أخبار لبنان

هل "تطير" السنة الدراسيّة المقبلة؟

تم النشر في 12 آب 2021 | 00:00

تتكاثرُ الازمات بشكلٍ غير مسبوق في لبنان، لدرجة أنَّ المواطنَ بات يعجزُ عن لملمة تداعياتها ‏التي تُلقي بثقلها على مختلف نواحي حياته ويوميّات عائلته الصّغيرة‎.‎

أزمةُ التَّعليم هي واحدةٌ من المصائب التي حلّت بنا، فقد أصاب وابلٌ من الضربات هذا القطاع ‏في الصّميم، طارحاً جملة تحدِّيات وتساؤلات أبرزها: هل من عامٍ دراسيّ في أيلول؟

في هذا السيّاق، أعلن نقيب المعلّمين في المدارس الخاصّة رودولف عبّود، في حديث لموقع‎ ‎mtv، أنّ "المعلّمين لن يتمكّنوا من العودة إلى المدارس في شهر أيلول، كما لن يتمكّن الأهل من ‏إرسال أولادهم إلى الصفوف، مع تفاعل المأساة المعيشيّة وتدهور القدرة الشرائيّة للرواتب ‏واستمرار تفشّي فيروس كورونا‎".‎

وأفاد عبود بأنّ "اجتماعات متلاحقة ستُعقَد في الساعات المقبلة في وزارة التربية لإيجاد المخارج ‏بالنسبة إلى الأزمات المتراكمة، وعل رأسها مشكلة النقل في ظلّ أزمة البنزين والمازوت‎".‎

من جهته، إختصر مصدرٌ تربوي لموقعنا الاشكاليّات العديدة التي قد تؤدّي في نهاية المطاف الى ‏انهيار هذا القطاع وحرمان العديد من الاطفال في لبنان من حقّ التعليم إن كان حضوريّاً أو من ‏المنازل، أبرزها‎:‎

‎ ‎المحروقات

‏ إنّها الازمة المُستجدّة التي تنقسم الى شقّين، البنزين والمازوت. فمن جهة، لن يتمكّن الاساتذة ‏والمعلّمون من الحضور الى المدارس للتعليم في حال رُفع الدّعم كليّاً عن البنزين، ومن جهة ‏أخرى، لن يستطيع الاهل إرسال أولادهم للسّبب نفسه، فضلاً عن أنّ تكاليف النّقل المشترك في ‏الحافلات المدرسيّة باتت مرتفعة جدّاً. فقدان المازوت سيُحتّم بدوره إطفاء المولّدات، وبالتالي ‏غياب الانارةوالتدفئة والانترنت عن المدارس والمنازل على حدٍّ سواء‎.‎

‎ ‎كورونا

‏ رغم تشديد لجنة متابعة فيروس كورونا خلالاجتماعاتها على أهميّة تحصين قطاع التّعليم صحيّاً ‏عبر التطعيم، إلاّ أن المتحوّرات الجديدة والبطء في حملة التّلقيح والمؤشّرات الخطيرة التي عادت ‏لتظهر تؤكّد أنّ المدارس قد تكون قنابل موقوتة خصوصاً بعدما كشفته تقارير أخيرة عن أنّ ‏الاصابات بمتحوّر "دلتا" زادت 5 أضعاف عند الاطفال الذين أصبحوا النّاقل الاساسي والصّامت ‏للفيروس. أضف الى ذلك، إرتفاع أسعار موادّ التّعقيم بشكلٍ كبير على وقع الغلاء الفاحش، وعدم ‏قدرة الاهل والمدارس على شراء كميّات كبيرة من هذه المواد لحماية التلامذة والمعلّمين‎.‎

‎ ‎الاقساط والقرطاسيّة... والاكل!‏

‏ إنه التحدّي الاكبر أمام الاهل وإدارات المدارس. فالاقساط بما تساويه بالدّولار باتت لا تكفي ‏لدفع رواتب المعلّمين والاداريّين وتأمين المُستلزمات الاساسيّة لتشغيل المدارس، كما أنها، ومع ‏إستفحال الازمة الاجتماعيّة تُشكّل حملاً كبيراً على الاهل الذين قد لا يتمكّنون من دفع ليرة واحدة ‏ممّا يترتّب عليهم، لانّ مسؤولياتهم كبيرة، والمطلوب منهم، بالاضافة الى دفع أقساط أولادهم، ‏شراء القرطاسيّة والكتب والثياب والحاجات الاساسيّة لاطفالهم وأهمّها "الطعام"، لانّنا وصلنا الى ‏نقطة فاصلة حيث بات من المُمكن أن يحضُرتلامذة الى المدارس من دون "ساندويش‎"! ‎

مشاكلٌ جمّة تعترض العام الدراسي المُقبل، قد يكون من البديهي إضافة إليها مشكلة غياب الادارة ‏الحكيمة في هذا القطاع، خصوصاً في وزارة التربية، التي، ورغم الجهود التي تبذلها في ظلّ ‏هذه الظروف الاستثنائيّة، إلاّ أنها لم تصب في غالبيّة قراراتها التي لم ترقَ الى مستوى الازمات‎.‎

وقبل أن يُفارقنا آب اللهّاب بمصائبه ليُسلّم الحِملَالى أيلول، يستحّقُ الاساتذة والاهالي والتلامذة أن ‏تُقال لهم الحقيقة المُجرّدة رغم مرارتها: لا تعليمَ بعد اليوم‎!‎




المركزية ‏