب وزارة السياحة المغربية.
كما يعمل بالقطاع أكثر من نصف مليون شخص، ويعد مصدرا أساسيا من مصادر العملة الصعبة، وذلك إلى جانب تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج.
وبلغ عدد السياح الذين زاروا المغرب خلال سنة 2019 أكثر من 12 مليونا، حسب المعطيات الرسمية للحكومة، ما يمثل ارتفاعا بنسبة 5 بالمئة مقارنة مع سنة 2018، وفي سنة 2020، لم يتجاوز عدد السياح في المغرب 2.37 مليون.
وأوضحت المديرية أن عدد السياح الأجانب تراجع بنسبة 92 في المئة، بينما تراجع عدد الوافدين من المغاربة المقيمين بالخارج بنسبة 59 في المئة.
وأشارت المذكرة إلى أن تداعيات الأزمة الصحية والإجراءات التقييدية التي وضعتها السلطات لاحتواء الوباء ساهمت في "تأثر القطاع بشدة وتوقفه بشكل شبه كامل"، ومن بينها تعليق جميع الرحلات الدولية والبحرية، بالإضافة إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية.
سكاي نيوز عربية