ناقشت لجنة الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية جلسة برئاسة رئيس اللجنة النائب عاصم عراجي اقتراح القانون الرامي الى اخضاع الموظفين الدائمين في المؤسسات العامة التي تتولى ادارة مستشفيات وزارة الصحة العامة لنظام التقاعد والصرف من الخدمة واقتراح القانون الرامي الى الغاء القانون رقم 544 الصادر في 24 تموز 1996.
وقال عراجي بعد الاجتماع "ناقشنا جدول اعمال اللجنة عن القانون رقم 544 الصادر عام 96، والاقتراح المتعلق باخضاع الموظفين للمؤسسات العامة لنظام التقاعد والصرف من الخدمة. هناك 33 مستشفى حكوميا منذ العام 1996، بدأ العمل فيها وتم انشاء مؤسسة لادارة المستشفيات الحكومية، منذ العام 96 هذا النظام يسير، بأن كل مؤسسة لديها استقلال معنوي ومالي واداري. هذه التجربة على أرض الواقع لم تكن ناجحة، لذلك دائما هناك مشاكل في المستشفيات الحكومية بالنسبة إلى موضوع رواتب الموظفين الذين يقبضون رواتبهم بعد 6 او 7 أشهر، وصرختهم دائما مرتفعة بأنهم لا يقبضون".
أضاف: "ولا أتحدث عن كل المستشفيات انما معظم المستشفيات الحكومية، هناك تأخير برواتب الموظفين. لذلك هناك اقتراح مقدم من النائب بلال عبد الله وآخر تقدم به عشرة نواب. هذان الاقتراحان من اجل انصاف الاجراء العاملين في المستشفيات الحكومية. وجرى نقاش مطول بالنسبة إلى اقتراح القانون وعدنا الى القانون القديم الصادر عام 1966 الذي انشأ المستشفيات الحكومية كمؤسسات عامة. وبعد النقاش الطويل تم الاتفاق على تشكيل لجنة فرعية من اجل هذين الاقتراحين وايضا للرجوع الى القانون الصادر عام 1996 من أجل الوصول الى قواسم مشتركة تتمكن من حفظ حق الموظفين الذين يعملون في المستشفيات الحكومية".
وتابع: "تناولنا أيضا في اللجنة موضوع الدواء، حيث أننا نعيش أزمة دواء طاحنة، هناك أدوية مهمة مفقودة من السوق واعطي مثلا يتعلق باختصاصي عن امراض القلب، دواء كومودين هو الوحيد الذي يعطى للاشخاص الذين يضعون صمامات للقلب. واذا حسبنا كم شخصا من هؤلاء فهم بالآلاف، لا يتمكنون من الحصول على هذا الدواء وهو قديم. واليوم يوجد الـ "سينتروم" في الاسواق ويعطى للذين وضعوا صمامات وهذا الدواء مفقود ايضا. اذا هذه مسألة جدا خطيرة. كذلك هناك دواء "لازيكس" وهو دواء مهم، وفي حال لم يتناوله المريض الذي يعاني فشلا في عضلة القلب، فانه وخلال يومين تمتلأ الرئتين بالمياه وقد يختنق او يلزمه عناية. هذا الى جانب أدوية عديدة مفقودة مثل أدوية السكري والضغط وحتى أدوية الامراض المستعصية".
وأردف: "تواصلت مع نقيب مستوردي الدواء ومع مصرف لبنان، وحصل نقاش في اللجنة على أساس عقد جلسة طارئة للحديث عن موضوع الدواء والتي ستكون قريبة. وتحدثت مع جبارة الذي قال ان هناك ادوية في المخازن انما لا يمكنهم توزيعها، لان مصرف لبنان طلب منهم اخذ موافقة مسبقة على اي امر يكون في السوق. وهذه الادوية وصلت قبل الموافقات المسبقة. اي مستورد للدواء من الخارج عليه الحصول على موافقة مسبقة من مصرف لبنان قبل استيراد اي دواء. ويقول مستوردو الادوية انهم تقدموا بطلبات من اجل الموافقات المسبقة لشهر حزيران، وحتى الان مصرف لبنان لم يعطهم الموافقات المسبقة. تحدثت مع الاستاذ نعمان ندور المسؤول عن الدعم بالنسبة إلى القطاع الصحي، فقال ان هذا الكلام صحيح، وأنهم طلبوا موافقات مسبقة من اجل المراقبة اكثر، ومن أجل ذلك وضعوا الموافقات المسبقة. تفاجأت بأن مصرف لبنان تكلف منذ بداية العام ولغاية اليوم 415 مليون دولار، وسألته هل هذه الاشهر الاربعة هي ذاتها، الـ 4 اشهر لعام 2020 و 2019، فقال نعم واكثر قليلا، اي انهم اخذوا خلال 4 اشهر 415 مليون دولارا اي حوالي 100 مليون دولار شهريا، يعني الدعم كله هو مليار و 200 مليون. يعني اخذوا المبلغ الذي يريدونه سنويا ورغم ذلك الدواء مفقود، وشركات الادوية تحمل مصرف لبنان المسؤولية، والاخير يحمل شركات الادوية، والمواطن يدفع الثمن".
ومضى قائلا: "اضافة الى تهريب الدواء، هناك من يخزن الدواء ثم يهربونه الى الخارج. هناك فرق بالسعر ولبنان ارخص دولة في المنطقة. التهريب الى ليبيا والعراق وتركيا قائم، ومن يضع في حقيبته ويذهب بها الى هذه الدول يعود بدولارات كثيرة. لذلك يفترض بالاجهزة الامنية ان تضبط المعابر البحرية والبرية والجوية بالنسبة إلى تهريب الدواء، حيث لا دواء في السوق ولا حليب للاطفال فماذا نفعل. هذا ما يحصل في الصيدليات كما يحصل في محطات البنزين من أجل الحصول على علبة دواء أو علبة حليب".
واكد عراجي ان "هذا الوضع غير مقبول، ووصلنا الى مرحلة من الانهيار في القطاع الطبي بشكل كامل، هناك هجرة للاطباء، عدا عن الذين لا يتقاضون رواتبهم، اضافة الى الكلفة العالية التي يدفعها المريض في المستشفيات نتيجة انهيار الليرة اللبنانية، وهناك 700 صيدلة اقفلت. اذا، نحن في وضع صعب ويفترض التدخل في موضوع الدواء من قبل الحكومة ولا يجوز ان يستمر الوضع على ما هو عليه".