على وقع انباء عن هبوط عشرات طائرات النقل العسكرية الأميركية اليوم في مطار كابل، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، زعماء دول "مجموعة السبع" التي ترأس دورتها الحالية بريطانيا، إلى عقد اجتماع طارئ لبحث الوضع في أفغانستان، عقب إعلان حركة "طالبان" سيطرتها على العاصمة كابل، قبل أسبوع. واكد في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، ضرورة عمل المجتمع الدولي معا لضمان عمليات الإجلاء الآمنة، ومنع حدوث أزمة إنسانية، ودعم الشعب الأفغاني لتأمين مكاسب السنوات العشرين الماضية".
المجموعة التي تضم الى بريطانيا، الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا ستجتمع غدا، بعدما اجتمع افتراضيا وزراء خارجية المجموعة والمفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الخميس الماضي وبحثوا في التطورات الدراماتيكية في الدولة المنكوبة..
واستعدادا للقمة وتهيئة لارضية النقاش، اجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مروحة اتصالات، شملت رؤساء اميركا وروسيا وايطاليا بحث خلالها التوقعات ذات الاولوية بعد تسلم طالبان افغانستان. واوضح بيان الاليزيه"ان مكافحة تهريب المخدرات والاسلحة ومقاطعة المنظمات الارهابية الدولية واحترام حقوق المرأة في صدارة ما يتوقعه المجتمع الدولي من الحركة الاسلامية المتشددة". واضاف "ان ماكرون اتفق مع بوتين على ان يكون هناك تنسيق وثيق في المرحلة المقبلة على الصعيد الثنائي وكذلك داخل مجلس الامن وعبر مجموعة العشرين التي ستعقد قمة قريبا لهذه الغاية".
اما واشنطن المعنية الاولى بالحدث، فتشهد بدورها مواقف وتحركات على هذا المستوى. وزير الدفاع لويد أوستن ألقى بالمسؤولية عما حدث على الجيش الأفغاني واتهمه بعدم الرغبة في القتال وعدم الاستعداد له، فيما تبادل الجمهوريون والديمقراطيون اللوم، فتبنّى الجمهوريون موقفا ضد الرئيس جو بايدن وقراره المتسرع بإعلان سحب القوات الأميركية من أفغانستان قبل نهاية آب الجاري، وهو الموعد الذي حدده اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، في حين القى الديمقراطيون باللائمة على الرئيس السابق دونالد ترامب والجمهوريين، الذين توصلوا إلى اتفاق مع حركة طالبان العام الماضي يقضي بالانسحاب العسكري من أفغانستان قبل نهاية شهر أيار الماضي.
اوساط دبلوماسية غربية تكشف لـ"المركزية" ان وزير الخارجية انتوني بلينكن ووزير الدفاع سيمثلان مع اخرين من كبار القادة امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس للمساءلة حول الخطوة التي اقدمت عليها ادارة بايدن بالانسحاب من افغانستان بعد عشرين عاما، من دون تنسيق مع الحلفاء فتعرضت الى حملة الى انتقادات محلية ودولية واسعة.
وتعزو الاوساط الانسحاب الاميركي غير المنسق مع الحلفاء الى الاتفاق بين الاميركيين وطالبان الذي عقد في قطر، وتتخلى بموجبه حركة طالبان عن السلاح وتتعهد الدخول في العمل السياسي بعد تحقيق المصالحة وقيام وحدة وطنية افغانية في ضوء حوار بين الحركة والحكومة الافغانية. وتشرح ان"الاخوان" ومستشارين في ادارة بايدن دخلوا بقوة على الخط وبدلوا المعطيات فنسفوا الاتفاق وتسببوا بدخول افغانستان في مرحلة جديدة نتيجة تعرض ادارة بايدن الى خدعة وتغيير الاتفاق الامر الذي قلب المشهد داخل افغانستان. فكان اجتياح طالبان الذي قاد الى فوضى وانهيار السلطة والمؤسسات. فهل يقتنع حلفاء واشنطن في المجموعة بالتبرير الاميركي بعدما اغتاظوا من تصرفها الآحادي المفاجئ أم يبقى الجمر الاوروبي تحت الرماد الافغاني.