عرب وعالم

العراق.. "حرب أبراج الكهرباء" تنتقل إلى العاصمة

تم النشر في 14 تموز 2021 | 00:00

تصاعدت حدة استهداف أبراج نقل الطاقة الكهربائية في العراق، لتصل إلى ‏العاصمة بغداد، بعد أن تركزت سابقا في محافظات مثل ديالى والأنبار، وهو تطور ‏يصفه مختصون بالشأن الأمني، بـ"التحول الخطير الذي يستوجب استنفار ‏المؤسسات العسكرية".‏

وبرز ملف الطاقة الكهربائية في العراق خلال الأيام القليلة الماضية، إلى الواجهة، ‏مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، والاستهداف المتكرر لأبراج النقل في ‏المناطق النائية، مما تسبب بالانهيار التام للمنظومة مطلع الشهر الجاري، واستقالة ‏وزير الكهرباء ماجد الحنتوش.‏

وخلال اليومين الماضيين، شهدت مناطق بالعاصمة بغداد، استهدافا لأبراج نقل ‏الكهرباء، لأول مرة، منذ بدء تلك العمليات، مما أثار استغراب المتابعين للأوضاع ‏الأمنية، خاصة في ظل التقارير الدولية، التي تتحدث عن تنامي نفوذ داعش في ‏بعض مناطق البلاد.‏

وبهذا، تزداد المخاوف من إمكانية تنفيذه عمليات من التنظيم الإرهابي في قلب ‏العاصمة العراقية.‏

وفي آخر عمليات الاستهداف، أعلنت خلية الإعلام الأمني، الثلاثاء، إحباط عملية ‏تفجير أحد الأبراج الرئيسية التي تربط بغداد ومحطة القدس الكهربائية.‏

وقالت الخلية في بيان: "مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة ‏الداخلية، أحبطت عملية تفجير أحد الأبراج الكهربائية الرئيسية التي تربط بغداد ‏ومحطة القدس".‏

وأوضحت أنه "بناءً على معلومات استخبارية بشأن نية عناصر داعش الإرهابي ‏تفجير أحد الأبراج الرئيسية التي تربط بين بغداد ومحطة القدس الكهربائية في ‏منطقة الوزيرية، تم تشكيل فريق عمل على ضوء المعلومة، وبالتنسيق مع الفرقة ‏الأولى بالشرطة الاتحادية، تم إحباط هذه المحاولة وضبط 8 عبوات مزروعة على ‏ركائز البرج الـ4 وتفكيكها من قبل الجهد الفني".‏

وتشير بيانات رسمية، صدرت عن وزارة الداخلية العراقية، إلى أنه منذ مطلع العام ‏الحالي، وحتى يوليو الجاري، تعرض أكثر من 100 برج للتخريب، فضلا عن 50 ‏خطا لنقل الطاقة.‏

ولا تتمكن القوات العراقية، بشكل دائم من إحباط تلك الهجمات، إذ غالبا ما تمضي ‏الجهات المنفذة لعمليات التخريب، وتتمكن من إسقاط تلك الأبراج، وهو ما حصل ‏الأحد الماضي، عندما تعرض برج للطاقة جنوب شرقي بغداد إلى تفجير بالعبوات.‏

وقالت وزارة الكهرباء في بيان إن "خط نقل الطاقة الكهربائية (أمين - شرق بغداد ‏رقم 2) التابع للشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية للمنطقة الوسطى تعرض إلى ‏عمل إرهابي تخريبي بتفجير عبوات ناسفة أدت إلى تضرر البرج المرقم (36) ‏وانحناء البرج".‏

كما تعرض في اليوم ذاته، برج لنقل الطاقة في منطقة النهروان جنوب شرقي ‏العاصمة، إلى تفجير بعبوة ناسفة، وذلك عقب تظاهرات احتجاجية شهدتها المنطقة.‏

وواجه العراقيون بغضب عارم استهداف مجموعات مسلحة "مجهولة" العديد من ‏محطات إنتاج الكهرباء وخطوط نقلها وأبراج الطاقة الرئيسية.‏

وأشار مراقبون إلى وجود مشروع متكامل للجهات المستهدِفة، تتوخى زيادة ‏الضغوط على المواطنين العراقيين، وخلق رابط وتبعية للعراق بإيران في مجال ‏الحصول على الطاقة الكهربائية.‏

‏"قناص" يستهدف الأسلاك

بدوره، ذكر ضابط في وزارة الداخلية العراقية، أن "ملف استهداف أبراج الطاقة، ‏يشهد تكتيكات نوعية، بشكل متكرر، إذ استُخدمت في بادئ الأمر عبوات ناسفة ‏فقط، لكننا اليوم نواجه مخاطر جديدة، وتطور في تلك العمليات، مثل تفخيخ الأبراج ‏بالأحزمة الناسفة، وتوجيه الصواريخ إلى الأبراج لإسقاطها بالكامل".‏

ويضيف الضابط، الذي رفض ذكر اسمه، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "آخر ‏تلك التكتيكات هي استخدام قناصين في استهداف أسلاك الطاقة، عبر قنصها ‏وقطعها، خاصة تلك التي تحظى بأهمية كبيرة، وتوفر الكهرباء لمحافظات كاملة، ‏مما يعني قطع الطاقة عن تلك المدن، وصعوبة إصلاحها، من قبل الكوادر ‏المختصة".‏

وأشار إلى أن "الخطة الجديدة التي أعلنت القوات الأمنية عنها، ما زالت في طور ‏البدء، وقد تحد ولو بشكل نسبي من تلك العمليات، لكنها لن تقضي عليها نهائيا".‏

‏"احتمال تورط جهات سياسية"‏

‏ وما زالت تلك العمليات تؤرق السلطات العراقية، وزادت من التحديات الأمنية ‏أمامها، فيما ألمح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلى إمكانية وجود جهات ‏سياسية ربما تورطت في ذلك، أو شجعت عليه.‏

وقال الكاظمي خلال جلسة مجلس الوزراء، الثلاثاء: "وطنيتنا لا تتقبل فكرة أن ‏يتعمّد العراقي قتل أخيه من أجل هدف سياسي، ولعنة الله على كل منفعة أو منصب ‏تجعل الإنسان يستهتر ويستخف بدم أخيه، ولعنة الله على كل منفعة سياسية أو ‏مادية تسخط الإنسان لتجعله أداة يفجر أبراج الكهرباء؛ من أجل إثبات وجهة ‏نظره، وإفشال العاملين من أجل وطنهم".‏

أضاف: "عندما تنجرف السياسة بعيدا عن المبدأ الأخلاقي والالتزام الإنساني، ‏فسنكون تحت سيطرة مبدأ شريعة الغاب بعينها، لن نتسامح مع الفاسدين أو ‏المتلاعبين بأرواح المواطنين أياً كانت صفاتهم أو انتماءاتهم".‏

من جانبه، قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد (المنحل) سعد ‏المطلبي، إن "ما يحدث يمثل تطورا خطيرا، إذ اقتربت الهجمات من العاصمة ‏بغداد، مما يعني أنه على الجهات المختصة الإسراع في اتخاذ الإجراءات الأمنية ‏المشددة، لحماية تلك الأبراج، لكنه في الوقت ذاته، مؤشر واضح على الاختلافات ‏السياسية، مع قرب موعد الانتخابات".‏

ورأى المطلبي "ضرورة إطلاق عمليات أمنية، واسعة، في ظل المؤشرات على ‏تزايد تلك العمليات، المهددة للاقتصاد العراقي، باعتبار الطاقة من أهم تلك ‏الروافد".‏




سكاي نيوز عربية ‏