تلقى برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في لبنان 2.5 مليون يورو مقدمة من الحكومة الفرنسية في عام 2021 لدعم الفئات الأشد ضعفاً واحتياجًا الذين يواصلون كفاحهم خلال أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود.
في عام 2021، بلغت مساهمة فرنسا لعمليات برنامج الأغذية العالمي في لبنان الضعف تقريباً مقارنة بالعام العامي.
وبفضل هذه المساهمة تمكن البرنامج من الاستمرار في تلبية الاحتياجات الغذائية للمواطنين اللبنانيين وكذلك اللاجئين السوريين من خلال تدخلات متنوعة من بينها دعم البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرا، والبطاقات الغذائية الإلكترونية، وتوزيع صناديق غذائية شهرية ووجبات مدرسية.
من جانبه، قال عبد الله الوردات، ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في لبنان: "يجد السكان في لبنان صعوبة متزايدة في توفير الطعام لأسرهم. لقد رأيت أسرًا كانت تتمتع في السابق بدخل كريم ولم يكن لديها أي قلق بشأن الغذاء، ولكنها سقطت فجأة في براثن الفقر. لقد قطعت المساهمات المقدمة من فرنسا هذا العام شوطًا طويلاً في دعم الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى مساعداتنا خلال هذا الوقت العصيب."
ووفقًا لخطة لبنان للاستجابة لحالات الطوارئ التي نُشرت في سبتمبر /أيلول الماضي، تضاعفت مستويات الفقر في لبنان تقريبًا حيث سقط 3 ملايين لبناني (78 بالمائة من السكان اللبنانيين) في هاوية الفقر مقارنة بنحو 1.7 مليون في عام 2020. وتشير التقديرات إلى أن تسعة من كل 10 لاجئين سوريين في لبنان يعيشون في فقر مدقع.
ومنذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2019، عندما بدأت الأزمة، خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90٪ من قيمتها. ويتواصل انكماش القوة الشرائية للأفراد بسرعة حيث ارتفعت تكلفة الغذاء والدواء والإيجار. ويعاني ما يقرب من 35 في المائة من اللبنانيين الآن من انعدام الأمن الغذائي.
من ناحية أخرى، قالت السيدة آن جريلو، سفيرة فرنسا لدى لبنان: "لقد عصفت الأزمة بالجميع في جميع أنحاء البلاد. وتلتزم فرنسا التزامًا راسخًا بتقديم الدعم الأساسي للأشخاص الذين يعيشون في لبنان والحيلولة دون وقوع أي كارثة ترتبط بالجوع. ويقترن عملنا الإنساني بدعمنا للمزارعين في لبنان لتعزيز الإنتاج المحلي. البلد يحتاج إلى المساعدة لكنه يحتاج أيضاً إلى الإصلاحات كأولوية قبل كل شيء."
ومن خلال تمويل الجهات المانحة مثل فرنسا، يدعم برنامج الأغذية العالمي الآن 1 من كل 4 أشخاص في لبنان من خلال استجابته للأزمة السورية وكجزء من الاستجابة للأزمة الاقتصادية وتأثير جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19). وخلال شهر أكتوبر/تشرين الأول، دعم برنامج الأغذية العالمي ما يقرب من 1.7 مليون شخص في جميع أنحاء لبنان من خلال تقديم المساعدات النقدية والطرود الغذائية المقدمة للأسر. كما يواصل البرنامج توسيع نطاق مساعدته في جميع أنحاء البلاد للوصول إلى المزيد من الناس.