عرب وعالم

عند حدود بولندا علقوا.. عراقيون "دفعنا آلاف الدولارات"‏

تم النشر في 17 تشرين الثاني 2021 | 00:00

أتوا من بلدان في الشرق الأوسط قاطعين أميالاً في الجو، لتتقطع بهم السبل عند ‏الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.. هذا حال آلاف المهاجرين، جلهم من العراقيين ‏الذين علقوا منذ أسابيع عدة على الحدود، بدرجات حرارة تحت الصفر ليلاً.‏

فأزمة المهاجرين التي تفجرت بين البلدين خلال الأسابيع الماضية دون أن تهدأ، ‏علقت مصير آلاف الأشخاص الذين أملوا يوما في البحث عن مستقبل أفضل خارج ‏بلدانهم، إلا أن الرياح الأوروبية جرت بما لا تشتهي سفن أحلامهم.‏




أسابيع في العراء

إلا أن مأساة هؤلاء لم تقتصر، على انتظارهم أسابيع في العراء بالبرد القارس مع ‏أطفالهم ونسائهم، بل كمنت أيضا في دفعهم كل ما يملكومن لسداد تكاليف تلك ‏الرحلة، على الرغم من أن رحلتهم تبدأ غالبا بـ"عروض سفر شاملة" تقدمها لهم ‏شركات متخصصة.‏

في هذا السياق، قال المواطن العراقي بكر البالغ 28 عامًا والمتحدر من الأنبار ‏على عكس آلاف المهاجرين العراقيين الأكراد الذين يخيمون على الجانب ‏البيلاروسي في ظل ظروف مروعة: "نحن متعبون ونعاني المرض".‏

‏"دفعنا أموالا طائلة"‏

كما أضاف عبر الهاتف لوكالة فرانس برس "وصلنا إلى هنا بتأشيرة سياحية قبل ‏نحو أسبوع، عن طريق بلد آخر غير العراق، وقد دفع البعض منا ثلاثة آلاف ‏دولار، فيما دفع آخرون لغاية 35 ألف دولار لمكاتب تنظم رحلات سياحية من ‏بغداد".‏

بدوره، أكد سنكر وهو كردي عراقي، أنهم متعبون ومرهقون، قائلا "أنا مستعد ‏‏"للذهاب إلى أي بلد يقبل بي وبأطفالي الثلاثة".‏

أما في بغداد، فأوضح أحد مدراء مكاتب تنظيم الرحلات مفضلا عدم ذكر اسمه، ‏لوكالة فرانس برس أن "كل شيء بات يتم الآن عبر روسيا". وأضاف أن ‏‏"التأشيرة السياحية لروسيا تبلغ قيمتها 700 دولار، بينما يحتاج الراكب لدعوة ‏وكفيل. ويستغرق الحصول عليها قرابة عشرة أيام."‏

كما أشار إلى أنه "بمجرد وصول المسافرين إلى روسيا، يقوم المهربون بتهريبهم ‏برا إلى الحدود مع بيلاروسيا بمبلغ 500 دولار". وهكذا تبلغ قيمة الرحلة حوالي ‏ألفي دولار، وهو مبلغ كبير إذ يبلغ متوسط الراتب في العراق 300 دولار تقريبا.‏

‏3500 إلى 4000 آلاف دولار

وبحسب ميرا جاسم بكر، الباحثة العراقية المتخصصة في تدفقات هجرة أكراد ‏العراق، فقد أصبحت أنقرة "المنصة" للحصول على التأشيرات، مشيرة إلى أن ‏الأكراد العراقيين يقدمون في كثير من الأحيان جوازات سفرهم لوكلاء السفر الذين ‏يرسلون الوثائق إلى مندوبين لهم في العاصمة التركية حيث تصدر لهم التأشيرات ‏البيلاروسية.‏

كما أضافت "هذه عروض شاملة وقبل شهرين كانت تكلفتها 2500 دولار، أما ‏اليوم فهي تتراوح بين 3500 و4000 دولار".‏

يذكر أنه قبل إغلاقها بناء على طلب الحكومة العراقية منذ ما يقرب من أسبوعين، ‏أصدرت القنصليات البيلاروسية في ربيل بكردستان العراق وبغداد تأشيرات ‏سياحية تسمح للزوار بالسفر إلى مينسك من ثم إلى الحدود مع بولندا، إحدى الدول ‏الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.‏

وكانت رحلات الخطوط الجوية العراقية المباشرة بين بغداد ومينسك علقت بأمر ‏من حكومة بغداد في آب/أغسطس الماضي.‏

في ذلك الوقت، كان مئات المهاجرين، ومعظمهم من العراقيين، قد تجمعوا عند ‏الحدود الليتوانية البيلاروسية على أمل العبور إلى ليتوانيا.‏

ومنذ ذلك الحين، تحول مركز ثقل الأزمة إلى الحدود مع بولندا، حيث لا يزال ‏الآلاف عالقون هناك.‏

إلا أن السلطات العراقية أعلنت أنها ستبدأ غدا الخميس تسيير رحلات إعادة إلى ‏الوطن لهؤلاء المهاجرين.‏




العربية.نت