عرب وعالم

وضع كورونا يزداد تدهورا في تونس.. و"الأصدقاء" يهبّون للدعم

تم النشر في 14 تموز 2021 | 00:00

في دليل واضح على حدة الوضع الصحي في تونس وتدهوره المستمر، دقت منظمة الصحة ‏العالمية ناقوس الخطر، داعية إلى دعم دولي عاجل، وهو نداء استجابت له دول عدة، من خلال ‏إرسال مساعدات طبية وشحنات للقاحات كورونا.‏

وتعصف موجة رابعة لفيروس كورونا بتونس، وبات من الواضح أن الوضع الوبائي في البلاد ‏بلغ مستويات مقلقة، إذ يتم تسجيل أكثر من مائة وفاة يوميا.‏

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن تونس تسجل أعلى حصيلة وفيات بفيروس كورونا، في ‏المنطقة العربية والقارة الإفريقية.‏

وما يزيد الوضع سوءا، تزايد أعداد الإصابات بسلالة دلتا، التي تنتشر العدوى الخاصة بها ‏بسرعة.‏

وأوضح أستاذ علم الفيروسات وعضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، الدكتور محجوب ‏العوني، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن السلالة المتحورة لفيروس "دلتا" التي ‏ظهرت لأول مرة في الهند تواصل انتشارها في تونس، ووجب مجابهتها بالتكثيف من التطعيم ‏واحترام الاجراءات الوقائية.‏

كما طالب بفتح مراكز جديدة تخصص لتطعيم كل الفئات العمرية، محذرا من أن السلالة الهندية ‏قادرة على أن تنتشر أكثر بين التونسيين باعتبارها وجدت "كل الامتيازات البيولوجية"، وفق ‏تعبيره.‏

وتابع: "هذا ما ساعد السلالة على الانتشار السريع، لتدخل البلاد في موجة جديدة، في ضوء ‏مواصلة التراخي بحملة التطعيم".‏

ومع تدهور الوضع الصحي في تونس، أدرجت فرنسا البلاد ضمن القائمة الحمراء. وقال ‏المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال: "هذا يعني أنه بالنسبة للأشخاص غير الملقحين، ‏لن يتمكنوا من الذهاب إلى هناك (تونس) أو العودة إلا للضرورة القصوى".‏

وتابع: "فقط الأشخاص الذين يقدمون نتائج تحليل سلبية ويسافرون لأسباب عاجلة سيتمكنون من ‏القدوم إلى فرنسا، حيث سيخضعون إلى عزلة إلزامية لمدة 10 أيام".‏

تدهور الوضع الوبائي في تونس، دفع بمنظمة الصحة العالمية أيضا إلى إطلاق نداء استغاثة، ‏الذي استجابت له عدة دول.‏

ومنحت دولة الإمارات العربية تونس 500 ألف جرعة من اللقاحات، كما أرسلت الجزائر 250 ‏ألف جرعة ومعدات طبية لمواجهة الجائحة، بعد أن سبقتها طائرتين عسكريتين مصريتين لدعم ‏تونس بالأدوية و المستلزمات الطبية .‏

ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بدعم عاجل لتونس، بمساعدات تشمل ‏تأمين مليون جرعة من اللقاح المضاد للفيروس ومستلزمات طبية ووقائية.‏

ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، فإن ذلك يأتي استجابة لطلب من الرئيس التونسي قيس سعيّد خلال ‏اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.‏

بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، أنه يفكر بشكل خاص في تونس بسبب ‏ما تعانيه جراء وباء كورونا متعهدا بالمساعدة.‏

وتعهدت فرنسا بتزويد تونس بأكثر من مليون جرعة خلال الأسابيع المقبلة.‏

وترزح المستشفيات في تونس منذ أسبوعين تحت وطأة تدفق المرضى بأعداد كبيرة، فوفقا ‏لوزارة الصحة، تجاوزت نسبة أسرة الإنعاش التي يشغلها المرضى 90 في المئة.‏

يذكر أن الرئيس سعيد تلقى الجرعة الأولى من اللقاح، الاثنين، بعد أن واجه انتقادات طيلة الفترة ‏الماضية، لكونه لم يسعى لتلقي التطعيم بشكل علني، في رسالة منه لتشجيع المواطنين للإقبال ‏على التطعيم.‏

وقال سعيد إن "تونس قادرة على تجاوز الظرف الوبائي الدقيق بفضل العزيمة القوية والإرادة"، ‏مؤكدا التزام الدولة بمواصلة التحرك من أجل توفير اللقاحات ومختلف التجهيزات والمستلزمات ‏الطبية الضرورية. كما توجه بالشكر للبلدان التي قامت بإرسال مساعدات طبية.‏

وانتقد الرئيس التونسي "المتاجرين بالفيروس الذين يحاولون الاستفادة سياسيا منه"، في إشارة ‏واضحة لحركة النهضة الإخوانية.‏

يشار إلى أن رئاسة الجمهورية قد أعلنت منذ أسبوع عن تولي إدارة الصحة العسكرية والجيش ‏الوطني تأمين عمليات التطعيم في جهات البلاد انطلاقا من أقصى المناطق في الأرياف والجبال.‏




سكاي نيوز عربية