عرب وعالم

"كورونا" يُفسد العيد في تونس

تم النشر في 21 تموز 2021 | 00:00

استقبلت تونس عيد الأضحى وسط وضع صحي متأزم للغاية، بسبب انتشار غير مسبوق للعدوى بفيروس كورونا في البلاد، إذ وصلت النتائج الإيجابية إلى نسبة 30 بالمئة من إجمالي الفحوص اليومية.

وتتميز الموجة الجديدة من وباء كورونا في تونس بانتشار واسع للسلالات المتحورة، البريطانية "ألفا" والهندية "دلتا" في معظم المحافظات، مسببة ارتفاعا في معدل الوفيات الذي تجاوز الـ100 يوميا.

ويرجح خبراء بلوغ الوفيات سقف 300 حالة يوميا مع نهاية شهر يوليو الجاري.

وإزاء هذه المعطيات، أقال رئيس الوزراء هشام المشيشي وزير الصحة فوزي مهدي، متهما الأخير باتخاذ قرارات "شعبوية وإجرامية".

وجاء ذلك بعدما شهدت مراكز التلقيح في تونس التي انطلقت يوم عيد الأضحى لمن تتجاوز أعمارهم الـ18 سنة، تجمعا لآلاف المواطنين، مما تسبب في حالة من الفوضى والمشاحنات، خاصة مع غياب التنظيم.

وتعاني حملة التطعيم في تونس بطئا شديدا، مما يزيد من تفاقم أزمة الوباء في البلاد.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن عدد الوفيات اليومي في تونس هو الأعلى في إفريقيا وبين الدول العربية.

وحسبما قالت أستاذة علم المناعة الدكتورة سمر صمود، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن الأعياد أصبحت تثير المخاوف بشأن مزيد انتشار الفيروس من جراء تزايد حركة التنقل بين المدن.

وأوضحت المختصة أن "فيروس كورونا يعيش عبر طفرات، حيث ترتفع معدلات الإصابة ثم تنخفض لتعود وترتفع من جديد، وفي حال لم تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة سيتنقل الفيروس من محافظة لأخرى ومن منطقة لثانية، كما يحصل الآن في تونس".

ونبهت الطبيبة إلى أن الأرقام المسجلة في الجنوب التونسي في الأيام الأخيرة، التي تؤكد تجاوز سقف الإصابات 1700 لكل 100 ألف ساكن، لم تسجل حتى في الهند التي شهدت وضعية كارثية بسبب الوباء.

وقالت إن "تونس وصلت لأقصى قدرات الاستيعاب في كل المستشفيات"، وإن "المواطن مطالب بحماية نفسه والعمل على تقليص انتشار حلقات العدوى بالالتزام بإجراءات الوقاية، حتى تنجح تونس في التحكم في الوباء قبل العودة للمدارس في الخريف المقبل".

وكانت وزارة الصحة التونسية قد أعلنت منذ أكثر من أسبوع انهيار منظومتها الصحية، وأطلقت رئاسة الجمهورية نداءات الاستغاثة للمجتمع الدولي، فهبت لنجدتها دول عربية وأوروبية عبر توفير جرعات من اللقحات المضادة للفيروس والتجهيزات والمستلزمات الطبية.

ولا تزال المستشفيات في تونس تعاني نقصا في الأكسجين، كما يطلق المواطنون عبر شبكات التواصل الاجتماعي نداءاتهم بحثا عن أجهزة التنفس، بينما قالت الحكومة إنها تسعى لضمان توفير الأكسجين للمستشفيات على المديين القصير والمتوسط، عبر زيادة الإنتاج الوطني وأيضا من خلال توريد كميات إضافية من الدول الصديقة.

ومن جهة أخرى، حذر المختص في علم الأوبئة الدكتور محمد الشاهد من تضاعف نسبة استهلاك تونس للأكسجين 4 مرات أكثر من قبل في الأسابيع الأخيرة بسبب موجة انتشار العدوى العنيفة التي فاقت قدرات المنظومة الصحية المرهقة والفقيرة.

وتوقع الشاهد أن تدوم الموجة الحالية للفيروس بين 8 و11 أسبوعا قبل أن تتقهقر، وذلك بشرط الالتزام بالبروتوكول الوقائي.

وحذر من "تواصل انتقال العدوى من مدينة لأخرى بنتقلات الناس، حتى إن موسم الحصاد داخل جهات البلاد سمح بانتشارها بين محافظات القصرين والكاف وباجة وسليانة والقيروان بمعدلات كبيرة، بعد أن كانت لأشهر طويلة في مأمن من الوباء".

وأكد الاختصاصي أن مدينة تطاوين في الجنوب سجلت خلال 14 يوما معدل 1720 إصابة بالفيروس على كل 100 ألف ساكن، وهو ما يفوق بأربع مرات مؤشر الخطورة الكبيرة الذي حدده الخبراء بـ400 إصابة لكل 100 ألف.