عرب وعالم

تونس.. استقالات جديدة تعصف بحركة النهضة

تم النشر في 27 أيلول 2021 | 00:00

ارتفع إجمالي عدد أعضاء حزب "حركة النهضة" في تونس، الذين تقدموا ‏باستقالاتهم من الحزب إلى 131 عضوا، بينهم قياديون، وذلك بعد أن تقدم 18 ‏عضوا آخر باستقالاتهم‎.‎

ووفقا لتقارير، فقد حمل المستقيلون من حركة النهضة قيادتها، وخاصة رئيسها ‏راشد الغنوشي مسؤولية تردي الأوضاع في الحركة‎.‎

وكان 113 عضوا في حزب حركة النهضة تقدموا في وقت سابق باستقالاتهم بشكل ‏جماعي، حسبما أفادت مصادر "سكاي نيوز عربية"‏‎.‎

وكان من بين موقعي بيان الاستقالة، قيادات من الصف الأول، على غرار عبد ‏اللطيف المكي وسمير ديلو ومحمد بن سالم، وعدد من أعضاء مجلس النواب المعلق ‏مثل جميلة الكسيكسي والتومي الحمروني ورباب اللطيف ونسيبة بن علي‎.‎

كما شمل البيان عددا من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي مثل آمال عزوز، ‏وبعض أعضاء مجلس الشورى الوطني ومجالس الشورى الجهوية والمكاتب ‏الجهوية والمحلية‎.‎

أما الأسباب التي دفعت هؤلاء الأعضاء للاستقالة، وفق المصادر، فهي "الاعتراف ‏بالفشل في إصلاح الحزب من الداخل، والإقرار بتحمل القيادة الحالية المسؤولية ‏عما وصلت إليه الحركة من عزلة‎".‎

ومن الأسباب الأخرى لاستقالة الأعضاء الـ131، تحمل النهضة "قدرا مهما من ‏المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في تونس من ترد بشكل عام"، مما استدعى ‏تدخل الرئيس قيس سعيد قبل أسابيع بقرارات وإجراءات استثنائية‎.‎

يشار إلى أن قيس سعيد قرر أواخر شهر يوليو الماضي، إقالة حكومة هشام ‏المشيشي، وتعطيل عمل البرلمان الذي كان تحت سيطرة النهضة، ويترأسه راشد ‏الغنوشي زعيم الحركة، فضلا عن بدء عملية تطهير ومحاسبة شاملة‎.‎

السياسي الذي لحق بالحركة على مدار السنوات الماضية‎.‎

ووصل الحال بالحركة إلى وضع غير مسبوق من الرفض الشعبي والغضب الذي ‏دفع قيس سعيد للإعلان عن الإجراءات التصحيحة في 25 تموز الماضي، بتجميد ‏عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضاءه، وإعفاء عدد من المسؤولين من ‏مناصبهم، فضلاً عن بدء عملية تطهير ومحاسبة شاملة لكافة الأطراف‎.‎

وكانت قيادات حركة النهضة قد أكدت مرارا أن سياسة الغنوشي، التي اتسمت بقدر ‏كبير من الدكتاتورية والتفرد باتخاذ القرار، تسببت في تصعيد حالة الاستقطاب ‏السياسي إلى حد غير مسبوق في البلاد، مطالبين إياه بالاستقالة للحفاظ على ما ‏تبقى من هيكل الحركة‎.‎

كما طالبوه بالإعلان عن عقد المؤتمر العام في أقرب وقت لاختيار قيادات جديدة ‏شابة قادرة على فتح خطوط للتواصل مع الشارع التونسي والقوى السياسية، وكذلك ‏مؤسسات الدولة‎.‎

ووفق المصادر، تعد إقالة الغنوشي مسألة وقت ليس أكثر، مؤكدين أن "تحركات ‏بدأت داخل الحركة لعزله منذ الأسبوع الماضي"، حيث تسعى قيادات لجمع ‏توقيعات من أكبر عدد من الأعضاء لإجباره على التخلي عن منصبه والإعلان عن ‏عقد المؤتمر العام للحركة خلال أسبوعين على الأكثر‎. ‎ويرى مراقبون أن حدة الخلافات والانقسامات داخل حركة النهضة قد تدفع ‏الغنوشي لتقديم استقالته، وإفساح المجال أمام جيل جديد لقيادة الحركة‎.‎

ويفسر المراقبون الصراعات بين الحركة بأنها "جبلية"، مشيرين في الوقت ذاته ‏إلى أن الأزمة الكبرى التي تواجهها النهضة الرفض الشعبي الذي تجلى في رفض ‏دعوة الغنوشي للتظاهر يوم 26 يوليو الماضي، عندما ظل لساعات واقفا أمام ‏البرلمان المغلق في وجهه مع عشرات فقط من أنصاره‎.‎

والشهر الماضي أشعل الغنوشي الصراع الداخلي بقرار إعفاء كل أعضاء المكتب ‏التنفيذي، و"إعادة تشكيله بما يستجيب لمقتضيات المرحلة ويحقق النجاعة ‏المطلوبة"، حسب بلاغ أصدرته النهضة، كما قرر تجميد عضوية عماد الحمامي ‏وإحالته للتحقيق‎.‎




سكاي نيوز عربية ‏