عرب وعالم

بايدن: المُهمّة في أفغانستان لم تنته بعد

تم النشر في 1 أيلول 2021 | 00:00

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أن أميركا أنهت أكبر عملية ‏إجلاء في التاريخ، مشيرا الى أن "أميركا أنهت في أفغانستان أطول ‏الحروب في تاريخها"، لكنه اعتبر أن "المهمة في أفغانستان لم تنته بعد‎".‎

ووقال في كلمة من البيت الأبيض حول انتهاء عمليات الإجلاء: "نجحنا ‏بإجلاء عشرات الآلاف من أفغانستان رغم استهداف داعش لمطار كابل"، ‏وصفاً الإجلاء من أفغانستان بـ"التاريخي" و"العملية الناجحة" ‏والاستثنائية‎.‎

أضاف أن واشنطن نجحت "بإخراج 90% من الأميركيين الراغبين ‏بمغادرة أفغانستان"، معرباً عن تصميمه على "إجلاء من تبقى من ‏الأميركيين في أفغانستان‎".‎

وشدد بايدن على ضرورة "عدم نسيان التضحيات التي قدمناها في ‏أفغانستان". وتابع: "رغم تدريبنا وتسليحنا للقوات الأفغانية لكنها انهزمت ‏ولم تقاتل"، قائلاً إن "الشعب الأفغاني راقب انهيار دولته وهروب ‏رئيسه‎".‎

كما ذكر بأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب "وقع اتفاقا مع ‏طالبان يحدد 31 أغسطس مهلة للانسحاب"، مضيفاً: "تسلمي للسلطة ‏تزامن مع صعود قوي لطالبان في أفغانستان‎".‎

وتابع: "كنت أمام خياري التصعيد أو الانسحاب"، مضيفاً: "أتحمل ‏مسؤولية قرار الانسحاب من أفغانستان". كما أكد أن المستشارين ‏العسكريين أجمعوا على ضرورة أن تتم عملية الإجلاء من مطار كابل، ‏وليس من قاعدة باغرام‎.‎

واعتبر أن "كل عمليات الإجلاء ترافقها مخاطر وتهديدات"، متسائلاً: "ما ‏هي مصلحة أميركا في إطالة بقائها في أفغانستان؟". وتابع: "ذهبنا إلى ‏أفغانستان لحماية أميركا من الهجمات الإرهابية.. لا مصلحة لنا بالبقاء ‏في أفغانستان باستثناء ردع أي هجوم على أميركا.. حان الوقت للخروج ‏من أفغانستان‎".‎

في سياق آخر قال بايدن: "سنتابع أفعال حركة طالبان وقدرتها على الوفاء ‏بالتزاماتها"، مشدداً على أن "المهمة في أفغانستان لم تنته بعد‎".‎

وأردف: "سنواصل دعم الأفغان بالطرق الدبلوماسية وبالمساعدات ‏الإنسانية"، معتبراً أن "نشر الجنود في أفغانستان لا يوفر الأمن والسلامة ‏لأميركا‎"‎‏.‏

وأكد "سنواصل مكافحة الإرهاب في أفغانستان ودول أخرى دون حروب ‏برية". معلناً "انتهاء حقبة التدخلات العسكرية الكبرى لإعادة تشكيل ‏وبناء الدول". كما وجّه كلامه لتنظيم داعش قائلاً: "لم ننته منكم بعد.. ‏الولايات المتحدة لن تسامح ولن تنسى وسنطاردكم‎".‎

كما شدد بايدن على أهمية "الاعتماد على الاستراتيجية عبر الأفق في ‏أفغانستان"، أي الضربات الجوية للقضاء على تنظيمات إرهابية‎.‎

وقال إن "روسيا والصين تريدان لأميركا البقاء لعقد إضافي في ‏أفغانستان"، معتبراً أن الأولوية الآن يجب توجيهها للتنافس مع الصين ‏وروسيا. أكد أن الولايات المتحدة أنفقت في أفغانستان تريليوني دولار ‏‏"في حرب لم تعد تخدم مصالح أميركا‎".‎

وتابع بايدن: "الحرب في أفغانستان وضعت أوزارها.. خروجي من ‏أفغانستان وفاء لوعد قطعته.. لن أرسل جيلا جديدا من الأميركيين إلى ‏أفغانستان‎".‎

وختم قائلاً: "حان الوقت لإسدال الستار على حرب أفغانستان بعد عقدين ‏من التضحيات"، معتبراً أن "الخروج من أفغانستان كان الخيار الأفضل ‏للولايات المتحدة‎".‎

وكان وضع حد "للحرب التي لا تنتهي" في أفغانستان أحد أكبر وعود ‏بايدن أثناء حملته الانتخابية، وكانت الفكرة تحظى بشعبية واسعة‎.‎

وبعد مقتل 2356 عسكرياً أميركياً وجرح عدة آلاف آخرين، وإنفاق ما ‏يقدر بنحو 2.3 تريليون دولار في مسعى للانتصار على طالبان، عاد ‏المتمردون إلى السلطة مع فقدان الأميركيين الاهتمام بالحرب. لكن ‏الانسحاب الذي انتهى بمغادرة آخر القوات والدبلوماسيين جواً عند ‏منتصف ليل الثلاثاء من كابل، اعتبره كثيرون في الولايات المتحدة ‏هزيمة نكراء‎.‎

ويجد بايدن الذي يتحمل تلك الهزيمة، نفسه الآن في وضع سياسي هشّ‎.‎

وبعد رحلات إجلاء استمرت أسبوعين، وهي عملية ضخمة شابها هجوم ‏انتحاري أسفر عن مقتل 13 جندياً أميركياً وعشرات الأفغان، ترك بايدن ‏للبنتاغون ووزارة الخارجية مسؤولية إصدار إعلان إتمام الانسحاب ‏الاثنين‎.‎

وكان الرئيس الأميركي قد حضر الأحد وصول النعوش التي تحوي ‏رفات القتلى العسكريين الثلاثة عشر إلى الأراضي الأميركية، وهم آخر ‏عسكريين أميركيين يموتون في حرب لم يعد الرأي العام يدعمها منذ فترة ‏طويلة‎.‎

وظهر بايدن علناً لفترة وجيزة الإثنين لعقد لقاء عبر تقنية الفيديو مع ‏مسؤولين محليين في ولاية لويزيانا لمناقشة الاستجابة لإعصار أيدا، لكنه ‏لم يجب على أسئلة الصحافيين‎.‎




العربية.نت