عرب وعالم

تونس تسجّل معدل إصابات بكورونا لم تشهدها الهند

تم النشر في 18 تموز 2021 | 00:00

تستقبل تونس عيد الأضحى وسط وضع صحي متأزم، بسبب انتشار غير مسبوق ‏لفيروس كورونا في البلاد، وتؤكد السلطات الصحية تجاوز معدلات التحاليل ‏الإيجابية اليومية الـ30 بالمئة، حتى عجزت المستشفيات عن استقبال المرضى‎.‎

وأعلنت وزارة الصح، يوم السبت، عن تسجيل 140 وفاة و7524 إصابة جديدة ‏بكورونا في تونس، خلال الـ24 ساعة الأخيرة وبذلك ترتفع حصيلة الإصابات إلى ‏‏540798 إصابة، فيما بلغت حصيلة الضحايا 17354 حالة وفاة‎.‎

وتشهد تونس موجة وبائية غير مسبوقة تنتشر فيها سلالات المتحور البريطاني ‏‏"ألفا" والهندي "دلتا" في معظم المحافظات، مسببة ارتفاعا في معدل الوفيات الذي ‏تجاوز المائة يوميا بينما يرجح خبراء بلوغه سقف 300 وفاة يوميا مع نهاية يوليو ‏الجاري‎.‎

وقالت أستاذة علم المناعة الدكتورة سمر صمود في تصريحات لموقع سكاي نيوز ‏عربية، إن الأعياد أصبحت تثير المخاوف بشأن انتشار متزايد للفيروس، جراء ‏تزايد حركة تنقل المواطنين بين المدن‎.‎

وأوضحت المختصة في علم المناعة، أن فيروس كورونا يعيش عبر طفرات، حيث ‏ترتفع معدلات الإصابة ثم تنخفض لتعود وترتفع من جديد، وفي حال لم تتخذ ‏الإجراءات الوقائية اللازمة، سيتنقل الفيروس من محافظة لمحافظة ومن منطقة ‏لأخرى، كما يحصل الآن في تونس‎.‎

ونبّهت الدكتورة سمر صمود إلى أن الأرقام المسجلة في الجنوب التونسي في الأيام ‏الأخيرة والتي تؤكد تجاوز سقف الإصابات 1700 إصابة لكل 100 ألف ساكن، ‏والتي لم تسجل حتى في الهند التي شهدت وضعية كارثية بسبب الوباء‎.‎

وأكدت أن تونس وصلت لأقصى قدرات الاستيعاب في كل المستشفيات وأن ‏المواطن مطالب بحماية نفسه والعمل على تقليص انتشار حلقات العدوى بالالتزام ‏بإجراءات الوقاية، حتى تنجح تونس في التحكم في الوباء قبل العودة للمدارس في ‏الخريف القادم‎.‎

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت منذ أكثر من أسبوع عن انهيار منظومتها الصحية ‏وأطلقت رئاسة الجمهورية نداءات الاستغاثة للمجتمع الدولي فهبت لنجدتها دول ‏عربية وأوروبية عبر توفير جرعات من اللقاحات المضادة للفيروس والتجهيزات ‏والمستلزمات الطبية‎. ‎

ومازالت المستشفيات في تونس تعاني نقصا في الأوكسجين، كما يطلق المواطنون ‏عبر شبكات التواصل الاجتماعي نداءاتهم بحثا عن أجهزة الأكسجين بينما قالت ‏الحكومة السبت إن خلية الأزمة بوزارة الصحة اجتمعت بشكل طارئ لضمان ‏التزود بمادة الأوكسجين بالمؤسسات الاستشفائية على المدى القصير والمتوسّط ‏عبر الترفيع في الموارد الذاتيّة المتأتية من الإنتاج الوطنيّ وأيضا من خلال توريد ‏كميات إضافية من الدول الصديقة‎.‎

من جهته، حذر المختص في علم الأوبئة الدكتور محمد الشاهد من تضاعف نسبة ‏استهلاك تونس للأوكسجين أربع مرات أكثر من قبل، في الأسابيع الأخيرة، بسبب ‏موجة انتشار العدوى العنيفة التي فاقت قدرات المنظومة الصحية التي تعاني من ‏إرهاق الإطارات الطبية ومحدودية إمكانيات المستشفيات‎.‎

وتوقع المختص في الأوبئة أن تدوم الموجة الحالية للفيروس بين 8 و11 أسبوع قبل ‏أن تتقهقر مع بداية شهر أغسطس وذلك بشرط الالتزام بالبروتوكول الوقائي، ‏محذرا من" تواصل انتقال العدوى من مدينة لأخرى‎.‎

بدوره، رجح أستاذ علم الأوبئة انفراج الوضع الصحي في تونس بحلول شهر ‏أكتوبر منوها إلى أن العودة إلى المدارس ستطرح صعوبات أخرى وجب التفكير ‏فيها و مناقشة تطعيم التلاميذ‎.‎




سكاي نيوز عربية