عرب وعالم

‏"معارك مستعرة" في بانشير.. و"طالبان" تسيطر على 10 مواقع

تم النشر في 2 أيلول 2021 | 00:00

أعلنت حركة طالبان، الخميس، أنها سيطرت على 10 مواقع لجبهة المعارضة في إقليم بانشير ‏شمال شرقي أفغانستان، في محاولة لمحو ذكريات فشلها المتكرر في هذا الهدف خلال حكمها ‏السابق 1996-2001.‏

وقالت إن العشرات من عناصر المعارضة قتلوا هناك، فيما أكد مقاتلو بانشير إلحاق خسائر ‏فادحة بحركة طالبان.‏

ودعت حركة طالبان المقاتلين المناهضين لها في وادي بانشير إلى إلقاء سلاحهم، مشيرة إلى أن ‏محادثاتها حتى الآن فشلت بحل الأزمة سلميا.‏

معارك ليلة الأربعاء

ووفق ما نقلته مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" فإن "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية" تصدت، ليل ‏الثلاثاء الأربعاء، للهجمات التي شنتها طالبان، وأسقطت 30 قتيلا و15 جريحا وعددا من ‏الأسرى في صفوف الحركة، بخلاف الاستيلاء على معدات عسكرية.‏

وأوضح رئيس أركان الجيش الوطني الأفغاني الأسبق بسم الله خان محمدي عبر تويتر أن حركة ‏طالبان انسحبت من الإقليم بعد تكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.‏

وأكد عبد القادر فقیر زاده، أحد أبناء "وادي بانشير" ومقرب من قائد الإقليم وقائد جبهة المقاومة ‏أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، الذي كان أحد القادة الرئيسيين لمقاومة الاحتلال السوفيتي ‏للبلاد في ثمانينات القرن الماضي، أن "جبهة المقاومة الوطنية" لديها كافة الاستعدادات لأي ‏هجوم من طالبان.‏

أضاف فقير زاده لـ"سكاي نيوز عربية" أن حركة تطوع واسعة يقوم بها شباب بانشير والمدن ‏الأفغانية الرافضة لسيطرة طالبان على السلطة للانضمام لصفوف القتال.‏

ويتزامن الهجوم إعلان أحمد مسعود شرطا لإلقاء سلاحه، وهو: "إذا ما اعتزمت طالبان تقاسم ‏السلطة مع الجميع"، وفق تصريحاته لمجلة "فورين بوليسي".‏

في وقت سابق، دعا مسعود الولايات المتحدة والأفغان في الخارج إلى دعم "لجان المقاومة" ضد ‏طالبان، التي انضم إليه نائب الرئيس السابق أمر الله صالح.‏

وارتفعت أيضا أصوات عسكرية وسياسية أفغانية تدعو للتوجه نحو الولاية وتكرار ما يوصف ‏بـ"ملحمة بانشير" في مواجهة الاحتلال السوفيتي.‏

موقع استراتيجي وثكنة عسكرية

ويمتد وادي بانشير الطويل والعميق لحوالي 120 كم من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي من ‏العاصمة كابل، وتحميه الجبال ذات القمم العالية التي يصل ارتفاعها إلى 3000 متر.‏

هذه الجبال هي حواجز طبيعية تحمي الإقليم في مواجهة الهجوم الخارجي ما يجعله ثكنة عسكرية ‏شديدة التحصين، مع توفر الغذاء والمياه، فهناك 126 واديًا كبيرًا وعشرات الأودية الصغيرة ‏تجعله قادر على الصمود أمام الحصار الطويل.‏

ومن عناصر الأهمية الاستراتيجية للإقليم ارتباطه بسبع ولايات أفغانية، وهي "تخار" و"بغلان"، ‏في الشمال، و"كابيسا" من الجنوب، و"نورستان" و"بدخشان" في الشرق والشمال الشرقي، ‏و"لغمان" من الجنوب الشرقي، و"پروان" في غرب بانشير، ما يشكل تهديد لحركة طالبان في ‏حالة بقاء الوادي خارج سيطرتها.‏

صراع عرقي في الخلفية

وتقفز الناحية العرقية ضمن الأسباب القوية للعداوة بين سكان الإقليم المنتمي أكثرهم لعرقية ‏الطاجيك وحركة طالبان المنتمي كثير منها لعرقية البشتون، إضافة إلى جروح قديمة ممثلة في ‏اتهام طالبان بالتسبب في اغتيال اثنين من زعماء الطاجيك هما برهان الدين رباني وأحمد شاه ‏مسعود، وفي المقابل دعَّم الإقليم الغزو الأميركي المناهض لحركة طالبان في 2001.‏

وقبيل سيطرة طالبان على كابل، يُعتقد أن الإقليم أصبح ملاذًا لمخزون كبيرة من الأسلحة.‏

ومنذ أيام شهدت شاريكار عاصمة ولاية پروان مفاوضات بين ممثلي طالبان والمقاومة الوطنية ‏في بانشير، أبدت فيها طالبان الاستعداد لنبذ الحل العسكري، إلا أنها أعلنت أن الإقليم تحت ‏الحصار.‏




سكاي نيوز عربية