استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الخميس، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة في العاصمة القاهرة، بحضور رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ورئيس جهاز المخابرات العامة عباس كامل.
ورحب السيسي بالدبيبة في زيارته إلى مصر للمشاركة في اجتماعات اللجنة العليا المصرية الليبية المشتركة، مؤكدا الأولوية القصوى التي توليها مصر لعودة الاستقرار إلى ليبيا وتمكينها من استعادة دورها إقليمياً ودوليا، حسب بيان الرئاسة المصرية.
موقف مصر
كما شدد على موقف مصر الثابت تجاه احترام السيادة الليبية والحفاظ على وحدة أراضيها، ورفض كافة أشكال التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي، فضلاً عن تعزيز تماسك المؤسسات الوطنية الليبية وتوحيد الجيش الوطني الليبي لحماية مقدرات الشعب الليبي وتفعيل ارادته الحرة.
وأشاد بمساعي حكومة الدبيبة على المستوى الداخلي لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطن الليبي، معربا عن ثقته في قدرة الشعب الليبي الشقيق على التغلب على كافة التحديات الآنية التي تواجهه وصولاً إلى إعادة بناء دولة حديثة قوية تتمكن من إرساء دعائم الأمن والاستقرار في كافة أنحاء ليبيا.
قانون انتخاب الرئيس في ليبيا
وشهد اللقاء التباحث حول مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، حيث ثمن السيسي صدور قانون الانتخابات مؤخراً عن مجلس النواب الليبي، باعتبارها خطوة مهمة على صعيد تنفيذ استحقاقات خريطة الطريق التي أقرها الليبيون، وصولاً إلى عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها المحدد بنهاية العام الجاري.
وأعرب عن استعداد مصر لتقديم كافة الإمكانات الضرورية من أجل مساعدة الليبيين على تهيئة المناخ المطلوب من أجل تنفيذ هذا الاستحقاق الانتخابي البالغ الأهمية، احتراما وإنفاذا لإرادة الشعب الليبي المقدرة، وانطلاقاً من مبادئ السياسة المصرية القائمة على التعاون والبناء والتنمية واحترام قيم ومبادئ حسن الجوار.
نقل الخبرات المصرية إلى ليبيا
من جانبه، أكد الدبيبة التقدير والاعتزاز الشديدين من بلاده على المستويين الرسمي والشعبي للدور المصري البالغ الأهمية بقيادة الرئيس السيسي في تثبيت السلم والاستقرار في ليبيا، في ظل العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين، لا سيما فيما يتعلق بدعم المؤسسات الوطنية الليبية، ونقل الخبرات المصرية ذات الثقل في مجالات إعادة الإعمار والتنمية لليبيا، بما يلبي تطلعات الشعب الليبي نحو الحياة الآمنة والكريمة.
وأعرب في هذا الإطار عن التطلع للارتقاء بالعلاقات المصرية الليبية في كافة المجالات لما فيه صالح الشعبين الشقيقين، ودعم الاستثمارات المصرية لتنفيذ المشروعات المختلفة على الأراضي الليبية.
24 اتفاقية بين البلدين
وأعلنت وزيرة التعاون الدولي المصرية رانيا المشاط، إعداد 13 اتفاقية مشتركة سيجري توقيعها خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، تشمل التعاون في مجالات: "البنية التحتية والشباب والرياضة والتأمينات الاجتماعية والمواصلات والكهرباء والبترول".
وأشارت إلى أهمية اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين ليبيا ومصر الذي ينعقد لأول مرة منذ عام 2009، منوهة إلى أنه "دليل على عمق العلاقات بين البلدين بتوجهات رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي".
وتنضم الـ 13 اتفاقية إلى 11 أخرى أبرمت بين الجانبين، خلال زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي طرابلس على وفد حكومي كبير، في نيسان/أبريل الماضي، والتي شملت أيضا مجالات الكهرباء والنقل والاتصالات وغيرها.
وقال الباحث السياسي الليبي أحمد المهداوي، إن ليبيا تحتاج مساهمة مصر في إعادة الإعمار، والقاهرة لديها جانب كبير من الخبرات في هذا الشأن، ظهرت منذ تولي الرئيس السيسي زمام الأمور، إضافة إلى إعادة هيكلة المؤسسات الليبية، ومصر تستطيع المساعدة في ذلك، مردفا بأن القاهرة كانت إلى جانب ليبيا منذ العهد الملكي، و"لا يمكن أن الاستغناء عنها".
وأشاد، في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية"، بالدور المصري الكبير خلال سنوات الأزمة الليبية، وسعيها إلى "توحيد الجيش الليبي"، واستضافة الغردقة لاجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" وأيضا لجنة المسار الدستوري المشكلة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.
وتابع: "مصر تسعى إلى حماية أمنها القومي، ودبيبة جاء ليؤكد للرئيس السيسي أن العلاقات ستكون ممتازة بين الطرفين، وهو عكس ما كانت عليه الأحوال خلال حكومة فائز السراج".