عرب وعالم

ليبيا.. لصالح من توقف مشروع مصفاة أوباري 8 سنوات؟

تم النشر في 5 تشرين الأول 2021 | 00:00

اتهم خبراء في الشأن الليبي محافظ المصرف المركزي بليبيا، الصديق الكبير، ‏بالتسبب في تعطيل إنشاء مصفاة النفط في الجنوب؛ ما أدى لتعطيل مشاريع التنمية ‏التي يعد النفط شريانا لها، وهجرة كثير من الكفاءات من جنوب البلاد لقلة الفرص.‏

وأعلن رئيس الحكومة الليبي عبد الحميد الدبيبة، الأحد، الشروع في إنشاء مصفاة ‏نفط جنوب البلاد قرب حقل "الشرارة" النفطي بمنطقة أوباري، بكلفة 600 مليون ‏دولار خلال ثلاثة أعوام.‏

وفي إشارة إلى أنه مشروع جاء متأخرا قال الدبيبة في مؤتمر صحفي من مقر ‏المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس: "نعلن اليوم بدء خطوة جبارة، بالبدء الفعلي ‏في إنشاء مشروع مصفاة للنفط في الجنوب، الذي انتظره أهالي المنطقة منذ سنوات ‏طويلة".‏

لكن ما سبب "طول الانتظار" رغم أن "التغطية المالية متوافرة"، وفق حديث ‏الدبيبة، وبالرغم من إصدار الحكومة في 2013، وكان يرأسها علي زيدان، القرار ‏رقم 766 الذي نص على تأسيس شركة مساهمة تحت اسم "مصفاة الجنوب لتكرير ‏النفط"؟

أصابع الكبير

في تقدير وكيل وزارة الداخلية الليبي الأسبق السفير حسن الصغير، فإن تصريح ‏الدبيبة يؤكد ما تردد "مرارا وتكرارا" عن عرقلة محافظ مصرف ليبيا المركزي ‏المدعوم إخوانيا، الصديق الكبير، لأي قرار لا يضمن استمراره في منصبه.‏

وتابع: "حينما صدر قرار إنشاء المصفاة 2013 كانت احتياطيات النقد الأجنبي لم ‏تتأثر بما يسمى عملية "فجر ليبيا" وما تبعها من كوارث، واليوم وفي ظل عجز ‏مالي كبير، ونهاية سنة مالية من غير ميزانية، تقرر تمويل المصفاة".‏

وأعرب الصغير عن قلقه من ألا يرى المشروع النور؛ لوجود "لوي ينشد الهيمنة ‏على الجنوب ومقدراته، ويعمل بمنهجية لضمان خضوعه والإمعان في ابتزازه بكل ‏ما هو حيوي لأهله".‏

بدوره، حذر المحلل السياسي الليبي الهادي عبد الكريم من أن الصديق الكبير هدفه ‏البقاء في منصبه بأي شكل، والآن يلمع صورته بإفراجات عن المبالغ ‏للمشروعات، رغم أنه هو الشخص نفسه الذي تحدث من قبل على أن ليبيا "على ‏حافة الإفلاس".‏

ويخشى الكبير من أن ينتخب رئيس يستطيع أن يطيح به، والحديث لعبد الكريم، ‏الذي أكد أن حجم المخالفات التي ارتكبها ستجعل السجن مصيره لو حوكم.‏

ونبّه إلى وجوده خارج البلاد حاليا، حيث يسعى لضمان حليف خارجي، ما يمكن ‏أن يسهم في "التمديد له" في المنصب.‏

وتقدّم 12 نائبا بالبرلمان، الأحد، بطلب إلى رئيس البرلمان عقيلة صالح لإيقاف ‏الكبير وإحالته لمكتب النائب العام للتحقيق فيما نُسب إليه من اتهامات وردت في ‏تقرير لديوان المحاسبة بإهدار مليار ونصف مليار دولار من أموال المصرف.‏

سياسة "الإفقار"‏

وهنا يوضح الناطق باسم المجلس البلدي لسبها بالجنوب، أسامة الوافي، أن نقص ‏المحروقات في المنطقة مستمر منذ 2014، إذ يعتمد بنسبة 99% على مستودع ‏مصراتة.‏

وضرب مثلا لموقع "سكاي نيوز عربية" على انعكاس هذا على حياة المواطنين، ‏بأنهم يتحملون تكلفة عمليات النقل، فمثلا أسطوانة الغاز تباع من 2.5 إلى 5 ‏دنانير، بينما وصل سعرها في السوق السوداء بالجنوب إلى 350 دينارا أحيانا، ‏ومن المستودع تباع بـ20 دينارا، وكلما بعدت المدينة زادت التكلفة.‏

كما لفت إلى رصد هجرة واسعة من الجنوب إلى الساحل، منبها إلى خروج الكوادر ‏التي يفتقدها الإقليم من العاملين في الصحة والتعليم وأعضاء هيئة التدريس ‏بالجامعة.‏



سكاي نيوز عربية