عرب وعالم

وفاة مسن تهز كردستان.. انتظر ساعات لاستلام "معاشه" ‏

تم النشر في 15 تموز 2021 | 00:00


في واقعة هزت كردستان العراق، لقي موظف متقاعد يبلغ من العمر 75 عاما، ‏حتفه، الثلاثاء، إثر وقوفه الطويل في طوابير استلام الرواتب التقاعدية أمام أحد ‏البنوك، في محافظة السليمانية.‏

وفتحت هذه الحادثة المؤسفة مرة أخرى، ملف معاناة المتقاعدين خلال تسلم ‏رواتبهم، ووقوفهم في طوابير من رجال ونساء طاعنين في السن، في ظل درجات ‏حرارة مرتفعة لساعات طويلة، لدرجة أن العديد منهم تخر قواهم، بفعل الإعياء ‏والتعب من الانتظار الطويل تحت الشمس.‏

وتطالب منظمات مدنية وحقوقية معنية بالدفاع عن المسنين والمتقاعدين في إقليم ‏كردستان، بتوفير آليات صرف وتوزيع عصرية وحديثة لرواتبهم، عبر بطاقات ‏بنكية أو حتى إيصال المبالغ إلى بيوتهم.‏

لكن الجهات الحكومية المعنية مستمرة بصرف الرواتب، بشكل عام، وفق طرق ‏‏"بالية"، لم تعد تناسب التطور الكبير الذي يشهده عالم الصيرفة والبنوك، وفق ‏خبراء اقتصاديين.‏

ويقول المواطن سردار إحسان، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "كم ‏أشعر بالغضب لكن بالعجز أيضا، عندما سمعت بهذه الحادثة.. يا له من عار أن ‏يموت الإنسان وهو في أواخر عمره بهذه الطريقة المهينة، وهو ينتظر راتبا هزيلا ‏بالكاد يكفيه لأسبوع واحد".‏

ويضيف: "لا أحد يحس بالفقراء ومحدودي الدخل، ولا تبالي الحكومة بهم ولا توجد ‏حتى نظم وشبكات رعاية وضمان اجتماعي، مما يجعل المسنين في هذه البلاد ‏يتمنون الموت ألف مرة كل يوم".‏

من جانبه، يقول الناشط المدني، بختيار رفيق، لموقع "سكاي نيوز عربية": "كل ‏شيء في بلادنا متهالك ولا ينتمي للعصر، بما في ذلك قطاع المصارف والأسواق ‏المالية".‏

ويتابع: "بصراحة لا يوجد أصلا نظام مصرفي بالمعايير العالمية المتعارف عليها ‏هنا، ومن يدفع ضريبة كل هذا التخلف والاهتراء في مختلف مناحي الحياة أكثر من ‏غيرهم، هم أبناء الطبقات المعدومة والفقيرة.. وما أكثرهم".‏

ورغم تكرار حدوث حالات مشابهة، فإن الملف يبقى معلقا دون معالجات حقيقية، ‏وفي الأثناء يبقى المتقاعدون من كبار السن، وغالبهم يعانون من المرض، ضحية ‏الإهمال والروتين الحكوميين، وعدم وجود قوانين وتشريعات خاصة بحمايتهم ‏وتأمين حياة كريمة لهم.‏