عرب وعالم

مجلس الأمن يستعجل الحوثيين للسماح بتفقّد الناقلة صافر

تم النشر في 4 حزيران 2021 | 00:00

طالب مجلس الأمن الدولي في بيان الخميس المتمرّدين الحوثيين بالسماح لمفتّشين دوليين بأن ‏يتفقّدوا "بدون تأخير" الناقلة النفطية المتهالكة "صافر" الراسية قبالة سواحل اليمن والتي تهدّد ‏بحدوث كارثة تسرّب نفطي.‏

وخلال جلسة لمجلس الأمن لبحث وضع ناقلة النفط اليمنية صافر، قال عبدالله السعدي، مندوب ‏اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة إن وضع الناقلة ازداد تدهورا وأصبحت الأخطار أكبر من أي وقت ‏مضى، متهماً ميليشيات الحوثي بالتعنت ورفض كل دعوات المجتمع الدولي ومجلس الأمن وكل ‏المبادرات والجهود لحل هذه الإشكالية، مشيراً إلى أن أي كارثة ناجمة عن خزان صافر ستطال ‏‏15 مليون شخص.‏

وأصدر المجلس بيانه في ختام جلسة عقدها بطلب من بريطانيا بعدما أعلن المتمرّدون الحوثيون ‏أنّ مساعي السماح لبعثة التفتيش التابعة للأمم المتحدة بتفقّد السفينة وصلت إلى "طريق مسدود".‏

وفي بيانه حضّ أعضاء مجلس الأمن الـ15 المتمرّدين الحوثيين على "تسهيل وصول آمن وغير ‏مشروط لخبراء الأمم المتّحدة لكي يجروا تقييماً محايداً وشاملاً، بالإضافة إلى مهمة صيانة أولية، ‏بدون تأخير".‏

وخلال الجلسة أبلغ مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) أعضاء مجلس الأمن أنّ ‏بعثة المفتّشين "لا تزال على استعداد للذهاب" إلى اليمن لتنفيذ مهمّتها.‏

وقالت رينا غيلاني المسؤولة في أوشا إنّ هذه المهمّة "ستظلّ جاهزة ما دام لدينا تمويل من ‏المانحين".‏

لكنّها حذّرت من أنّ "بعض هذه الأموال سيبدأ بالنضوب قريباً، لذلك نأمل أن تبدأ الأمور ‏بالتحرّك بسرعة أكبر بكثير".‏

ومنذ سنوات تحاول الأمم المتحدة تأمين هذه السفينة والحؤول دون حدوث تسرّب نفطي كارثي، ‏لكنّها لم تتمكّن من ذلك بسبب رفض الحوثيين الذين يسيطرون على ميناء الحديدة الراسية قبالته ‏الناقلة السماح لمفتّشيها بالوصول إلى السفينة.‏

لكن في نهاية تشرين الثاني أعلنت الأمم المتحدة أنّ المتمرّدين الحوثيين وافقوا على أن إرسال ‏خبراء لإجراء عملية فحص وصيانة أولية للناقلة النفطية، معربة عن أملها في أن تتمكّن من تنفيذ ‏هذه المهمة بنهاية يناير أو مطلع فبراير، وهو موعد لا ينفك يتأخّر مرة تلو الأخرى.‏

و"صافر" التي صُنعت قبل 45 عاماً وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، محمّلة بنحو 1,1 مليون ‏برميل من النفط الخام يقدّر ثمنها بحوالي 40 مليون دولار. ولم تخضع السفينة لأي صيانة منذ ‏‏2015 ما أدّى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها. وقبل عام تسرّبت مياه إلى غرفة محرّك السفينة ‏وهي اليوم مهدّدة بالانفجار أو الانشطار في أي لحظة مما سيؤدّي إلى تسرّب حمولتها في مياه ‏البحر الأحمر.‏

وتحذّر الأمم المتحدة من أنّ حصول تسرّب نفطي من شأنه أن يدمّر النظم البيئية في البحر ‏الأحمر وأن يضرب قطاع صيد السمك في المنطقة وأن يغلق لستة أشهر على الأقلّ ميناء الحديدة ‏الذي يُعدّ شرياناً حيوياً لليمن.‏

وبالإضافة إلى معالجة تآكل بدن السفينة، تتطلّب صيانتها إيجاد حلّ للغازات القابلة للانفجار ‏الكامنة في خزّاناتها.‏

وسبق للأمم المتحدة أن أعلنت أنّ الحوثيين أعطوا موافقتهم المبدئية على مجيء فريق أممي لتفقّد ‏الناقلة، لكنّ هؤلاء المتمرّدين المدعومين من إيران سبق لهم وأن فعلوا الأمر نفسه في صيف ‏‏2019 قبل أن يعودوا عن قرارهم في اللحظة الأخيرة عشية بدء الفريق الأممي مهمّته.‏

والعام الماضي طلب الحوثيون ضمانات بأن يتمّ إصلاح الناقلة وأن تحوّل عائدات النفط الموجود ‏على متنها لتسديد رواتب موظّفين يعملون في إدارات تخضع لسلطتهم.‏

في المقابل، دعت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إلى إنفاق أي مبلغ يتأتّى من بيع هذا النفط ‏على مشاريع صحيّة وإنسانية.‏

وعقد مجلس الأمن جلسته بعد يومين من إعلان الحوثيين أنّ المفاوضات بينهم وبين الأمم المتحدة ‏وصلت إلى طريق مسدود بعد محادثات استمرّت أياماً عدّة.‏




العربية.نت