أعرب مجلس العلاقات العربية والدولية عن إعتزازه ودعمه البالغ لإنتفاضة الشعب الفلسطيني الباسلة في مواجهة سياسات التهجير والإستيطان وسياسة الفصل العنصري الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، تلك الإنتفاضة التي أظهرت وحدة شعبية جامعة وغير مسبوقة، تجاوزت الإنقسامات السياسية والفئوية والمناطقية التي دأب الإحتلال الإسرائيلي على إتباعها وتعميقها في صفوف الشعب الفلسطيني وإستغلالها في تنفيذ سياسة التوسع والضم والإستيطان وفرض سياسة الأمر الواقع تنفيذاً لمخطط طمس القضية الفلسطينية وإجهاض حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في دولته المستقلة على ترابه الوطني .
ولفت الى أن الوحدة والصمود الشعبي الفلسطيني في الداخل والخارج والإلتفاف والتعاطف والتأييد الشعبي العربي والإسلامي والدولي الرائع حوله لدليل ساطع ومؤشر دقيق على العامل الحيوي والأساس المطلوب لإنتصار وتحقيق أهداف النضال الفلسطيني ، ومن ثم فإن إنهاء الإنقسام والتشرذم في الصف الفلسطيني والإنضواء تحت قيادة شرعية موحدة ومعترف بها فلسطينياً ودولياً لكفيل بإكساب النضال الفلسطيني وجهه السياسي الوطني الحقيقي والمشروع ، ويحبط الإستغلال والأجندات الخارجية والإنتماءات المشبوهة والتي كانت أهم الأسباب التاريخية للنكبات والنكسات التي لحقت بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وإذ يستشعر المجلس البوادر الإيجابية والمؤشرات الدقيقة التي أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الإهتمام الدولي ليأمل ويرجو أن ترتقي القيادات والهيئات الفلسطينية الرسمية لمستوى التحديات التي تواجهها القضية ولمستوى التضحيات المذهلة التي يقدمها الشعب الفلسطيني وتمسكه الأسطوري بإنتمائه لأرضه ووطنه ومقدساته ، الأمر الذي يُحتم على الجميع التخلي عن الأجندات الأنانية الضيقة والإنضواء والإلتحام في جبهة سياسية وطنية عريضة يجمعها الهدف الأسمى والوحيد للنضال الفلسطيني .
إن الفرصة التاريخية الحالية المواتية لإستعادة وحدة الشعب الفلسطيني والقيادة أحوج ماتكون لدعم عربي راسخ لكافة الجهود الخيرة التي تُبذل لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها الجهود العظيمة والمقدرة لجمهورية مصر العربية .
وقال "ولعل في الإجتماع الوزاري العربي الإستثنائي القادم في ١٥ يونيو الجاري الفرصة السانحة لتبني موقف عربي صلب خلف تلك المصالحة الوطنية الفلسطينية المنشودة، ومايجب أن ينبثق عنها من حكومة وحدة وطنية تحظى بالشرعية الفلسطينية والدولية لإدارة المعركة السياسية ضد ممارسات وجرائم الإحتلال الإسرائيلي والعمل على إنتزاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني طبقاً لقرارات الشرعية الدولية ".
والمجلس إذ يضع كافة إمكانياته وخبراته لكل مايتطلبه تحقيق هدف إنجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية ليأمل أن تتضافر جميع الجهود الفلسطينية والعربية للبناء على الزخم السياسي والإعلامي والتعاطف الدولي مع نضالات الشعب الفلسطيني وتضحياته بما يضمن تحقيق موقف تفاوضي صلب وواضح الأهداف لحكومة الوحدة الوطنية المأمولة ، ومدعوماً بموقف عربي ودولي أصبح على قناعة تامة بأن لا سلام ولا إستقرار في المنطقة والعالم دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية طبقاً لقرارات الأمم المتحدة والتي عبرت عنها بعدالة وإنصاف مبادرة السلام العربية لعام ٢٠٠٢ .
الجدير ذكره أن المجلس برئاسة محمد الصقر ويضم مسؤولين عرب سابقين بينهم رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي والرئيس فؤاد السنيورة وامين عام الجامعة العربية عمرو موسى.