عرب وعالم

إسرائيل تحشد قوات قرب غزة.. ومخاوف من "سيناريو 2014"‏

تم النشر في 13 أيار 2021 | 00:00

نشرت إسرائيل، الخميس، دبابات ومدرعات على طول الحدود مع قطاع غزة، ‏حيث يتواصل التصعيد الدامي لليوم الرابع بين قطاع غزة وإسرائيل التي تواجه في ‏الداخل جبهة أخرى تتمثل في أعمال شغب ومواجهات في المدن المختلطة اليهودية ‏العربية.‏

وتعيد هذه الخطوة الإسرائيلية للأذهان توغلات مماثلة تمت خلال حربين دارتا في ‏‏2008-2009 وفي 2014.‏

ولا مؤشرات تهدئة في الأفق بعد، رغم كل الدعوات الدولية الى خفض التوتر ‏الأخطر من حرب العام 2014.‏

وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 83 قتيلا في غزة بينهم 17 طفلا، ونحو 487 ‏جريحا. بينما قتل سبعة أشخاص في الجانب الإسرائيلي بينهم طفل وجندي، ومئات ‏الجرحى.‏

وبينما تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة ‏حماس، شاهد صحفيون في وكالة فرانس برس دبابات ومدرعات تتجمع قرب ‏الحاجز الحدودي الذي يفصل غزة عن الأراضي الإسرائيلية.‏

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس لوكالة فرانس برس ‏‏"نحن جاهزون، ونواصل الاستعداد لسيناريوهات مختلفة".‏

من جهته، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تفقد الخميس موقع ‏بطارية لمنظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ في وسط البلاد: "سيستغرق ‏الأمر وقتا، لكننا سنعيد الاطمئنان إلى إسرائيل".‏

وأعلنت حركة حماس، الخميس، إطلاق صاروخ "عياش 250" الذي يبلغ مداه ‏أكثر من 250 كلم في اتجاه مطار رامون في جنوب إسرائيل والذي يعتبر ثاني ‏أكبر مطار في الدولة العبرية، وذلك ردا على مقتل عدد من قادتها الأربعاء ‏و"نصرة للمسجد الأقصى"، وفق بيان صادر عنها.‏

ودعت حماس "شركات الطيران العالمية إلى وقفٍ فوريٍ لرحلاتها إلى أي مطار ‏في نطاق جغرافيا فلسطين المحتلة".‏

ولم يعرف مكان سقوط الصاروخ وما إذا كان تسبب بأضرار، بعد أن ذكرت ‏حماس أن "قدرته التدميرية كبيرة".‏

عيد بطعم "الخراب"‏

في قطاع غزة، خرج بعض السكان صباح اليوم الأول من عيد الفطر إلى الشوارع ‏ليروا مشهدا مأسويا جديدا من الخراب بعد أن دمرت الغارات الإسرائيلية أبنية ‏كاملة، وألحقت أضرارا جسيمة بالطرق وبأبنية أخرى.‏

ودوّت الخميس مجددا صفارات الإنذار في مدن إسرائيلية قريبة من قطاع غزة، ‏مؤذنة بسقوط صواريخ جديدة، بعد أن طالت تلك التي أطلقتها حماس ومجموعات ‏أخرى خلال الأيام الماضية مدينة تل أبيب وأقصى شمال الدولة العبرية.‏

وبلغ عدد الصواريخ التي انطلقت من القطاع حتى الآن، بحسب الجيش ‏الإسرائيلي، أكثر من 1600. بينما نفذ الجيش الإسرائيلي 600 ضربة على القطاع ‏المحاصر الذي يقطنه قرابة مليوني شخص.‏

وفي أول أيام عيد الفطر، أدى نحو مئة ألف مسلم الصلاة في المسجد الأقصى، وقد ‏علّق عدد من الذين أموا المسجد صورا لقادة حماس وأعلاما لها في محيط المسجد، ‏بينها واحدة لرئيس المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنية كتبت عليها عبارة ‏‏"كفى لعبا بالنار. القدس خط أحمر".‏

وكانت حماس أطلقت أول دفعة من الصواريخ، الاثنين، بعد أيام من مواجهات بين ‏قوى الأمن الإسرائيلية وفلسطينيين في القدس الشرقية، لا سيما في محيط المسجد ‏الأقصى على خلفية تهديد عائلات فلسطينية بإخلاء منازلها في حي الشيخ جراح ‏في القدس لصالح مستوطنين يهود.‏

وأسفرت تلك المواجهات عن إصابة أكثر من 900 شخص بجروح.‏

تحركات دولية

وفي مواجهة استمرار التصعيد، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا ثالثا حول ‏المسألة الجمعة. وخلال أول اجتماعين عبر الفيديو عقدا في جلستين مغلقتين، ‏عارضت الولايات المتحدة تبني إعلان مشترك يدعو إلى وقف التصعيد، معتبرة أنه ‏‏"يأتي بنتائج عكسية" في هذه المرحلة، كما قال دبلوماسيون.‏

وأعربت الصين التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، الخميس، عن "قلقها ‏العميق" إزاء التصعيد.‏

وقالت إن بيانا مشتركا يدعو إلى وقف الاشتباكات جاهز لكن بعض الدول "تعرقل" ‏تبني النص.‏

وأعلنت واشنطن إرسال مبعوث إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للحث على ‏‏"وقف التصعيد"، في حين دعت موسكو إلى اجتماع طارئ للجنة الرباعية حول ‏الشرق الأوسط التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم ‏المتحدة.‏

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو ‏غوتيريس، الخميس، الإسرائيليين والفلسطينيين إلى وضع حد للاشتباكات الدامية ‏المتواصلة، وفق الكرملين.‏

توتّر داخل إسرائيل

وأثارت التطورات الأخيرة غضبا بين عرب الداخل الإسرائيلي الذين خرجوا ‏للاحتجاج، واصطدموا غالبا مع متطرفين يهود أو مع القوى الأمنية.‏

وتخللت المواجهات أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات. ولم تشهد هذه المناطق ‏أعمال عنف كهذه منذ سنوات طويلة.‏

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الخميس، بإرسال "تعزيزات مكثفة" ‏من القوى الأمنية إلى هذه المدن.‏

وقال في بيان "نحن في وضع طوارئ بسبب العنف الوطني، ومن الضروري الآن ‏تعزيز القوات بكثافة على الأرض، وسيتم إرسالها فورا لتطبيق القانون والنظام".‏

وكانت المواجهات تأججت ليل الثلاثاء الأربعاء في مدينة اللد المختلطة بعد مقتل ‏عربي بالرصاص، واتهم العرب يهوديا يمينيا متطرفا بقتله.‏

ويتهم العرب الشرطة بعدم تدخلها لحمايتهم، لكن المتحدث باسمها ميكي روزنفيلد ‏أكد أن الشرطة "تمنع حدوث مذابح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".‏

وبحسب المتحدث باسم الشرطة، تم استدعاء حوالى ألف عنصر من شرطة الحدود ‏للعمل على الحد من العنف، وتم اعتقال أكثر من 400 شخص.‏




سكاي نيوز عربية