أخبار لبنان

هرطقة وتخريف ‏

تم النشر في 25 تموز 2021 | 00:00

حديث الإثنين ‏



‏ 

ضمر الضمير إلى حد التلاشي. ‏

لا مسؤول يكترث بالكوارث. ‏

وهذا حال من المحال أن يزول. ‏

لا بالمبادرة الفرنسية. ‏

ولا بسعد الحريري. ‏

ولا بنجيب ميقاتي. ‏

ولا بعودة دياب إلى تصريف الأعمال. ‏

هو حال سيبقى ما بقي في قصر بعبدا، من لم يقصّر في تقصير أعمار ‏اللبنانيين. ‏

ما علينا سوى انتظار يوم 31-10-2022. ‏

يومها، إذا عشنا وعاش لبنان، يتم الخروج الثاني من بعبدا. ‏

يومها يكون الله قد آذن بالفرج. ‏

لكن كيف الوصول إلى ذلك اليوم المنتظر، والويلات تنتظرنا من جهات ‏جبران باسيل الأربع؟. ‏

لقد نجح موجه العهد، بتوجيه "حقوق المسيحيين" من "العيش المشترك"، ‏إلى حق "الموت المشترك". ‏

لا مبالغة في الانتقال من العيش إلى الموت. ‏

فمن لم يمت بالجوع، سيموت بفقدان الدواء. ‏

ومن لم يمت على سرير المستشفى، سيموت بسبب إقفال المستشفيات. ‏

ومن لم يمت من شرب المياه الملوثة، سيموت عطشاً لعجزه عن شراء ‏المياه النظيفة. ‏

ومن لم يمت حزناً على كرامته في طوابير الذل أمام محطات البنزين، ‏سيموت في طوابير الذل أمام كرتونات الإغاثة. ‏

ومن لم يمت إكتئاباً على سرقة ودائعه في المصارف، سيموت قهراً من ‏راتب، قد لا تصلح ملايينه، بعد حين، لشراء علبة حليب لأطفاله. ‏

يحدث هذا، ورغم كل هذا، يتحدث حكواتية القصر عن إنجازات لم ‏يعرفها لبنان من قبل... ويعدون اللبنانيين بأعياد الإنتصار على ‏المؤامرات المدبرة أميركياً، والمنفذة خليجياً، والمعززة أوروبياً. ‏

تريدون حلاً؟. ‏

تريدون حكومة؟. ‏

إذاً، على النواب أن يتخلوا عن تعدد الطباخين... كي لا تحترق الطبخة ‏الحكومية. ‏

ليوقف نوابنا البحث عن بديل لسعد الحريري لديه بعض ما لدى الشيخ ‏سعد من علاقات دولية وعربية. أو البحث عن بديل لحسان دياب يكون ‏أكثر منه ولاء للولي الفقيه. ‏

من الواضح أن الحل يكمن عند رجل الكمائن. ‏

لا حكومة إلا بتفادي عرقلة التأليف... أي بانتزاع توقيع فخامته على ‏مراسيم تشكيل الحكومة. ‏

وليس هناك أضمن من تسمية فخامته كمكلف بالتأليف لانتزاع توقيعه. ‏

الرجل سبق وشغل منصب رئيس الوزراء. وهو بهذه السابقة يعتبر من ‏أهل الإختصاص. ‏

لقد أخذها من السنة مرة، وشكل بذلك عرفاً وفق مفهومه للأعراف... ‏خصوصاً وأن الدستور لا ينص على مادة تمنع الجمع بين رئاسة ‏الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء. ‏

ثمة من سيتهم هذا الحل بالهرطقة والتخريف. ‏

هو كذلك فعلاً... وكأن لبنان محكوم بغيرهما. ‏

هرطقوا... وخرفوا... وداووها بالذي كان ولا يزال هو الداء. ‏

‏ ‏

وليد الحسيني ‏

‏ ‏

‏ ‏