عرب وعالم

‎"‎داعش خراسان" عدو "طالبان".. تنظيم دموي لا يرحم حتى الأطفال

تم النشر في 27 آب 2021 | 00:00

خلال الأيام الماضية، عاد تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان إلى ‏الأضواء، وكانت البداية مع تحذيرات من شنه هجمات إرهابية في ‏العاصمة كابل، وسرعان ما وقعت تلك الهجمات مخلفة حصيلة ثقيلة‎.‎

وتبنى داعش في أفغانستان، الذي يعرف باسم "ولاية خراسان"، ‏التفجيرين الداميين اللذين وقعا خارج مطار كابل، مما أسفر عن مقتل 72 ‏شخصا، من بينهم 13 جنديا أميركيا‎.‎

وقبل يومين من الهجوم، حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، من أن كل ‏يوم إضافي في أفغانستان هو يوم يخطط فيها "داعش خراسان" لشن ‏هجوم إرهابي على المطار لضرب القوات الأميركية والقوات الحليفة ‏والمدنيين الأبرياء وهذا بالفعل ما حدث‎.‎

ويعرف تنظيم "ولاية خراسان" بأنه العدو اللدود لحركة طالبان، حيث ‏خاض الطرفان معارك عنيفة في الماضي‎.‎

بداية التنظيم‎ ‎

وتأسس هذا التنظيم في أفغانستان عام 2015، ويحمل اسما قديما لآسيا ‏الوسطى التي تضم أفغانستان، وفق صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية‎.‎

وارتكب التنظيم الإرهابي فظائع يندى لها الجبين في أفغانستان، مثل ذبح ‏‏16 شخصا بينهم رضيعان حديثا الولاة في مستشفى تديره جمعية أطباء ‏بلا حدود في كابل عام 2020، إضافة إلى هجوم مسلح على جامعة كابل ‏في العام نفسه مما أدى إلى مقتل 22 طالبا‎.‎

وكذلك استهدف مدرسة للبنات في العاصمة الأفغانية بعدة سيارات مفخخة ‏ما أسفر عن سقوط أكثر من 40 قتيلا‎.‎

قادة التنظيم

‎ ‎وجاء انطلاق الفرع الجديد من داعش، بعدما اختار زعيم التنظيم أبو ‏بكر البغدادي، الباكستاني حافظ سعيد خان، المقاتل السابق في حركة ‏طالبان باكستان "أميرا" لـ"داعش خراسان‎".‎

وكان خان قد بايع البغدادي زعيما في عام 2014، جالبا معه عددا من ‏قادة طالبان باكستان‎.‎

وتولى القيادي السابق في حركة طالبان الأفغانية، عبد الرؤوف كاظم، ‏منصب نائب خان‎.‎

ويضم تنظيم "ولاية خراسان" خليطا من المسلحين المتنمين في السابق ‏إلى فصائل مسلحة مثل طالبان باكستان و"جماعات عسكر الإسلام" ‏الإرهابية، و"شبكة حقاني" في أفغانستان، و"جماعة الدعوة"، والحركة ‏المتشددة في أوزباكستان‎.‎

ووصل عدد مسلحي التنظيم الإرهابي إلى نحو 3- 4 آلاف في عام ‏‏2016، إبان توسع التنظيم الأم "داعش" في سوريا والعراق‎.‎

لكن التنظيم مني بنكسات عسكرية متتالية في ولاية غوزغان، شمالي ‏أفغانستان، عام 2018 بحسب تقرير للأمم المتحدة‎.‎

ويقول مركز الدراسات الاستراتيجية إن قدرة داعش في أفغانستان ‏تراجعت كثيرا، إلى حد أن عدد مسلحيه أصبحوا ما بين 1500و2000 ‏فقط في 2018‏‎.‎

وعلى الرغم من تعرض "داعش خراسان" لضربات قوية وخسارة الكثير ‏من مصادر التمويل في 2020، إلا أنه لا يزال يحتفظ بقوة عسكرية في ‏مناطق صغيرة، بولايتي كونار وننغرهار شرقي كابل‎.‎

ويعمل التنظيم حاليا على طريقة اللامركزية والخلايا الصغيرة، مثل تلك ‏التي نفذت الهجوم في مطار كابل، وتشكل طريقة التنظيم الحالية خطرا ‏على أفغانستان والمنطقة ككل، وفق تقرير مركز الدراسات الأميركي‎.‎

وقتل زعيم "ولاية خراسان" الأول حافظ خان ومعه 30 مسلحا من ‏التنظيم في غارة أميركية بطائرة دون طيار عام 2015‏‎.‎

وحلّ مكانه شخص يدعى "عبد الحسيب"، قتل هو الآخر في هجوم ‏للقوات الخاصة الأفغانية في عام 2017 بولاية ننغهار شرقي أفغانستان‎.‎

ويعتقد أنه العقل المدبر للهجوم الذي استهدف المستشفى العسكري في ‏العاصمة كابل في العام نفسه، مما أسفر حينها عن مقتل نحو 50 شخصا‎.‎

ولم يبق خليفته، المدعو "أبو سيد" سوى شهرين في موقعه قبل أن يقتل ‏مع مسلحين آخرين في التنظيم، جراء غارة أميركية في ولاية كونار‎.‎

ويعتقد أن زعيم "داعش خراسان" منذ يونيو 2020 شخص يطلق على ‏نفسه "الشاب المهاجر"، كما يحمل اسما آخر هو "سناء الله‎".‎

وتولى هذا الشخص القيادة، بعد اعتقاله الزعيم السابق "أسلم فاروقي" ‏على أيدي القوات الخاصة الأفغانية‎.‎

ويعتقد أن "الشاب المهاجر" كان قياديا متوسطا في "شبكة حقاني"، وربما ‏لا يزال على تواصل مع هذه الحركة الإرهابية‎.‎

ما العلاقة بين داعش وطالبان؟‎ ‎

لطالما اعتبر "داعش خراسان" حركة طالبان غير متمسكة بـ"تعاليم ‏الإسلام"، وتناقلت وسائل إعلام محلية، الخميس، بيانا لم يتنس التأكد منه ‏يتهم فيه "داعش خراسان" حركة طالبان بأنها "شريكة الجيش الأميركي" ‏وتساعده على "إجلاء جواسيسه" من أفغانستان‎.‎

وفي الماضي القريب، تبادلت طالبان و"داعش خراسان" شن الهجمات ‏المميتة ضد بعضهما البعض‎.‎

وتعتبر حركة طالبان تنظيم داعش في أفغانستان تهديدا لها‎.‎