لقي شاب تونسي حتفه، بعد أن أضرم النار في نفسه، احتجاجا على نقص المساعدات الحكومية، وفقا لوكالة فرانس برس.
ولفظ ناجي الحفيان (26 عاما) أنفاسه الأخيرة السبت في مستشفى في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة، وأفاد والده بشير الحفيان أنه أشعل النار في نفسه، الخميس، أمام عائلته بسبب ظروفه الاجتماعية القاسية.
وقال إن "الظلم والتهميش هما ما دفعا ابني إلى إنهاء حياته".
وأصيب ناجي الحفيان خلال الثورة برصاصة في الرأس وكان يبلغ حينها 16 عاما. وكان يقيم في حي الانطلاقة الشعبي في تونس العاصمة، حيث اندلعت مظاهرات عنيفة بين كانون الاول 2010 وكانون الثاني 2011.
وأفادت شقيقته زهرة الحفيان بأنه لم يتلق أي مساعدة من السلطات وشعر بتجاهل تام، رغم أن اسمه مدرج في القائمة الرسمية لجرحى الثورة.
وقالت "لم يستفد أخي من أي حقوق، لا رعاية صحية مجانية ولا وظيفة. طرق كلّ الأبواب لكنه لم يجد سوى الإهمال، حتى من رئيس الجمهورية".
من جهتها، لفتت المحامية لمياء الفرحاني رئيسة جمعية "أوفياء" التي تدافع عن حقوق "شهداء وجرحى" الثورة، في تصريح لوكالة فرانس برس، إلى أن جرحى آخرين "يهددون بوضع حد لحياتهم".
واعتبرت الفرحاني أنه "لا توجد إرادة سياسية لضمان الحد الأدنى من الحقوق" لهؤلاء الضحايا، مضيفة أن "الدولة والحكومات المتعاقبة منذ 2011 مسؤولة عن حالة اليأس السائدة في صفوفهم".
وكان الرئيس قيس سعيد قد أقال حكومة هشام المشيشي بعد إخفاقها في تلبية تطلعات الشعب التونسي وجمد عمل البرلمان الذي تهيمن عليه حركة النهضة الإسلامية التي تواجه غضبا شعبيا واسعا في البلاد لإخفاقها السياسي وعرقلتها للعمل الحكومي.