عرب وعالم

‏"كارثة صحية" تطرق أبواب تونس.. مخاوف من "اللون الأحمر"‏

تم النشر في 24 حزيران 2021 | 00:00

تتّجه كل مؤشرات الوضع الوبائي في تونس إلى اللون الأحمر وتحذر السلطات ‏الصحية من موجة رابعة قاسية من انتشار فيروس كورونا في البلاد وسط منظومة ‏صحية تشارف على الانهيار وتعاني من نقص التجهيزات وإنهاك الفريق الطبي بعد ‏أشهر من محاربة الفيروس.‏

وأعلنت وزارة الصحة التونسية، مساء الأربعاء، رصدها 6 حالات عدوى بالسلالة ‏الهنديّة المتحوّرة لفيروس كورونا المستجد وذلك بعد سلسلة عمليّات من التقطيع ‏الجينيّ الجزئيّ، وفقا لمصادر مطلعة من داخل اللجنة العلمية لمجابهة وباء كورونا.‏

وذكرت اللجنة أن هناك شكوك تتعلق بوجود إصابات بالسلالة البرازيلية للفيروس ‏وذلك بعد طفرة في الإصابات بالفيروس عرفتها عدد من المحافظات في تونس ‏وطالت حتى الأطفال الرضع. ‏

وكشف عضو اللجنة العلمية ورئيس قسم الكشوفات الوظيفية وإنعاش القلب ورئيس ‏اللجنة الطبية بمستشفى الرابطة سامي المورالي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا ‏للأنباء، الأربعاء، عن إمكانية وجود السلالة البرازيلية لفيروس كورونا في تونس.‏

وشدد على أن فريقا من الخبراء بمعهد باستور ومستشفى شارنكول ينكب حاليا ‏على استكمال التقطيع الجيني للكشف عن كل السلالات المكتشفة مؤخرا في تونس.‏

وتتميز السلالة البرازيلية لفيروس كورونا بسرعة الانتشار وبتأثير أوسع على ‏الشرائح العمرية الصغيرة وهو ما تتصف به الأيام الأخيرة للإصابات المسجلة في ‏عدد من المحافظات خاصة منها القيروان وسط البلاد، حيث شهدت إصابة 11 ‏رضيعا بالفيروس ووفاة اثنين منهم من جراء مخلفات.‏

والاثنين الماضي، سجلت تونس أعلى حصيلة إصابات يومية بكورونا بواقع 2478 ‏حالة ليبلغ بذلك إجمالي الإصابات بالفيروس 387 ألفا و773، فيما لم ينخفض ‏معدل الوفيات بسبب الفيروس في البلاد منذ أبريل الماضي عن 60 حالة يوميا.‏

ورصدت وزارة الصحة حتى تاريخ الاثنين 21 يونيو وفاة أكثر من 14 ألف ‏مواطن من جراء فيروس كورونا، فيما تؤكد الوزارة أن هذا الرقم يمثل الحالات ‏المبلغ عنها دون غيرها.‏

كما تسجل تونس 32 بالمئة من الحالات الإيجابية عن مجمل التحاليل المنجزة ‏يوميا للكشف عن الفيروس وترتفع النسبة إلى 60 بالمئة في عدد من المحافظات، ‏التي أعلن فيها عن الحجر الصحي الشامل وهي القيروان وسط البلاد وسليانة ‏وباجة شمال غرب وزغوان جنوب العاصمة.‏

إلى ذلك، عمدت السلطات التركيز على مستشفيات ميدانية لإيواء مصابي كورونا، ‏حيث أعلن وزير الصحة فوزي مهدي خلال ندوة صحفية، الثلاثاء، عن تركيز ‏مستشفى ميداني بمحافظة باجة شمال البلاد لإسناد مجهودات السلطة الصحية ‏الجهوية في الإحاطة بالمصابين بفيروس كورونا.‏

وفي محافظة زغوان شمالا تم تحويل عدد من مؤسسات التكوين والتدريب المهني ‏لمستشفيات ميدانية لإيواء مرضى كوفيد-19 بسب عجز المستشفى العمومي عن ‏استيعابهم، بينما تم في القيروان تركيز عدد من الخيام لتكون مستشفيات ميدانية ‏توفر أسرة الأكسجين وتقديم الرعاية لطبية لمستحقيها.‏

وفي العاصمة، حذر محافظ تونس الشاذلي بوعلاق، الأربعاء، من أن الوضع ‏الوبائي بالمدينة دقيقا، مرجحا إمكانية اتخاذ إجراءات استثنائية للسيطرة على ‏حلقات العدوى بالفيروس.‏

وتسبب فيروس كورونا في تعطيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد لا سيما ‏في المحافظات الأكثر ضررا، حيث أغلقت الوحدات الصناعية وتم تعليق إقامة ‏الأسواق وتقييد حركة الجولان بهدف حصر حلقات العدوى بالفيروس.‏

يأتي هذا فيما تواجه الحكومة انتقادات كبيرة بسبب فشلها في إدارة الأزمة الصحية ‏في ظلّ بطء عملية التطعيم، وطالب الأربعاء رئيس لجنة الصحة بالبرلمان العياشي ‏زمّال بنشر دوريات مشتركة بين الأمن والجيش لفرض تطبيق الحجر الصحي ‏الشامل، كما دعا نواب من داخل البرلمان إلى إعلان المحافظات المتضررة مناطق ‏عسكرية مغلقة وتسخير المصحات الخاصة لإيواء مرضى كوفيد-19.‏

وتتعلق الانتقادات أيضا بمدى تقدم حملات التطعيم في البلاد بسبب عدم تمكن ‏وزارة الصحة من توفير التطعيمات اللازمة، حيث لم تشمل عمليات التطعيم حتى ‏الآن سوى 600 ألف مواطن من إجمالي 5 ملايين تعتزم تونس تطعيمهم قبل نهاية ‏السنة الحالية.‏





سكاي نيوز عربية