عرب وعالم

التوقيت والدلالات.. أبعاد قرار السيسي بإلغاء حالة الطوارئ

تم النشر في 26 تشرين الأول 2021 | 00:00

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء ‏البلاد، وهو ما يعكس "حالة الاستقرار والأمن، الذي تعيشه البلاد، في ظل ‏الجمهورية الجديدة، ويحمل أيضا تداعيات إيجابية على صعيد تهيئة المناخ ‏للاستثمار الأجنبي.‏

وقال خبراء وبرلمانيون مصريون في أحاديث لـ"سكاي نيوز عربية" إن قرار ‏الرئيس المصري الذي وصفوه بـ"التاريخي" يشير إلى أن الحالة الأمنية في البلاد ‏لم تعد بحاجة لفرض حالة الطوارئ، بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها أجهزة ‏الأمن في القضاء على الإرهاب.‏

وأشاروا في الوقت ذاته إلى أن القرار يحمل "رسالة إقليمية ودولية قبل أن تكون ‏للداخل".‏

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، إنه قرر عدم تمديد حالة ‏الطوارئ المعمول بها في البلاد منذ سنوات.‏

وكتب السيسي في تدوينة على فايسبوك: "باتت مصر، بفضل شعبها العظيم ‏ورجالها الأوفياء، واحة للأمن والاستقرار في المنطقة".‏

أضاف: "يسعدني أن نتشارك معاً تلك اللحظة التي طالما سعينا لها بالكفاح والعمل ‏الجاد، فقد باتت مصر بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء، واحة للأمن ‏والاستقرار في المنطقة".‏

وتابع: "ومن هنا فقد قررت، ولأول مرة منذ سنوات، إلغاء مد حالة الطوارئ في ‏جميع أنحاء البلاد".‏

وأوضح أن "هذا القرار الذي كان الشعب المصري هو صانعه الحقيقي على مدار ‏السنوات الماضية بمشاركته الصادقة المخلصة في كافة جهود التنمية والبناء".‏

وظلت حالة الطوارئ مفروضة في مصر منذ شهر نيسان/أبريل 2017، مع ‏تجديدها كل 3 أشهر.‏

قرار جلل

وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ إنه ‏يبارك للشعب المصري جنى ثمار بإلغاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مد حال ‏الطوارئ في البلاد.‏

وتابع: "قرار جلل لإنجازات عظيمة تليق بما دفع فيها من ثمن غالى من أرواح ‏شهدائنا الأبرار".‏

قرار تاريخي

ووصف عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري اللواء يحيى ‏كدواني قرار رئيس الجمهورية بـ"التاريخي"، قائلا في حديث خاص لـ"سكاي نيوز ‏عربية" إن القرار يأتي بعد سنوات عاشتها مصر في حالة طوارئ مستمرة".‏

وأوضح كدواني أن "قانون الطوارئ يفرض لمساعدة أجهزة الأمن بإجراءات ‏استثنائية في مواجهة مخاطر محددة تهدد الأمن والسلم، لكن وفقا للقرار الحالي فلا ‏توجد حالة استثنائية تستوجب وجود القانون وفقا لتقديرات القيادة السياسية".‏

وأكد أن "حالة الأمن والاستقرار حاليا في مصر يشهد لها الجميع، وتقديرات جهات ‏الأمن تؤكد أن الدولة ماضية في فرض الأمن والاستقرار دون الحاجة لإجراءات ‏استثنائية".‏

لسنا بحاجة للطوارئ

كما أبرز عضو لجنة الدفاع والأمن القومي أن "سلطات الدولة وفقا للقانون الطبيعي ‏قادرة حاليا على تحقيق الأمن والاستقرار، دون الحاجة لفرض قانون للطوارئ"، ‏مردفا: "رأت الدولة ورئيس الجمهورية أن الحالة الأمنية لا تحتاج لفرض حالة ‏الطوارئ".‏

وحول تداعيات القرار، قال كدواني: "القرار يعيد الأمور لنصابها الصحيح، ويسهم ‏في تهيئة المناخ بشكل جيد أمام الاستثمار الأجنبي".‏

‏ كما أكد أن إلغاء حالة الطوارئ "قرار مناسب جدا للمرحلة الحالية، حيث يؤكد ‏للعالم كله أن مصر آمنة وماضية في تحقيق التنمية في ظل الجمهورية الجديدة".‏

رسالة أمن واستقرار

من جهته، قال المفكر الاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج لـ"سكاي نيوز ‏عربية" إن قرار الرئيس السيسي "رسالة للعالم بأن مصر بلد آمنة ومستقرة".‏

وشدد على أن قرار الرئيس الجريء يعكس مدى ما وصلت إليه البلاد من حالة ‏استقرار، ويضع أيضا مصر في مصاف الدول المستقرة أمنيا، التي لا تحتاج ‏لقانون طوارئ، وذلك بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها أجهزة الأمن في القضاء ‏على الإرهاب، كما نوه أن "القرار عظيم وسيكتب بحروف من نور في التاريخ".‏

رسائل إقليمية ودولية

بدوره، قال رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري طارق رضوان إنه ‏ربما يطالع البعض قرار الرئيس بإلغاء حالة الطوارئ في جميع ربوع البلاد، ‏كحالة أو قرار عادي، موضحا أن هذا يعد إنجازًا جلل لكي يصل القاري أو المتلقي ‏لهذا القرار بأن الحالة الأمنية في مصر جيدة وعلى ما يرام.‏

ورأى رضوان في بيان أن "القرار يعد رسالة إقليمية ودولية قبل أن تكون رسالة ‏إلى الداخل، مردفا: "منذ ما يزيد عن 7 سنوات وأكثر عانت مصر ويلات الحرب ‏على الإرهاب وتجرعت ويلات الخسائر البشرية من شهداء الوطن والواجب من ‏رجالات ضحوا بأرواحهم لبقاء الوطن".‏

تأسيس للجمهورية الجديدة

كما أكد علاء عابد النائب الأول لرئيس البرلمان العربي رئيس لجنة النقل بمجلس ‏النواب المصري، إن الرئيس السيسي يضع قواعد الجمهورية الجديدة، التي طالما ‏حلم بها المواطن المصري منذ عقود طويلة.‏

وشدد علاء عابد في بيان على أن الانجازات الموجودة حاليا على الأرض وفي كل ‏مكان تؤكد أننا أمام قائد تاريخي واستثنائي لهذه الامة ويقفز بنا بسرعة كبيرة نحو ‏المستقبل وبناء الوطن.‏

وكان مجلس النواب المصري، قد وافق على قرار الرئيس السيسي بشأن تمديد ‏حالة الطوارئ في البلاد في شهر تموز/يوليو الماضي.‏

وجرت الموافقة حينها على القرار المعلن من الرئيس المصري رقم 174 لسنة ‏‏2021 بتمديد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر أخرى، تبدأ ‏اعتبارا من الساعة الواحدة من صباح السبت الموافق 24 تموز/يوليو.‏

وجاء في نص قرار رئيس الجمهورية، في مادته الأولى، أنه تم اتخاذه "نظرا ‏للظروف الأمنية والصحية الخطيرة التي تمر بها البلاد، وأنه بعد أخذ رأى مجلس ‏الوزراء، تمد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر، من الساعة ‏الواحدة صباح السبت الموافق 24 تموز/يوليو".‏

ونص القرار في مادته الثانية على أن تتولى القوات المسلحة والشرطة "اتخاذ ما ‏يلزم لمواجهة الإرهاب وتمويله وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ اراوح ‏المواطنين، ويفوض رئيس الوزراء في اختصاصات رئيس الجمهورية المنصوص ‏عليها في قانون الطوارئ".‏



سكاي نيوز عربية