عرب وعالم

تهديدات تلوح في الأفق.. أوروبا تترقّب دوّامة من الإرهاب

تم النشر في 2 أيلول 2021 | 00:00

تحشد أوروبا قوَّاها لتدفع عن نفسها خطر موجة متوقعة من اللاجئين الأفغان، ‏تخشى أن تحمل بداخلها إرهابيين متخفين، وتحسبا من ذلك، وصل الأمر ببعض ‏المسؤولين الأوروبيين التأكيد أن بلادهم لن تفتح أبوابها أمام الأفغان.‏

وتجد أوروبا نفسها في هذه الأيام أمام تهديدات إرهابية غير مسبوقة، وفي وقت ‏واحد، سواء من المتسللين في موجة اللاجئين، أو تجنيد الإرهابيين لشباب ‏موجودين على أراضيها لاستغلالهم كـ"ذئاب منفردة"، أو في نشر الإرهاب بها ‏عبر الإنترنت.‏

وألقت تلك المخاوف بظلالها على الاجتماع الأخير لوزراء داخلية الاتحاد ‏الأوروبي، إذ طالبت بعض الدول بمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا تجنبا لسيناريو ‏عام 2015 الذي شهد تدفق اللاجئين السوريين، مع دعم دول الجوار لأفغانستان ‏لاستضافة الفارين.‏

وشدد رئيس وكالة مراقبة الحدود الأوروبية فرونتكس، فابريس ليغيري، على أن ‏تحمي أوروبا نفسها من استقبال أشخاص على صلة بحركات إرهابية.‏

في وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء السلوفيني، يانيز يانشا، الذي تتولى بلاده ‏رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، أن أوروبا لن تفتح أبوابها أمام الفارين من ‏أفغانستان لأنه "ليس من واجب الاتحاد الأوروبي أو سلوفينيا مساعدة أو الدفع لكل ‏شخص على هذا الكوكب يفر في وقت بإمكانه القتال من أجل وطنه".‏

أما تصريحات بعض المسؤولين الأوروبيين المرحّبة بالأفغان، فتخص من تعاونوا ‏مع جيوش هذه البلدان في أفغانستان وبعض من يوصفوا بالنشطاء الحقوقيين فقط.‏

‏ وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون في بيان، الأربعاء: "ندين ‏بالكثير للذين عملوا مع القوات المسلحة في أفغانستان وأنا مصمم على منحهم مع ‏عائلاتهم الدعم الذي يحتاجونه لإعادة بناء حياتهم هنا في المملكة المتحدة".‏

مظاهر التهديد

وينقل حسن خضر، نائب رئيس المجلس الاتحادي للهجرة بالحزب الاشتراكي ‏الديمقراطي بألمانيا، صورة لحالة الحذر الأوروبية المتزايدة هذه الأيام بشأن ‏الإرهاب العابر للقارات، سواء المختبئ في اسم لاجئين، أو باستقطاب المراهقين ‏عبر تطبيقي "تليغرام" و"كلوب هاوس".‏

ويرجع خضر في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" أحد أسباب نجاح التنظيمات ‏الإرهابية في الاستقطاب إلى فشل مهاجرين في الاندماج في أوروبا، ولجوئهم ‏للعزلة في مجتمع مواز.‏

ورغم انحسار المساحة الجغرافية التي سيطر عليها تنظيم داعش في سوريا ‏والعراق منذ 2019، إلا أن مخاطره قائمة في شكل " الذئاب المنفردة" و" الخلايا ‏النائمة" التي تستغل الإنترنت لإرسال تهديدات لدول أوروبية، ورصدت إيطاليا في ‏يوليو محتوى مرئي يهددها بأعمال إرهابية.‏‎ ‎وبحسب خضر، فإن الشرطة الألمانية تلقت منذ يوليو 330 تسجيلا لحالة خطرة في ‏مجال "الفكر المتطرف"، من بينهم 186 ألمانيا أو يحملون جنسية ثانية، و114 ‏تهديدا محتملا من أجانب بينهم 61 سوريا و17 عراقيا و13 روسيا و11 تركيا، ‏إضافة إلى 8 أشخاص غير محددين الجنسية.‏

وسائل التصدي

وفي الأشهر الأخيرة، ضبطت إيطاليا خلية تحول أموالا للتنظيمات الإرهابية في ‏روسيا وألمانيا وتركيا وصربيا، وفككت فرنسا شبكة تحويلات مالية تدعم جماعات ‏في سوريا، إضافة إلى رصد الدنمارك خلية تنتمي لداعش.‏

كذلك رصدت استخبارات فرنسا والنمسا وبلجيكا وألمانيا تحركات لعناصر تنظيم ‏الإخوان الإرهابي، ما دفعهم للتوصية بمراقبة المؤسسات الدينية والخيرية.‏

وعن طرق مكافحة التطرف في أوروبا، يجد حسن خضر في برامج التوعية في ‏المدارس بقيم التسامح وتقبل الآخر وسيلة لذلك، بجانب تشديد الرقابة على المحتوى ‏المنشور على الإنترنت.‏





سكاي نيوز عربية ‏