عرب وعالم

مساءلة بلينكن وأوستن.. هل تعرضت واشنطن لخديعة في أفغانستان؟ ‏

تم النشر في 23 آب 2021 | 00:00

على وقع انباء عن هبوط عشرات طائرات النقل العسكرية الأميركية اليوم في ‏مطار كابل، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، زعماء دول ‏‏"مجموعة السبع" التي ترأس دورتها الحالية بريطانيا، إلى عقد اجتماع طارئ ‏لبحث الوضع في أفغانستان، عقب إعلان حركة "طالبان" سيطرتها على العاصمة ‏كابل، قبل أسبوع. واكد في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، ضرورة عمل ‏المجتمع الدولي معا لضمان عمليات الإجلاء الآمنة، ومنع حدوث أزمة إنسانية، ‏ودعم الشعب الأفغاني لتأمين مكاسب السنوات العشرين الماضية‎".‎

المجموعة التي تضم الى بريطانيا، الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا ‏واليابان وكندا ستجتمع غدا، بعدما اجتمع افتراضيا وزراء خارجية المجموعة ‏والمفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ‏الخميس الماضي وبحثوا في التطورات الدراماتيكية في الدولة المنكوبة‎..‎

واستعدادا للقمة وتهيئة لارضية النقاش، اجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ‏مروحة اتصالات، شملت رؤساء اميركا وروسيا وايطاليا بحث خلالها التوقعات ‏ذات الاولوية بعد تسلم طالبان افغانستان. واوضح بيان الاليزيه"ان مكافحة تهريب ‏المخدرات والاسلحة ومقاطعة المنظمات الارهابية الدولية واحترام حقوق المرأة في ‏صدارة ما يتوقعه المجتمع الدولي من الحركة الاسلامية المتشددة". واضاف "ان ‏ماكرون اتفق مع بوتين على ان يكون هناك تنسيق وثيق في المرحلة المقبلة على ‏الصعيد الثنائي وكذلك داخل مجلس الامن وعبر مجموعة العشرين التي ستعقد قمة ‏قريبا لهذه الغاية‎".‎

اما واشنطن المعنية الاولى بالحدث، فتشهد بدورها مواقف وتحركات على هذا ‏المستوى. وزير الدفاع لويد أوستن ألقى بالمسؤولية عما حدث على الجيش الأفغاني ‏واتهمه بعدم الرغبة في القتال وعدم الاستعداد له، فيما تبادل الجمهوريون ‏والديمقراطيون اللوم، فتبنّى الجمهوريون موقفا ضد الرئيس جو بايدن وقراره ‏المتسرع بإعلان سحب القوات الأميركية من أفغانستان قبل نهاية آب الجاري، وهو ‏الموعد الذي حدده اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، في ‏حين القى الديمقراطيون باللائمة على الرئيس السابق دونالد ترامب والجمهوريين، ‏الذين توصلوا إلى اتفاق مع حركة طالبان العام الماضي يقضي بالانسحاب ‏العسكري من أفغانستان قبل نهاية شهر أيار الماضي‎.‎

اوساط دبلوماسية غربية تكشف لـ"المركزية" ان وزير الخارجية انتوني بلينكن ‏ووزير الدفاع سيمثلان مع اخرين من كبار القادة امام لجنة الشؤون الخارجية في ‏الكونغرس للمساءلة حول الخطوة التي اقدمت عليها ادارة بايدن بالانسحاب من ‏افغانستان بعد عشرين عاما، من دون تنسيق مع الحلفاء فتعرضت الى حملة الى ‏انتقادات محلية ودولية واسعة‎.‎

وتعزو الاوساط الانسحاب الاميركي غير المنسق مع الحلفاء الى الاتفاق بين ‏الاميركيين وطالبان الذي عقد في قطر، وتتخلى بموجبه حركة طالبان عن السلاح ‏وتتعهد الدخول في العمل السياسي بعد تحقيق المصالحة وقيام وحدة وطنية افغانية ‏في ضوء حوار بين الحركة والحكومة الافغانية. وتشرح ان"الاخوان" ومستشارين ‏في ادارة بايدن دخلوا بقوة على الخط وبدلوا المعطيات فنسفوا الاتفاق وتسببوا ‏بدخول افغانستان في مرحلة جديدة نتيجة تعرض ادارة بايدن الى خدعة وتغيير ‏الاتفاق الامر الذي قلب المشهد داخل افغانستان. فكان اجتياح طالبان الذي قاد الى ‏فوضى وانهيار السلطة والمؤسسات. فهل يقتنع حلفاء واشنطن في المجموعة ‏بالتبرير الاميركي بعدما اغتاظوا من تصرفها الآحادي المفاجئ أم يبقى الجمر ‏الاوروبي تحت الرماد الافغاني‎.‎