أكد الرئيس التونسي، قيس سعيد، أنه سيتم تشكيل الحكومة بعيدا عن الانتهازيين وأطماعهم وعن تصورات الطبقة السياسية، مؤكدا أن بعض الأطراف لم يعد لهم مكان في تونس بعد أن لفظهم الشعب.
جاء ذلك خلال استقباله الاثنين، بقصر قرطاج، نجلاء بودن، المكلفة بتشكيل الحكومة، في لقاء شدد خلاله على أنه لن يتراجع عن تصوراته ولن يتعامل مرة أخرى مع من نكل بالشعب.
وتحدث رئيس تونس عن فترة ما قبل 25 يوليو قائلا: "لقد تم السطو على إرادة الشعب التونسي من قبل نظام خفي يريد التحكم في الدولة"، مشددا على أنه لن يكون "تحت وصاية أي كان" وأن مهمته هي "تحقيق إرادة الشعب".
وأكد سعيد أن عدد الذين خرجوا إلى الشوارع أمس الأحد لدعم قراراته التي تقضي بتجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه وتوليه كافة السلطات بعد تعليق العمل بعدد من أبواب الدستور، وصل إلى مليون و800 ألف تونسي، مشيرا إلى أن "البلاد تعيش لحظات تاريخية لم تعشها من قبل، وأنه ليس من حق أي مسؤول أن يخيب آمال التونسيين وتطلعاتهم"، داعيا رئيسة الحكومة المكلفة إلى العمل بجد لتحقيق هذه الآمال.
ونفى سعيد أن تكون الإجراءات التي اتخذها منذ 25 يوليو هي ''انقلاب'' كما وصفته بعض الأطراف السياسية، مؤكّدا أنّ الشعب التونسي الذي خرج محتفلا في الشوارع هلّل "بإزاحة هذا الكابوس"، في إشارة منه إلى البرلمان.
وفي إشارة لحركة النهضة، كشف الرئيس التونسي أن "هناك من يتمسّحون على أعتاب السفارات ويبحثون عن دعم من دوائر خارجية"، مشددا على أن "السيادة هي للشعب التونسي".
ومن المتوقع أن تعلن رئيسة الحكومة المكلفة نجلاء بودن، عن فريقها الحكومي الثلاثاء، والذي من المرجح أن يتألف من شخصيات تكنوقراط، وتتوزع الحقائب الوزارية بالتناصف بين المرأة والرجل.
كما استقبل الرئيس التونسي سعيد الاثنين، رئيس المجلس الأعلى للقضاء يوسف بوزاخر، وأكد خلال اللقاء على أهمية دور القضاء في ملاحقة من ذكر أنهم أجرموا في حق الوطن، داعيا إلى تطهير القضاء.
وقال سعيد خلال اللقاء الذي بثته الرئاسة التونسية عبر الإنترنت: "يجب أن يلعب القضاء دورا ولا يبقي أحدا أجرم في حق الوطن خارج الملاحقة القضائية".
أضاف: "لا يمكن أن نحقق مطالب التونسيين إلا بقضاء عادل.. لا يمكن أن نطهر البلاد إلا بتطهير القضاء. الشعب يريد تطهير البلاد والقضاء يجب أن يلعب دوره التاريخي في هذه المرحلة.. حتى نطهر وطننا من كل هذه الأدران".
وتابع: "لا يمكن التخفي وراء بعض الإجراءات أو بعض القواعد التي يتم التلاعب بها أو تقديمها حتى لا يقع تعقب الذين أجرموا في حق التونسيين. على القضاء أن يلعب دورا كاملا وأن يكون قضاء عادلا".
وفي تطور الاثنين، عيّن الرئيس التونسي، حنان التاجوري بالساسي سفيرة لدى الولايات المتحدة بعد أسابيع من إقالة سلفها دون أسباب واضحة.
وأقال سعيد العديد من المسؤولين من مناصبهم منذ 25 يوليو، عندما أعفى رئيس الوزراء من منصبه وعلق عمل البرلمان وتولى السلطة التنفيذية قبل أن يعين رئيسة للحكومة.
وحثت الولايات المتحدة، إلى جانب الأعضاء الآخرين في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، سعيد على العودة إلى نظام دستوري يؤدي فيه البرلمان المنتخب دورا مهما.
ومنذ انتفاضة 2011، تضطلع الولايات المتحدة بدور مهم في تقديم المساعدة الأمنية والعمل مع مانحين رئيسيين آخرين لدعم المالية العامة في تونس.
العربية.نت