عرب وعالم

ليبيا.. خطة عمل لإخراج المرتزقة "بشكل تدريجي"‏

تم النشر في 8 تشرين الأول 2021 | 00:00

أعلنت اللجنة العسكرية المشتركة في ليبيا (5+5)، الجمعة، أنها أعدت وأقرت ‏خطة عمل لإخراج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد "بشكل تدريجي ‏ومتوازن ومتزامن".‏

وأكدت اللجنة، بعد اجتماعاتها بمقر الأمم المتحدة في جنيف خلال اليومين ‏الماضيين، على "ضرورة جاهزية آلية المراقبة الليبية لاتفاق وقف إطلاق النار، لا ‏سيما تواجد المراقبين الدوليين التابعين للأمم المتحدة في ليبيا قبل البدء بتنفيذ ‏الخطة".‏

واجتمعت اللجنة برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وحضور المبعوث ‏الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا يان كوبيش، وقالت في بيان حصلت ‏‏"سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، إن اجتماعاتها "اتسمت بالروح الوطنية ‏والمسؤولية".‏

وناقشت اللجنة، التي تضم ممثلين عن الفرقاء الليبيين، خلال اجتماعاتها "آليات ‏تنفيذ خطة إخراج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ‏الأراضي الليبية".‏

وختمت بيانها: "اتفقت اللجنة على التوصل مع الأطراف المحلية والدولية ذات ‏الصلة لدعم تنفيذ هذه الخطة واحترام السيادة الليبية".‏

وقبل أيام، قالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إن مجموعات من المقاتلين ‏الأجانب "خرجت بالفعل من ليبيا"، بينما تسعى حكومة الوحدة لحشد المساعدة ‏الدولية لطرد الباقين خارج البلاد.‏

ويعد انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا أحد أهم ملامح خطة التسوية ‏السياسية، التي يسعى المجتمع الدولي أن تكلل بإجراء الانتخابات يوم 24 كانون الاول ‏المقبل.‏

ويرى الخبير الإستراتيجي الليبي العميد محمد الرجباني، أن اللجنة "اتخذت خطوة في ‏الطريق الصحيح"، كما أنها تحظى حاليا بدعم دولي واسع خصوصا من الدول ‏دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لجهودها في إخراج المرتزقة والمقاتلين ‏الأجانب.‏

وفي حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، يبدي الرجباني تفاؤله بأن ينفذ الجدول ‏الزمني لانسحاب المرتزقة خلال الفترة المقبلة وقبل موعد الانتخابات، مما يسمح ‏أن يجرى هذا الاستحقاق المهم في أجواء من الشفافية والمصداقية، ليعبر الليبيون ‏عن آرائهم دون ضغوط من أي جهة".‏

من جهة أخرى، أشاد الباحث السياسي الليبي محمد قشوط بـ"الانفراجة" التي حدثت ‏في ملف إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، مضيفا أن "الفضل هنا يعود ‏إلى اللجنة العسكرية التي لعبت دورا بارزا خلال عدة ملفات مؤخرا، منها فتح ‏الطريق الساحلي الذي يربط شرق البلاد وغربها".‏

ونبّه قشوط في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إلى "الدور البارز الذي لعبه ‏الجيش الليبي وقيادته العامة، التي أصرت على شرطها بخروج المرتزقة من ‏البلاد، وهو ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا في نفس السياق إلى ‏مواقف المنقوش، التي حرصت في زياراتها الخارجية على تأكيد أهمية انسحاب ‏القوات الأجنبية من ليبيا.‏

ويمثل توصل اللجنة لاتفاق وقف إطلاق النار نقطة فارقة في الأزمة الليبية، حيث ‏فتح الباب أمام استكمال مسارات الحوار السياسية الأخرى، وصولا إلى الاتفاق ‏على خارطة طريق تنتهي بانتخابات عامة وتشكيل سلطة تنفيذية موحدة.‏

ولعل أبرز البنود التي تحققت في الاتفاق هو سريان وقف إطلاق النار، وفتح ‏الطريق الساحلي الذي يربط مدن الساحل الليبي، بالإضافة إلى تشكيل الغرفة ‏الأمنية التي تتولى مهمة تأمين طرق التماس، وتسهيل الإفراج عن محتجزين، ‏فضلا عن توحيد حرس منشآت المؤسسات النفطية.‏

لكن ظل التحدي الأبرز أمام اللجنة، الذي لم يحسم بعد، إخراج المرتزقة والقوات ‏الأجنبية بشكل كامل، حيث كان مقررا انسحابها في مدة أقصاها 3 أشهر من تاريخ ‏توقيع الاتفاق، إضافة إلى تجميد العمل بالاتفاقات العسكرية الخاصة بالتدريب في ‏الداخل الليبي، وهو ما تسعى لجنة "5+5" لتحقيقه بشكل كامل الآن، فضلا عن ‏هدفين لا يقلان أهمية هما توحيد المؤسسة العسكرية، وحل الميليشيات.‏