أخبار لبنان

الفاتيكان حريص على مساعدة كل الدول للبنان.. ويُدرك نيّات عون وباسيل

تم النشر في 23 نيسان 2021 | 00:00

إثر اجتماع استمر ثلاثين دقيقة مع البابا، و90 دقيقة بين الرئيس المكلف سعد ‏الحريري وأمين السر في دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين ‏وأمين سر ‏الدولة للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير، لفتت المصادر عبر ‏‏"نداء الوطن" إلى أنّ "النقاشات المطولة والتفصيلية بيّنت أنّ الفاتيكان مدرك لحقيقة ‏أنّ المطالب التوزيرية من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس "التيار ‏الوطني الحر" جبران باسيل تتصل بتحصيل مكاسب حزبية أكثر منها تحصيلاً ‏لحقوق مسيحية".‏

وأشارت المصادر إلى أنّ البابا يحرص على تشكيل "حكومة للبنان" لا لهذا الفريق ‏أو ذاك، وهو متخوف من أن يؤثر الصراع الإقليمي على لبنان، ولذلك تلقى ‏الحريري وعوداً ببذل الجهود من خلال القنوات الديبلوماسية الفاتيكانية لدفع الدول ‏المعنية باتجاه تحييد لبنان عن صراعات المنطقة‎.‎

أما في لقاءات الحريري الأخرى في روما، مع رئيس الوزراء الإيطالي ووزير ‏الخارجية الإيطالي، فكان تأكيد واضح على "استعداد إيطاليا للمضي قدماً في تأييد ‏فرض عقوبات أوروبية على معرقلي تشكيل حكومة من الاختصاصيين، تتولى ‏إنجاز الإصلاحات المطلوبة بالتعاون مع صندوق النقد الدولي"، وفق ما نقلت ‏المصادر، علماً أنّ الرئيس المكلف أعرب بوضوح إثر لقائه البابا عن أنّ "الجميع ‏بات يعلم أنّ جبران باسيل وحلفاءه يقفون خلف تعطيل ولادة الحكومة".‏

‏ ولفت إلى أنّ "الخلاف اليوم في لبنان ليس طائفياً ولا مذهبياً بل هو بين وجهتي ‏نظر اقتصاديتين: الأولى تريد وضع يدها ‏على كل شيء في البلد، مقابل فريق ‏يؤمن بالاقتصاد الحر ‏وبالتواصل مع كل العالم وليس فقط مع دولة أو اثنتين او ‏ثلاث". وقال في معرض الردّ على اتهامه من قبل رئيس الجمهورية بأنه يقوم ‏بزيارات سياحة خارجية: "ما أقوم به هو استباق لتشكيل الحكومة لكي ‏أباشر فوراً ‏بالعمل عند التشكيل، ولكن للأسف هذا الكلام (العوني) يسيء للدول التي أزورها، ‏فأنا لا ‏أذهب في سياحة بل أعمل لأحقق أهدافاً محددة تنقذ لبنان، لكن ربما هم من ‏يقومون بالسياحة في القصر الجمهوري‎".‎

وعن لقاءات الرئيس المكلف سعد الحريري في الفاتيكان، قالت مصادر الحريري ‏لـصحيفة "الجمهورية" ان "اللقاء مع قداسة البابا دام 30 دقيقة، وأنه خلافاً لما نُشر ‏في بيروت وعلى بعض المواقع الالكترونية الموجهة، فإنّ البطريرك الراعي لم ‏يراسل الفاتيكان بما يسيء الى زيارة الحريري ودوره، لا بل إن ما علم في هذا ‏المجال يتصل بموقف وطني كبير للبطريرك اكد فيه الحرص على تأليف حكومة ‏اختصاصيين‎ ".‎

وعمّا سمعه الوفد الذي رافق الحريري الى اللقاء مع البابا قالت المصادر: ‏‏"الموضوع المطروح لا يتصل بحقوق المسيحيين إنما بحقوق جميع اللبنانيين، فهم ‏جميعاً يعيشون في دولة واحدة ومعاناتهم واحدة، وانّ من يُساهم في تهجير ‏المسيحيين هم من يفتعلون المشكلات في لبنان ويقفون حجر عثرة أمام المخارج ‏التي تؤدي الى الحلول‎".‎

ونقلت المصادر عن الحريري بعد اللقاء: "لمسنا حرصا فاتيكانيا على ان تساعد ‏كل الدول لبنان وعدم تحويل النزاع السياسي نزاعا طائفيا ومذهبيا"‏‎.‎

وعن اللقاء مع امين سر دولة الفاتيكان قالت المصادر انه دام 45 دقيقة متجاوزا ما ‏كان مقررا، وأدى الى ارجاء بقية المواعيد المحددة لديه‎. ‎

ولفتت الى ان "البحث دخل في كثير من التفاصيل الدقيقة، فالمسؤول الفاتيكاني على ‏علم بكثير منها ولم يكن صعبا على الحريري ان يشرح ما حصل وما هو مطروح ‏من مخارج وحلول وما يعوق الوصول الى تشكيل الحكومة‎".‎

وعن الجهة التي تسمّي الوزراء المسيحيين، قالت المصادر: "إن كانت المساعي ‏المبذولة لتشكيل حكومة اختصاصيين فإنّ الاصول ان تتم تسميتهم من ضمن ‏الضوابط المقبولة بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، فهما وحدهما مكلفان ‏بموجب الدستور هذه المهمة وما يتفقان عليه يمشي‎. "‎




المركزية