أخبار لبنان

فورين بوليسي: الصراع بين إسرائيل وإيران يزداد اتساعاً بسبب لبنان!‏

تم النشر في 21 تموز 2021 | 00:00

في وقت مبكر من هذا الشهر تسببت تغريدة إيرانية وأخرى إسرائيلية في حدوث ‏عاصفة في مياه البحر الأبيض المتوسط المضطربة بالفعل‎.‎

ففي 26 حزيران/يونيو، كتبت السفارة الإيرانية في لبنان تغريدة غامضة الصياغة ‏مع صورة لسفينة إيرانية، وقالت إن إيران لا تحتاج إلى موافقة أميركا لإرسال ‏الوقود إلى لبنان. وألمحت التغريدة إلى أن السفينة كانت تحمل وقودا وتوجهت إلى ‏لبنان. وخوفا من العقوبات الأميركية، سرعان ما نفت وزارة الطاقة اللبنانية طلبها ‏استيراد الوقود الإيراني، ولكن قبل ذلك انتشرت التكهنات بأن ناقلة نفط إيرانية ‏كانت في طريقها إلى ميناء بيروت‎.‎

وبعد ذلك وتحديدا في 6 تموز/يوليو، غردت مدونة ‏‎ IntelliNews، وهي مدونة ‏حول شؤون الدفاع والاستخبارات الإسرائيلية، بأن إيران أرسلت سفينة‎ Arman ‎‎114 ‎التي ترفع العلم الإيراني وتحمل النفط الخام الإيراني إلى لبنان. وجاء في ‏التغريدة: "حزب الله يقوم بعملية لوجستية لتهريب الوقود الإيراني إلى لبنان". وقبل ‏أيام قليلة تعهد زعيم حزب الله حسن نصر الله باستيراد الوقود من إيران الداعمة له ‏ليخرج كمنقذ لبلد يعاني من نقص مدمر في السلعة الأساسية‎.‎

ويبدو أن التغريدات معًا تشير إلى اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وإيران التي ‏كانت تدور في الغالب حتى الآن في الظل. ولسنوات، انخرطت إيران وإسرائيل في ‏هجمات متبادلة على سفن بعضهما بعضا في البحر المتوسط وخارجه‎.‎

وتركز الصراع في الغالب على ناقلات النفط الإيرانية المتجهة إلى سوريا ‏المتعطشة للنفط، والآن يبدو أن القتال ينتشر ليشمل لبنان الذي يبدو على نحو ‏متزايد على وشك الانهيار الاقتصادي‎.‎

بانياس وليس بيروت

وبعد فترة بسيطة رست الناقلة الإيرانية 114 في ميناء بانياس في سوريا في 13 ‏يونيو. وصرح موقع‎ TankerTrackers، وهي خدمة عبر الإنترنت تتعقب وتبلغ ‏عن شحنات النفط الخام، أنها كانت تتعقب أرمان 114 مع سفينتين أخريين تحملان ‏الخام الإيراني، وأكدت أن وجهتها بانياس وليس بيروت، لكن تغريدة السفارة ‏الإيرانية بدت كأنها مجرد تسجيل موقف‎.‎

ويضيف التقرير: لقد تم تفادي المخاوف الفورية من حدوث تصعيد بين إسرائيل ‏وإيران، لكن استراتيجية إسرائيل لاستهداف ناقلات النفط الإيرانية لا تزال نشطة ‏للغاية. كما أن تصميم إيران على الرد بالمثل ومهاجمة السفن التجارية الإسرائيلية ‏أو سفن حلفاء أميركا في الخليج لم يضعف كذلك‎.‎

وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت رحلة الناقلة عرمان 114 السهولة التي تتحدى بها ‏إيران العقوبات الأميركية‎.‎

عرقلة حركة الأموال

ويقول الخبراء إنه بينما نجحت العقوبات الأميركية في عرقلة حركة الأموال عبر ‏القنوات المصرفية، فإنها لم تحقق نجاحا يُذكر في منع إيران من بيع الخام بأسعار ‏مخفضة مقابل النقد. وشهد محللو الطاقة ارتفاعا مطردا في صادرات النفط ‏الإيرانية منذ أواخر العام الماضي‎.‎

وفي عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو مؤخرًا، اتُهمت إسرائيل بمهاجمة ‏عشرات السفن الإيرانية معظمها تلك التي تحمل الوقود إلى سوريا وبعضها يزود ‏وكلاء إيران بالأسلحة لكن لم يتجه أي منها نحو الصين‎.‎

وكان لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت آراء أكثر تشددًا من سلفه، ‏ويقال إن إسرائيل يجب أن تهاجم إيران عندما يقوم وكلاؤها - حزب الله أو حماس ‏‏- بتفجير أي شيء داخل إسرائيل. وبعد أقل من شهر من وصوله إلى السلطة، ‏اتهمت إيران إسرائيل باستهداف منشأة نووية في كرج يقال إنها تنتج أجهزة طرد ‏مركزي لتحل محل تلك التي تضررت في هجمات إسرائيل السرية السابقة على ‏منشأة نطنز النووية في إيران‎.‎

كما يعتقد العديد من المحللين الإسرائيليين أن الضربات الإسرائيلية السرية داخل ‏إيران والضربات الجوية العلنية في سوريا على مستودعات الأسلحة الإيرانية تخدم ‏المصالح الاستراتيجية لإسرائيل بشكل أفضل من الهجمات البحرية‎.‎

وفي غضون ذلك، يواصل شعب لبنان معاناته من ندرة الوقود، وإذا اتسعت الحرب ‏البحرية بين إسرائيل وإيران فسيستمر هذا الصراع لفترة أطول‎.‎




العربية.نت