عرب وعالم

واشنطن تضع قيادات تنظيمات إفريقية على قوائم الإرهاب ‏

تم النشر في 9 آب 2021 | 00:00

أعلنت الولايات المتحدة إدراج خمسة أشخاص قالت إنهم من قادة ‏‏"الجماعات الإرهابية" في إفريقيا، ضمن قائمة الإرهابيين العالميين، في ‏خطوة أكد مراقبون أنها ستضيق الخناق على تلك الجماعات.‏

وجاء الإعلان الرسمي في بيان لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.‏

الأسماء والتفاصيل

وجاء على رأس هؤلاء الإرهابيين الخمسة "بونوماد ماشود عمر"، الذي ‏يتولى رئاسة الشؤون العسكرية والعلاقات الخارجية لتنظيم داعش في ‏موزمبيق.‏

كما ضمّت القائمة "سيدان أغ هيتا" القائد المسؤول عن منطقة "كيدال" ‏في مالي، ضمن جماعة "نصرة الإسلام" المقربة من داعش في الساحل ‏الإفريقي، و"سالم ولد بريمات" وهو قيادي بارز في جماعة "نصرة ‏الإسلام"، في منطقة موبتي في مالي. كما أنه يشرف على الجماعة ‏الإرهابية في بوركينا فاسو.‏

وكشف بيان الخارجية الأميركية عن القائمة ضمت أيضا عنصرين من ‏حركة "الشباب" الإرهابية في الصومال، وهما "علي محمد راج"، المتحدث ‏باسم حركة والقيادي البارز فيها، بالإضافة إلى "عبد القادر محمد عبد ‏القادر"، الذي يعمل وسيطا بحركة الشباب الإرهابية.‏

وقال بلينكن إنه يتعين الآن تجميد جميع ممتلكات ومصالح هؤلاء الأفراد ‏وإبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية ‏عنها، موضحا أن أي مؤسسة مالية أجنبية تسهل عن قصد تعاملات مالية ‏ضخمة أو تقدم خدمات مالية كبيرة لمن تم ذكرهم، قد تتعرض لعقوبات.‏

وأشار بيان الخارجية إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى تعطيل وسائل ‏تمويل تنظيم داعش في موزمبيق و"جماعة نصرة الإسلام" وحركة ‏‏"الشباب" الإرهابيين، وذلك للحد من قدراتهم على تنفيذ المزيد من ‏الهجمات ضد المدنيين في مناطق الساحل الإفريقي ومناطق وسط ‏وجنوب القارة الإفريقية أيضا.‏

‏"تضيق الخناق"‏

من جانبه، علق الكاتب والمحلل السياسي، خالد برعي، على القائمة ‏الأميركية قائلا: "إنها تعد وسيلة من وسائل تضيق الخناق رغم ضعف ‏فعاليتها لعدم وجود تنسيق كامل بين الجهات الأمنية المعنية في هذه ‏الدول، وبالتالي يمكن أن يتحرك الأشخاص المدرج اسماهم في هذه ‏اللائحة دون توقيفهم، وخصوصا حينما لم يكن له أي بيانات سابقة في أي ‏من هذه الدول.‏

وطالب برعي في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" الولايات المتحدة ‏بتوفر المزيد من هذه البيانات لهذه الدول، بالإضافة إلى الدعوة المستمرة ‏للتنسيق الأمني والاستخباراتي بين دول العالم وليس القارة الأفريقية فقط.‏

ودعا واشنطن إلى تقديم الدعم للأجهزة الأمنية في هذه الدول من خلال ‏الأدوات والمعدات اللوجستية، لتسهيل عمليات تتبع وكشف هؤلاء ‏المجرمين سواء من خلال الأجهزة الحديثة أو من خلال إجراء دورات ‏تدريبية للعناصر المعنية في هذه الدول.‏

وكانت تقارير استخباراتية أكدت أن الجماعات الإرهابية في شمال مالي ‏وتشاد، دخلت الآن في مرحلة توسيع دائرة التمركز والتمدد داخل دول ‏الساحل الإفريقي، وذلك بعد أن أسست لقوة ضاربة خلال انشغال العالم ‏بجائحة كورونا.‏

انعكاسات القرار الفرنسي

من جانبه، قال جمال ولد محمد، الباحث في معهد الأمن الدولي والعلاقات ‏الأوروبية بباريس لموقع "سكاي نيوز عربية " إن القرار الذي اتخذه ‏الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخروج القوات الفرنسية من عملية ‏‏"برخان" خلال الربع الأول من العام المقبل، سينعكس على الأمن في ‏المنطقة، ويدفع قيادات دول الساحل لاتخاذ إجراءات أمنية جديدة.‏

‏ وأكد ولد محمد أن مراقبة الحدود بين دول الساحل أمر في غاية الأهمية، ‏لافتا إلى أن موريتانيا تتشارك مع مالي في حدود تمتد لأكثر من 2300 ‏كيلومتر، مشيرا إلى أن الجميع يعلم أن التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة ‏وداعش تنشط في مالي وشمال نيجيريا وبوركينا فاسو، الأمر الذي ‏يتطلب المزيد من التنسيق بين دول المنطقة لتحجيم نشاط هذه التنظيمات.‏

كما كشف تقرير لمعهد الدراسات الأمنية الإفريقية عن أن التنظيمات ‏الإرهابية وتحديدا في منطقة الساحل الغربي لإفريقيا تعتمد على شبكة ‏معقدة من الاتصالات والطرق التي تمتد عبر غرب وشمال إفريقيا، بين ‏دول ليبيا والجزائر ومالي والنيجر ونيجيريا، لتسهيل تحركات مقاتليه.‏

وحذر من نشاط توسعي تقوم به الجماعات الإرهابية في تلك المنطقة، ‏مستغلة ضعف بعض الأنظمة الحاكمة، مستفيدة في ذات الوقت من ‏الأزمات السياسية المحلية.‏




سكاي نيوز عربية